فضل يوم عرفة.. صوم ودعاء مستجاب ولا يرد أبدًا
اتّفق جميع علماء الأمة الإسلامية على فضل يوم عرفة، واستحباب الدعاء في هذا اليوم، مؤكدين أن صيامه فضل عظيم يترتب عليه مغفرة ذنوب سنة قبله وسنة بعده، مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلّم: “صيام يوم عرفة أحتسب علَى اللهِ أن يكفّر السنة الَّتي قبله، والسنة التي بعده”.
فهذا يوم فضله عظيم، لذا يستحب الإكثار من الأعمال الصالحة في هذا اليوم مثل صلاة النوافل والصوم والإكثار من الذكر، وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (ما مِن أيام العمل الصالح فيهن أحبُّ إلى اللَّهِ مِن هذهِ الأيام العَشر فقالوا: يا رسول اللَّهِ ولا الجِهاد في سبيلِ اللَّهِ؟.. فقالَ ولا الجِهاد في سبيلِ اللَّهِ إلَّا رجل خرج نفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء).
ومعلوم أن يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة، ويوافق يوم الإثنين 19 تموز/يوليو الجاري.
فمن فضل هذا اليوم العظيم، أن الله يعتق فيه رقاب العباد من النار ويغفر لهم الذنوب جميعا، قال رسول الله صلي الله عليه وسلّم: “ما مِن يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا أو أمةً من النّار من يوم عرفة وأنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة”، وقال أيضا: “ما رُئِي الشيطان يوما هو فيه أصغر، ولا أدحر، ولا أحقَر ولا أغيظ منه يومَ عرفة، وما ذاك إلَّا لِما يرى مِن تَنزّل الرحمةِ، وتجاوز اللهِ عنِ الذُنوبِ العِظام”.
يقول الدكتور رفعت فوزي، في فضل يوم عرفة واستجابة الدعاء فيه: "يوم عرفة يوم من أيام الله عزَّ وجلَّ، يتجلَّى فيه على عباده، ويُفيض عليهم من رحمته ومغفرته وبركاته، إنّه يوم يجتمع فيه خيار عباد الله المخلصين وخواصِّه المقرَّبين، وهو أعظم مجامع الدنيا.
والوقوف بعرفة هو أهمُّ أركان الحج، فعن عبد الرحمن بن يعمر الديلي قال: أتيتُ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو بعرفة، فجاء ناسٌ أو نفرٌ من أهل نجد، فأمروا رجلاً فنادى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجلاً فنادَى: الحجُّ يوم عرفة أي أهم أركان الحج الوقوف بعرفة.
وفيه يدنو الله تعالى من الخلق ويُباهِي بأهل عرفة الملائكةَ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يباهِي بأهل عرفات أهلَ السماءِ، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شُعثًا غُبرًا من كل فَجٍّ، أُشهدكم أني قد غفرتُ لهم.
الدعاء يوم عرفة مستجاب بإذن الله، قال رسول الله: “خيرُ الدُعاءِ يوم عرفةَ وخير ما قلت أنا والنَبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلِ شيءٍ قدير”. وقال عليه الصلاة والسلام: "أفضلُ الدعاء دعاء يومِ عرفةَ".
وواجب على الحاجِّ أن يجتهد فيه بذكر الله ـ عزَّ وجَلَّ ـ ودعائه، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال خير الدُّعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنَّبِيُّون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير ، وينبغي للحاج أن يكثر من التضرُّع في هذا اليوم والخشوع، وإظهار الضَّعف والافتقار والذِّلّة، وهو يتوجّه إلى الله تعالى بالذكر والدعاء.
فعن ابن عباس قال: رأيتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يدعو بعرفة ويداه إلى صدره كاستطعام المِسكين.
ويُستَحَبُّ للحاج أن يكثر من التلبية رافعًا بها صوته، ومن الصلاة والتسليم على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما يُستَحَبُّ أن يأتي بأنواع من الذِّكر والدُّعاء، فتارة يدعو، وتارة يهلِّل، وتارة يُكَبِّر، وتارة يلبِّي، وتارة يستغفر، ويدعو منفردًا ومع جماعة، وليدْعُ لنفسه ولولديه، ولأقاربه وشيوخه وأحبابِه وأصحابه، وسائر من أحسن إليه. وسائر المسلمين وينبغي أن يكون حاضر القلب فارغًا من الأمور التي تشغلُه عن الدُّعاء والذِّكْر والعبادة.