مقابل الدولار الواحد 18ليرة.. هل ستسجل العملة التركية هذا الرقم قريباً؟
تشهد الليرة التركية تراجعًا ملحوظًا أمام الدولار الأمريكي حتى أنها تواصل البقاء عند أدنى مستوياتها، وذلك منذ ديسمبر الماضي.
وكان سعر صرف الدولار مقابل الليرة التركية قد أغلق نهاية الأسبوع الماضي عند مستوى 17.500 وهو الأمر الذي يزيد المخاوف بشأن صعود آخر للدولار مقابل الليرة التركية.
كما أن البنك المركزي التركي قد أصدر بيانات مؤشر ثقة التصنيع لشهر يوليو، الاثنين الماضي، لتهبط الليرة على إثره عند مستويات 17.8395 مقابل الدولار، بتراجع بلغت نسبته 0.65 في المئة مقابل الإغلاق السابق له.. حيث هبط المؤشر بمقدار 103.7في المئة مقابل 106.4 في الشهر السابق، بتراجع أكثر من 2.5% في المئة، مما أدى إلى التأثير على سعر الصرف الليرة بشكلٍ سلبي.
وتعد البيانات الحالية لمؤشر ثقة التصنيع هي الأدنى في عامين وذلك من بيانات يوليو 2020، والتي سجل المؤشر حينها مستويات 100.7 نقطة مقابل 92.6 نقطة في الشهر السابق.
وتراجعت الليرة أكثر من 7 بالمئة خلال تعاملات يوليو الجاري والتي تزامنت مع التثبيت السابع لأسعار الفائدة من جانب المركزي التركي.
وللوقوف على أسباب ذلك، فقد حافظ البنك المركزي التركي على أسعار الفائدة مستقرة كما كان متوقعا عند مستوى الـ 14 دون حدوث أي تغيير خلال الاجتماع الماضي، في حين تحاول باقي دول العالم التي تأزمت اقتصاداتها، برفع أسعار الفائدة بشكل متكرر في محاولة لخفض التضخم المتزايد.
وازدادت المخاوف من انهيار الليرة التركية وتدهور مستوياتها في ظل البيانات الاقتصادية البطيئة بسبب الأزمة الدولية في قطاع الطاقة والغذاء، التي حدثت بسبب الحرب في أوكرانيا.
فقد حوصر ما يصل إلى 100 سفينة تحمل الحبوب والمنتجات الزراعية في الموانئ الأوكرانية عندما اندلعت الحرب.
وبفضل الجهود التركية التي استمرت شهوراً، تم التوصل إلى اتفاق بشأن نقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الاسود،وقد حقق ذلك توازنا دقيقا منذ دخول القوات الروسية أوكرانيا في فبراير حيث تم توقيع الاتفاقية في اسطنبول.
وفي السياق ذاته، صرحت تركيا بإن صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية قد تستأنف في غضون أسبوع لتصل إلى 25 مليون طن بحلول نهاية العام، بعد أن توسطت في اتفاق بين كييف وموسكو خفف المخاوف من أزمة الغذاء العالمية.
وأثارت ضربة صاروخية روسية على أوديسا بعد التوصل إلى الاتفاق شكوكًا بشأن التزام موسكو بالاتفاق ، لكن كالين نفى هذه المخاوف. وقالت الأمم المتحدة في وقت لاحق بإن جميع الأطراف أعادت تأكيد عزمها على إنجاح الاتفاق.
ومن المقرر أن تفتتح تركيا مركز عمليات مشترك مع أوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة اليوم الأربعاء لتنسيق التجارة بموجب الاتفاقية.
ومن أهم المؤثرات كذلك على سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار، هو "السوق الامريكي"، حيث يؤثر على السوق العالمي، والذي من المترقب أن يصدر عدد من البيانات المهمة والتي يفترض أن تلعب دورا محوريا في تعميق أو تقليص مستويات مجموعة من العملات التي يتداول الدولار ضدها، والليرة التركية أبرزها.
كما أن التضخم والسياسة النقدية عاملان داخليان يؤثران بشكل كبير في أداء الليرة، في حين يؤثر الفيدرالي الأمريكي من منظور خارجي عن طريق مكافحة التضخم ونهج سياسة نقدية صارمة بشكل كبير دفع أسعار الزوج نحو الارتفاع أو الهبوط.
ويترقب الخبراء أن يشهد اجتماع الأربعاء استمرار رفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة مئوية، لتبلغ بذلك مستويات الـ 2.5%، وبذلك يبقى سيناريو الهبوط بالنسبة الليرة التركية هو الأكثر ترجيحًا بالموازاة مع الارقام الاقتصادية السيئة في الداخل التركي.
وحتى حدود هذه الساعة، بلغ زوج الدولار والليرة مستويات 17.89 ويترقب مع استمرار التداول فوق منطقة 17.50، بلوغ مستويات 18، وتجاوزها في حالة الإعلان عن ارتفاع أسعار الفائدة للفيدرالي نحو 18.25، و18.90 في حالة استقرار السعر فوق 18.50.
ويبقى سيناريو الصعود للزوج هو الأكثر إيجابية على المدى المتوسط، فالبرغم من التصحيحات التي يقوم بها زوج الدولار والليرة التركية، إلا أن الطابع المسيطر على السوق يبقى صعودي، وأي بيانات إيجابية ممكنة عن السوق التركي للأسبوع القادم لن تقدم أي تخفيف عن الليرة التركية.