دعاء ليلة القدر هي "ليلة خير من ألف شهر"

يحي المسلمون ليلة القدر بكافة أنواع القرب والعبادات والطاعات كالصلاة المفروضة والمسنونة والنوافل وتلاوة القرآن الكريم والإكثار من ذكر الله تعالى والصدقة والدعوة إلى الله تعالى ويسن الإكثار من الدعاء والتضرع إليه تعالى.

وتعبر ليلة القدر من الأوقات الّتي فضّلها الله سبحانه وتعالى للدُعاء فيها كيوم الجمعة ويوم عرفة.

وتعد أشرف ليلة في السنة، أشرف ليلة على الإطلاق، إنّها ليلة القدر: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}.

الجدير ذكره أن هذه الليلة إن صَحَّت فيها الصِّلة، وصحّ فيها الإقبال، وصحّ فيها الدّعاء، خيرٌ من أن تعبد الله ثمانين عامًا عبادة جوفاء، ليلة القدر خير من ألف شهر.

وفي هذه الليلة الخير الكثير ليس استجابة الدّعاء فقط، ففي الصّحيحين أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر من رمضان، قال صلّى الله عليه وسلّم: ”التمسوها في العشر الأواخر من رمضان في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى” رواه البخاري.

وفي هذه اللّيلة المباركة تهبط الملائكة وجبريل عليهم السّلام من كلّ سماء، ومن سِدرة المُنتهى، فينزلون إلى الأرض ويُؤَمِّنون على دعاء النّاس، إلى وقت طلوع الفجر. فعلى المسلم أن يستغل هذه الفرصة المباركة فيقوم ليلتها ويكثر من الدّعاء والتّوبة والاستغفار وتلاوة القرآن والذِّكر وسائر العبادات، وبركة هذه اللّيلة تستمر من غروب الشّمس إلى طلوع الفجر، كما بيَّن ذلك أهل التّفسير. قال ابن العربي المالكي في أحكام القرآن: [إنّ ليلة القدر هي كلّها خيرٌ وبركة]، وقال صاحب الدر المنثور عند تفسير قول الله تعالى: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.

قال: [وذلك من غروب الشّمس إلى أن يطلع الفجر]، وقال العلاّمة الطبري: [سلام ليلة القدر من الشرّ].

والدعاء المخصوص لليلة القدر في الحديث أنّ السيدة عائشة -رضي الله عنها- سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: (يا رَسولَ اللهِ، إنْ وافَقتُ لَيلةَ القَدرِ بِمَ أدعو؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّكَ عَفوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فاعْفُ عَنِّي).[١]
وهناك أدعية في ليلة القدر لتفريج الكرب يمكن للمسلم أن يتخيّر من الأدعية ما شاء من الأمور المشروعة، ومن هذه الأدعية المناسبة للدعاء بها في ليلة القدر لتفريج الهموم والكروب:

 إلهي هب لي فرجًا بالقدرة التي تحي بها الحي والميت، ولا تهلكني وعرفني الإجابة يا رب، وارفعني وانصرني وارزقني وعافني. اللهم إني أسألك باسمك الحسيب الكافي أن تكفني كل أموري من جليل وحقير مما يشوش خاطري يا كافي. اللهم إني أسألك فرجًا قريبًا، وصبرًا جميلًا، ورزقًا واسعًا، والعافية من البلايا، وشكر العافية والشكر عليها يا رب العالمين. اللهم إني أسألك الغنى من الناس ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. اللهم إني أسألك بحق أسمائك العظمى أن تكفني شر ما أخاف وأحذر؛ فإنك على كل شيء قدير. اللهم لا طاقة لي بالجهد ولا قوة لي على البلاء، فلا تحرمني العافية والرزق ولا تكلني إلى خلقك، بل تفرد لي بحاجتي وتولني برحمتك يا رب العالمين. اللهم بفضلك أغنني، وابسط لي، واكفني، وخلصني واجعل رضاي فيما يرد علي منك، وبارك لي فيما رزقتني وفيما خولتني. اللهم اجعلني في كل حالاتي محفوظ مجار، واقضِ عني كل ما علي لك في وجه من وجوه طاعتك أو لخلقك، فأنت تعلم عظم ضعفي وكثرة ذنوبي وضعف بدني وقوتي وغفلتي، يا عظيم يا واسع يا كريم.

وهناك أدعية في ليلة القدر  تخصص للنجاح والتوفيق و هذه أدعية يُناسب أن يتوجّه بها العبد إلى الله -تعالى- في ليلة القدر طمعاً بإجابة الدعاء في هذه الليلة العظيمة:

 اللهمّ رضّني بما قضيت لي وعافني فيما أبقيت حتى لا أحب تعجيل ما أخّرت ولا تأخير ما عجّلت. اللهمّ إنّا نسألك عملاً باراً، ورزقاً داراً، وعيشاً قاراً. اللهمّ اقذف في قلبي رجاءك، واقطع رجائي عن من سواك حتى لا أرجو أحداً غيرك. اللهمّ يا من لطفه بخلقه شامل، وخيره لعبده واصل لا تخرجنا عن دائرة الألطاف، وأمنا من كل ما نخاف وكن لنا بلطفك الخفي الظاهر. بسم الله على نفسي ومالي وديني، اللهم رضّني بقضائك، وبارك لي فيما قُدّرَ لي.

وإليكم دعاء الشيخ عمر  عبدالكافي الخاص بليلة القدر