هل نودع السيارات الرخيصة ومتوسطة التكلفة إلى الأبد؟
فاقمت الحرب الروسية الأوكرانية من مشاكل الإنتاج الموجودة بالفعل في قطاع السيارات، مع توقف المصانع في روسيا وتباطؤ الإنتاج في أوروبا، وتستمر مشاكل الإنتاج في الظهور على شكل زيادة في الأسعار.
وتزداد أزمة صناعة السيارات عمقاً في الآونة الأخيرة، انطلاقاً من أزمة الرقائق العالمية، وتعطل سلسلة التوريد إلى الحرب الروسية الأوكرانية.
وفيما بدأت العقوبات تطال المصارف واللوجستية، أخذ الإنتاج يتباطأ في روسيا، وأعلنت مجموعة أفتوفاز، الأولى للسيارات في روسيا والتابعة لشركة رينو الفرنسية، تعليق العمل في مصانعها لأربعة أيام، بسبب مشكلة إمدادات في المكونات الإلكترونية والتي تعاني شركات السيارات نقصا فيها منذ مطلع العام 2021.
كما أدى توقف إنتاج الكابلات الكهربائية في أوكرانيا إلى تباطؤ الإنتاج في مصانع السيارات في دول مثل ألمانيا وبولندا وجمهورية التشيك.
وانخفضت صادرات المعادن المستخدمة في إنتاج السيارات من روسيا والتي تعتبر من أكبر موردي المعادن.
كل هذه العوامل أدت إلى انخفاض في إنتاج السيارات، وارتفاع أسعارها، حيث ارتفع متوسط سعر السيارة الجديدة في الولايات المتحدة بنسبة 13 في المئة العام الماضي.
وتعتبر روسيا من أكثر الدول تضرراً من أزمة إنتاج السيارات، حيث ارتفعت أسعار السيارات الجديدة في البلاد بنسبة 35 إلى 45 في المئة، مما أدى إلى انخفاض مبيعات السيارات 60 في المئة في شهر مارس.
وخفضت وكالة التصنيف الائتماني الدولية Standard and Poor's توقعاتها لإنتاج السيارات في جميع أنحاء العالم.
حيث سيكون هناك انخفاض بمقدار 2 مليون و 600 ألف وحدة في إنتاج المركبات هذا العام والعام المقبل، تشير التقديرات إلى أن مشاكل الإنتاج قد تؤدي إلى زيادة الأسعار بشكل أكبر في الفترات القادمة.