مشروع جنوب شرق الأناضول
ماهية المشروع
يمتد مشروع جنوب شرق الأناضول على المنطقة التي تشمل محافظات: “أدييمن” “باطمان”، “ديار بكر”، “غازي عينتاب”، “لكس”، “ماردين”، “سعرت” و”شانلي ادرنة”. يحدّ هذه المنطقة من الجنوب سورية ومن الشرق والجنوب العراق وتبلغ مساحتها 75385 كم² وتشكل نسبة 9.7% من مساحة تركيا، كما تشكل 20% من مجموع الأراضي الزراعية والتي تبلغ مساحتها نحو 8.5 مليون هكتار، وهي السهول الواسعة في حوض الفرات ودجلة الأدنى، وتسمى هذه المنطقة بالهلال الخصيب أو أعالي ما بين النهرين، وهي منطقة معروفة بمهد الحضارة في تاريخ الإنسانية، وشكّلت طوال العصور جسر عبور بين منطقة ما بين النهرين والأناضول
كان مشروع جنوب شرق الأناضول الذي يرمز اليه الأحرف الثلاثة الأولى من الكلمات التركية المشكلة لإسمه(Guneydogu Adulu Projes-GAP) في مطلع السبعينات, مشروع ري وتوليد طاقة كهربائية, لكنه تحول مع مطلع الثمانينات إلى مشروع اقتصادي تنموي اقليمي متعدد القطاعات، يشمل قطاعات الري وتوليد الطاقة، ومشاريع الهيدروكهرباء والزراعة والبنية التحتية الريفية والمدينية والتحريج، والتربية، والصحة، ووضعت في حينه خطط لبناء 22 سداً ضمن استثمار مصادر المياه، وتسعة عشر مركزاً هيدروكهربائياً، وشبكة ري تروي مساحات تصل إلى 1.7 مليون هكتار من الاراضي الزراعية، وبلغت كلفته الاجمالية 32 مليار دولار، كما بلغت قوة مجموع مراكز الطاقة للمشروع 7476 ميگاواط، وهذا يعني انتاجاً سنوياً من الطاقة يبلغ 27 مليار ميغاوات ساعي (GWH) .(3)
يعد هذا المشروع محور جهود تركيا الرامية إلى ضمان إمدادات المياه، وهو يتكون من 22 سدّاً و 19 محطة كهرومائية وعدد من الأنفاق والقنوات والمشاريع الإروائية.
وقد باشرت تركيا بإنجاز أهم مرتكزات هذا المشروع، فأنشأت على نهر الفرات سدّ كيبان عام 1974 وسدّ قرقايا عام 1986، وفي عام 1990 أنجزت سد أتاتورك، وهو من السدود الكبيرة في العالم، إذ تبلغ طاقته الخزنية بحدود 48 مليار متر مكعب.
وفي عام 1994 أكملت تركيا المرحلة الأولى من مشروع لأطول نفق إروائي من نوعه في العالم "نفق أروفة"، الذي يأخذ المياه من خزّان سدّ أتاتورك إلى مسافة بعيدة لإرواء أراضٍ تقع خارج نطاق حوض الفرات.
ويجري حالياً إنشاء سدّين جديدين على نهرالفرات وعلى مقربة من الحدود التركية السورية، هما سدّ "بيره جك" ،و سدّ "قرقاميش"، حيث سيتاح لتركيا بعد اكتمال هذين السدّين التحكّم شبه المطلق بمياه النهر.
أمّا على نهر دجلة فقد أنجزت تركيا في عام 1997 سدّي "كيرال كيزي ودجلة" على روافد النهر، وأعلنت عن مباشرتها إنشاء سدّ "ألي صو" على المجرى الرئيس للنهر.
وتشير التقارير المنشورة عن مؤسسة مياه الدولة التركية الى أن إجمالي الأراضي المروية حاليا ضمن مشروع" GAP" تبلغ حوالي 14500هكتار فقط، منها 8 آلاف هكتار ضمن حوض نهر الفرات و 6.5 آلاف هكتار ضمن حوض نهـر دجلة.
وتستهدف تركيا إرواء 1,091 مليون هكتار ضمن حوض نهر الفرات و 0,602 مليون هكتار ضمن حوض نهر دجلة.
علماً بأن هناك مساحة قدرها حوالي 537 ألف هكتار شمال سدّ أتاتورك تروى من نهر الفرات، وبذلك يبلغ مجموع المساحة المقرّر إرواؤها في التطوير الكامل لمشاريع التخزين والري على حوض الفرات في تركيا 1.628 مليون هكتار .
وتنبع الاعتراضات السورية العراقية على هذا المشروع من اعتبارات عدة، فعلى سبيل المثال يرى العراق أن تركيا تنكرت لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار الموقعة بين العراق وتركيا عام 1946 ، والتي ألزم البروتوكول الأول منها الملحق بالمعاهدة على أن توافق تركيا على اطلاع العراق على أية مشاريع خاصة تقرر إنشائها على نهري دجلة والفرات أو روافدهما لتلافي الآثار والأضرار المحتملة لتلك المشاريع.