في تونس مطعم “السلطان أحمد” مقصداً لعشاق الأطباق التركية
قد يظن الزائر لأول وهلة وكأنّه في أحد مطاعم إسطنبول الفاخرة، موسيقى وأنغام تركية ازدان بها المحل، بالعاصمة تونس.
إلى جانب لوحات لسلاطين عثمانيين وبايات تونسيين (حكام) علقت على الجدران، التي زُينت هي الأخرى بزخارف مستوحاة من الثقافة التركية، مع مزج بتصاميم تونسية.
هذا كله في “مطعم السلطان أحمد”، الذي افتتح أبوابه أمام الزبائن قبل 3 سنوات في العاصمة تونس، ليجذب إليه عشاق الأطباق التركية خاصّة خلال شهر رمضان.
قد يظن البعض أن صاحب فكرة هذا المحل كثير السفر إلى تركيا ما جعله يتشبع بثقافتها، ولكن المثير في الأمر أن “أحمد الماجري” لم يزر تركيا قط مما يجعل الأمر أكثر غرابة وعدم زيارته لتركيا لم تقلل من إعجابه بثقافة هذا البلد وبزعمائه وتاريخه” كما يقول الماجري
ويضيف “شغوف بالمطاعم ولدي ولع كبير بفن الطبخ.. وقد بقيت 25 سنة في فرنسا قبل عودتي إلى تونس، ولي سلسة مطاعم في باريس، ولكن عشقي للأطباق التركية هو ما دفعني إلى افتتاح المطعم بتونس.”
وعن سبب تسمية المطعم بــ“السلطان أحمد”، ، يقول: لم يكن الإسم اعتباطيّا وإنما اخترته لأن السلطان أحمد، وفق قناعاتي، هو من القادة الذّين كرسوا الحوار مع الغرب وكان سابقاً لزمنه في بناء الدّيمقراطية، فهو يعد شخصية وطنية ولا يزال يحظى بمكانة هامّة في تركيا اليوم.
جدير بالذكر أن أحمد الأول هو السلطان العثماني الرابع عشر أحمد الأول (حكم من 1012هـ / 1603م – حتى عام 1026هـ / 1617م).
وأشار صاحب مطعم “السلطان أحمد” أن المطعم يقدّم 5 اختصاصات متنوعة تحتل فيها الأطباق التركية نصيب الأسد، كما يقدم المطعم أيضا أطباقاً إيطاليّة.
مبيناً أن المطهم يتصدر المطاعم في تونس التي لديها هذا الكم من التنوع في المذاق والمأكولات.”ويكاد نكون المطعم الوحيد
وأشار صاحب المطعم فإن “التونسيين يقبلون أكثر على الأدانا والكباب البيتي والأرفا كباب والخبز التركي والمشاوي، التي تعد من أهم أطباق المائدة التركيّة.. فيستمتعون بالأكل وتعجبهم كثيرا البهارات والتتبيلة التركية”.
يتميز المطعم في شهر رمضان وتكون له روح خاصة حيث تختاره بعض العائلات لتناول وجبة إفطار خارج البيت تلبية لدعوة أو احتفاء بمناسبة.
صاحب المطعم تعلم فن الطهي في باريس، وهناك تعلم كذلك أسرار المطبخ التركي من خلال طهاة أتراك، واستعان كذلك بطهاة تونسيين درسوا الطهي، ومن بين ما درسوا المطعم التركي.
داخل المطبخ تكون الأجواء خاصة والحركة على أشدها مع اقتراب موعد الإفطار، الكل منهمك هنا في مهمته.
فتجد من يجهز الفطائر فيبهرك ببراعته في تحضير عجين الفطائر والخبز فيمررها بين أصابعه في حركات رشيقة.
كما يضع الطباخون لمساتهم الأخيرة على الأطباق الجاهزة للأكل، فيتفننون في تقديمها ليكون الطبق تشكيلة من ألذ المأكولات.
يكتظ المطعم بالزوار وخاصة في شهر رمضان ،اختار محمد وزوجته اللذّين قدما خصيصا من مدينة سوسة شرق البلاد مطعم السلطان أحمد فهم حضروا خصيصاً لتذوق المأكولات التّركية، على حسب قول أحمد مضيفاً أن إعجابه هو وزوجته للأطباق التركية دفعهم للزيارة المطعم بمجرد معرفتهم بوجوده
ويختلف ويتنوع رواد المطعم وبحسب الماجري، فإنه “في فترة وجيزة أصبح السلطان أحمد وجهة لمشاهير من فنانين وسياسيين من مختلف المشارب الفكرية والتيارات الحزبية تجمعهم سفرة واحدة بعيداً عن التجاذبات السياسية.”
هذا وأعرب الماجري، عن أمله أن يكون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أحد ضيوفه يوما ما.
وفيما يتعلق بالأسعار تختلف أسعار وجبات الإفطار في رمضان، لكنها تصل في المتوسط إلى 45 ديناراً (نحو 18.5 دولاراً)، وثمة وجبات سريعة تتراوح أسعارها بين 5 و6 دولارات.