طفلي متى يجب أن يصوم؟

طفلي متى يجب أن يصوم؟
طفلي متى يجب أن يصوم؟

طفلي متى يجب أن يصوم؟

نيو ترك بوست
تقرير :أمينة سعيد
مع حلول شهر رمضان يستعد الأهل للتحضير لهذا الضيف المميز والغالي على نفوس جميع المسلمين كباراً كانوا أو صغاراً، فمع دخول الشهر الكريم تدخل الفرحة على قلوب الصغار, ويسارعون للصوم كالكبار لكننا نجد أن الأمهات كثيراً ما تخشى على أطفالهن من صيام شهر رمضان وخاصة إذا جاء في فصل الصيف فتجد الأم تتسائل” متى يجب أن يصوم طفلي “في هذا التقرير الخاص لـ نيو ترك بوست نوضح للأمهات السن المناسبة للصيام وطرق تعويد الأطفال على صيام رمضان .
أوضح د. عبد القادر الشطلي عضو رابطة علماء فلسطين أن العلماء أجمعوا على أن الصيام يجب على كل مسلم ، عاقل ، بالغ ، قادر عليه من غير مشقة بالغة خال من الموانع الشرعية التي تمنع من الصيام ( كالحيض والنفاس ) عند المرأة .
وعليه فإن الصيام لا يجب على الصبي الذي هو دون سن البلوغ ، والبلوغ يعرف بعلامات تظهر على كلا الجنسين الذكر والأنثى ، فإذا ظهرت هذه العلامات يكون الصبي قد وصل سن البلوغ وأصبح مكلفاً كالاحتلام عند الذكور والإناث والحيض عند النساء ، وقد قدر علماء الشافعية البلوغ بخمسة عشر عاماً وعندها يجب عليه الصيام وسائر التكاليف الشرعية .
وشدد الشطلي على أنه يجب ألا تستخدم القسوة لإجبار الأطفال ( الصبيان ) على الصيام فإن ذلك غير مطلوب علاوة على أنه منفر لهم من العبادة ، وإنما يستحب لولي أمر الصبي أن يستميله ويرغبه في الصيام ويشجعه عليه ليعتاده من الصغر ما دام مستطيعاً له ، وقادراً عليه ، فعن الربيع بنت معوذ قالت : كنا نصوم ، ونصوم صبيانا الصغار منهم ، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن ( أي الصوف ) فإذا بكى أحدهم من الطعام أعطيناه إياه ، حتى يكون عند الإفطار ” رواه البخاري ومسلم .
على ذات الصعيد نصح الأهل قائلاً:”يجب أن يعودوا صبيانهم على الصيام وأن يدربوهم ويعودوهم عليه منذ الصغر لأنه إن لم يعتد ذلك منذ الصغر ، صعب على ولي الأمر أن يلزمه بالصيام عند البلوغ .
مضيفاً على الآباء ألا يستخدموا القسوة والعنف عند مطالبة أبنائهم الصغار بالصيام بل عليهم أن يشجعوهم على ذلك كإعطائهم بعض النقود ، أو شراء بعض الألعاب لهم إن هم صاموا والتزموا بالصيام .
وختم الشطلي حديثه بتأكيده على ضرورة مراعاة الأهل للطفل فإذا ظهرت عليه علامات الإعياء والتعب الشديد ، وخاصة في أشهر الصيف حيث الحر الشديد والنهار الطويل ، وطلب الصبي من وليه الإفطار فعليه ألا يمنعه من ذلك حتى لا تحدث معه مضاعفات خطيرة قد تؤدي به إلى الوفاة .
طفلي صائم
هذا و تقول الأبحاث في هذا المجال أن هناك عدة حالات يمنع فيها صيام الأطفال مثل الأطفال الصغار في السن الأقل من عشر سنوات لأن الأمر قد يؤثر على نموهم، إي على وزنهم وطولهم,كذلك الأطفال الذين يعانون من الأمراض يجب منعهم من الصيام.
كما شددت الأبحاث أنه من الضروري أن يهتم الأهل بتغذية الطفل الصائم وذلك بترتيب الوجبات والتنويع في الأغذية المفيدة التي تسد احتياجاته وضرورة الاهتمام بوجبة الإفطار وعدم تأخيرها والتركيز على شرب السوائل لتعويض ما فقده ،الابتعاد عن الأطعمة التي قد تزيد من العطش ,التركيز على الأطعمة التي الغنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية لنمو الطفل ,تجنب الأغذية الدسمة التي تؤدي إلى عسر الهضم.
كما أنه لابد من الإشارة إلى عدد من النصائح التي يجب إتباعها عن إعداد وجبة السحور حيث يفضل تأخيرها وتكون قريبة من موعد بدء الصوم ،وجب أن تكون وجبة السحور مجموعة غذائية غنية وأن تحتوى على عنصر الكالسيوم,من الضروري أن تشمل سفرة السحور الأغذية الغنية بالبروتين مثل البيض، الحليب، اللبنة والجبن، والكربوهيدرات المعقدة مثل الموجودة بالحبوب الكاملة إذ أنها بطيئة الهضم.
في وجبة السحور علينا تجنب الأغذية الدسمة والابتعاد عن الموالح والمخللات ،لابد أن يأخذ الصائم كميات كافية من الماء.
على الصعيد ذاته وجب على الأم أن تراقب صحة طفلها وأن توقف الطفل عن الصيام فوراً في حال شعر بالتعب .
التدرج في التدريب
نختم بخطوات وطرق تعويد الأطفال على الصيام في رمضان ،أولى هذه الخطوات إعطاء الطفل فرصة بالإعداد لاستقبال شهر رمضان ومشاركته في التحضير لهذا الضيف المميز فشعوره أن له دور في هذا الأمر من شأنه أن يغرس في قلبه ووجدانه حب لهذا الشهر الفضيل ،لابد أن يهتم الأهل بشرح معنى الصيام ولماذا فرضه الله علينا وكل هذا بأسلوب بسيط وسهل والاستعداد لتقبل أسئلته الكثيرة أياً كانت والابتعاد عن الإجابات السلبية لأنها سترسخ عنده .
إشراك الطفل في إعداد وجبات الإفطار و السحور فهذا يمنحه شعور بالفرحة والسعادة لابد أن يحرص الأهل على وجود الطفل على مائدة الإفطار منذ الصغر فمشهد تجمع الصائمين عند آذان المغرب له أثر بالغ في نفسية الطفل
من الضروري التدرج في تدريب الطفل على الصيام بمعنى بدء صيام الطفل ببضع ساعات في بداية النهار ،إضافة إلى ذلك على الأهل أن يحرصوا على تشجيع الطفل على الصيام بشكل ايجابي وعدم استخدام لغة العنف والتهديد لما لها من آثار نفسية سلبية.
من الطرق أيضاً تحفيز الطفل وتشجيعه على الصوم بإعطائه الهدايا والألعاب فللهدية مفعول السحر في القلوب ، ولابد أن يكون الأمر بدافع الحب وليس الخوف لأن إستراتيجية الخوف لا تفيد مع الصيام بالذات لكونه نشاطاً شخصياً للغاية لأنه بإمكان الطفل تناول الأطعمة في الخفاء فلابد من توخي الحذر من الاعتماد على أسلوب التخويف والترهيب لدفع طفلك للصوم .
على ذات الصعيد لابد من التذكير أن تعويد أطفالنا على الصيام وتدريبهم بشكل سليم مسألة لا تقدر بثمن لذا يجب الحرص على تعريف الأطفال على الصيام إذ أنه من الخطأ الانتظار حتى يبلغ الصبي ونأمره بالصيام لأنه سوف يجد في ذلك مشقة، لذا كان من الأولى هو التدريب متى رأت الأم في طفلها أو طفلتها المقدرة من حيث الوضع الصحي والبنية الجسدية.
في الختام على كل أم وضع جدول لصيام طفلها أي أن يصوم مثلاً الطفل في أول سنة ثلاثة أيام من ثم  يصوم في السنة القادمة أسبوعاً،وبعدها يصوم في السنة الثالثة نصف الشهر وهكذا يصوم في السنة الرابعة الشهر كله، وهكذا يكون التدريج في الطاعات ،حتى إذا بلغ الطفل يكون قد تدرب على الصيام ولم يعاني من المشقة.
 

مشاركة على: