قطر من أوائل المرشحين لتلبية احتياجات بريطانيا من الغاز
تستعد المملكة المتحدة لوقف استيراد الغاز الروسي خلال الفترة القادمة، وذلك مع تصاعد الحرب الروسية على أوكرانيا واستخدام سلاح العقوبات الغربية على روسيا لوقف حربها.
وذكرت صحيفة الشرق القطرية أنه على الرغم أن الغاز الروسي يمثل ٤٪ من حجم الاحتياجات البريطانية من الغاز الطبيعي، إلا أنه يشكل أزمة فعلية للمملكة المتحدة.
وأكدت أن الدور القطري ذا موقف حاسم لمساندة بريطانيا خلال هذه الأزمة، ونظرا لمدى قيمة وعمق العلاقات القطرية البريطانية الاستراتيجية في مجال الغاز والطاقة، فقد أصبحت قطر من أوائل الدول التي تلبي احتياجات المملكة المتحدة من الغاز الطبيعي خاصة في هذا الوقت، والملاذ الأخير والهام لها مع احتدام شدة الحرب الروسية على أوكرانيا، واستعداد المملكة المتحدة لمنع استيراد الغاز الروسي، ونظرا لاعتماد بريطانيا بشكل أساسي على الغاز الطبيعي في تدفئة المنازل وتشغيل محطات الكهرباء، فإنها تسعى إلى تأمين أكبر كمية من الغاز الطبيعي.
وكشفت الصحيفة أن تدفقات الغاز الطبيعي القطري بدأت في الوصول إلى المملكة المتحدة، كي تلبي احتياجات ملايين البريطانيين في جميع أنحاء البلاد.
وأعلنت وصول خمس من أضخم الناقلات القطرية العملاقة إلى محطة "ساوث هوك" ذات التعاون الاستراتيجي القطري البريطاني في مجال الغاز الطبيعي
وقدرت حمولة هذه الناقلات العملاقة بما يقرب من مليون و100 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال، وقد وصلت الناقلة القطرية العملاقة "الكرعانة" إلى رصيف رقم واحد في محطة، وتم تفريغ شحنتها المقدرة ب 210 آلاف متر مكعب من الغاز، وتبعها وصول الناقلة "عامرة" وعلى متنها ما يقرب من 260 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي، وتم تحويل الشحنة إلى صورتها الغازية كي يتم إعادة ضخها في الشبكة البريطانية للغاز، كي تصل إلى ملايين المنازل وتفي باحتياجاتهم من الطاقة النظيفة، كما استقبلت محطة " ساوث هوك" الناقلة القطرية العملاقة "الشيحانية " وعلى متنها 210 آلاف متر مكعب من الغاز الطبيعي، وتم إعادة تخزينها كي يتم تحويلها إلى صورتها الغازية وإعادة ضخها في الشبكة البريطانية للغاز، ووصلت اثنتان من أضخم الناقلات القطرية وهما الناقلة القطرية "السهلة" والناقلة "الخاطية" إلى محطة "ساوث هوك" وعلى متن كل منهما ما يقرب من 210 آلاف متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال.
يذكر أن قطر تأتي في مقدمة الدول التي تزود المملكة المتحدة بالغاز الطبيعي، حيث تفي قطر بـ٢٠٪ من احتياجات بريطانيا من الغاز الطبيعي سنويا، وذلك عبر شحنات الغاز التي تأتي من قطر على متن ناقلات عملاقة إلى محطة "ساوث هوك" التي تعتبر أضخم مشروع استراتيجي بين البلدين في مجال تأمين شحنات الغاز الطبيعي، وتسعى المملكة المتحدة لتوفير مصادر للطاقة ومنها تأمين وارداتها من الغاز الطبيعي بعد توقف تدفق الغاز الروسي لديها بسبب العقوبات التي سوف تفرضها بريطانيا على روسيا، كما تسعى المملكة المتحدة لتنويع مصادر الطاقة ومنها الغاز الطبيعي فإنها تسعى إلى زيادة وارداتها من الغاز كي يصل الى ٧٠٪ بحلول عام ٢٠٣٠، وسوف ترتفع الى ٨٠٪ بحلول عام ٢٠٤٠، وذلك وفق ما ذكرته صحيفة "الفاينانشيال تايمز"، كما أنها تسعى ايضا الى تعزيز مصادر الطاقة المتجددة، لتأمين مصادر للطاقة بجانب الغاز الطبيعي.
الغاز القطري أهم البدائل
من جهته أفاد الخبير البريطاني في الشؤون الأمنية والدفاعية بجامعة "كينجز كوليدج" البريطانية "أندرياس كريج" في تصريحات صحيفة أن قطر تعتبر البديل الذي يبحث عنه الغرب لتأمين مصادر الطاقة ومنها الغاز الطبيعي المسال، حيث تعتبر واحدة من أهم موردي الغاز الطبيعي في العالم.
وأشار خلال حديثه إلى أنه من الناحية الواقعية قطر لا تملك القدرة على استبدال الصادرات الروسية من الغاز الطبيعي، إلا أنها يمكنها أن تساعد الدول الأوروبية في تنويع مصادر وارداتها من الغاز الطبيعي، مضيفا أن الدول الغربية حريصة بشكل خاص على التوجه إلى قطر وعدد من الدول الأخرى المصدرة للغاز خلال هذه الحرب الروسية على أوكرانيا.
واردات بريطانيا من الغاز الطبيعي
الجدير ذكره أن واردات بريطانيا من الغاز الطبيعي تعتبر أحد أهم أركان مصادر الطاقة، ووفق مؤسسة "oil and gas Uk" فإن واردات بريطانيا من الغاز حققت ارتفاعا قياسيا، مسجلة ٥٦٪ بين شهري يناير ومارس من عام ٢٠٢١، ومن أجل تعزيز مصادر الطاقة تسعى الحكومة البريطانية الى تطوير عدد من المشروعات المتعلقة بإنتاج الطاقة، حيث تستطيع ان تلبي خمس الطلب المتوقع على الغاز الطبيعي من المصادر المحلية وذلك بحلول عام ٢٠٤٠، و١٥٪ في عام ٢٠٥٠، إلى جانب أن بريطانيا تستورد من النرويج الغاز الطبيعي المسال، بعد توقف تدفقات الغاز الطبيعي من وحدات بحر الشمال في المملكة المتحدة، استوردت بريطانيا ما يقرب من مليون و400 ألف طن متري من الغاز العام الماضي، وتتوجه أيضا المملكة المتحدة إلى زيادة الشراكة مع قطر في مجال تطوير المشروعات العملاقة في مجال الطاقة المتجددة، حيث تم توقيع اتفاقية ثنائية بين قطر وشركة "رويال داتش شل" لانتاج الطاقة الهيدروجينية في المملكة المتحدة في العام الماضي.