تقرير أمريكي يكشف تهريب روسيا لأطنان من الذهب السوداني
كشف تحقيق أمريكي عن أدلة تشير إلى تواطؤ روسيا مع القيادة العسكرية السودانية لتهريب ما يقدر بمليارات الدولارات من الذهب.
واستنادا إلى مقابلات مع مسؤولين سودانيين وأميركيين رفيعي المستوى ووثائق، توصلت الشبكة إلى مخطط روسي متقن لنهب ثروات السودان في محاولة لتحصين روسيا ضد العقوبات الغربية المتزايدة القوة ودعم جهود موسكو الحربية في أوكرانيا.
وقالت شبكة "سي أن أن" الأمريكية، إن روسيا تنهب الذهب من السودان لتمويل حربها في أوكرانيا، مقابل دعم سياسي وعسكري قوي لمجلس السيادة بزعامة عبد الفتاح البرهان الذي يواجه معارضة شعبية كبيرة.
وأضافت الشبكة أنه بعد أيام من غزو موسكو لأوكرانيا، قام مسؤولون سودانيون بتفتيش مطار الخرطوم، ليجدوا طائرة تشير وثائقها إلى أنها محملة بالحلويات ولكنها محملة بصناديق مليئة بالذهب.
وفي شهر فبراير الماضي، وبعد فشل عدة محاولات سابقة لتفتيش طائرات روسية مشبوهة، قرر المسؤولون السودانيون الصعود إلى الطائرة وتفتشيها بأنفسهم.
وفي 2017، وقع الرئيس السوداني عمر البشير والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاقات للتنقيب عن الذهب وتفاوضا بشأن بناء قاعدة بحرية في البحر الأحمر.
وقالت الشبكة أن بعض عملاء شركة "فاغنر" الروسية يعملون في السودان، ومنهم أليكساندر سيرجيفيتش كوزنتسوف أشرف على عمليات في مواقع تعدين الذهب ومعالجته في السودان بالسنوات الأخيرة.
وأضافت الشبكة أنه داخل بنك السودان المركزي التقط شخص صورة لشاشة كمبيوتر تظهر أن الإنتاج الرسمي في عام 2021 كان 49.7 طن، منها 32.7 طن ليست موثقة من قبل البنك المركزي وقام بالتبليغ عنها.
لكن العديد من المسؤولين السابقين والحاليين يقولون إن كمية الذهب المفقود أكبر، على أساس أن الحكومة السودانية تقلل إلى حد كبير من شأن الذهب المنتج في المناجم الحرفية غير الرسمية، مما يغطي على الكمية الحقيقية.
ونفى سفير السودان لدى روسيا في شهر مارس، تقارير تفيد بأن موسكو تهرب الذهب من السودان استعدادا لفرض عقوبات عليها بسبب غزوها لأوكرانيا.
ولكن محللين سودانيين يقولون إن تهريب الذهب متفشٍ، بما في ذلك إلى روسيا.
ومن جهة أخرى، تنفي وزارة الخارجية السودانية وجود مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية في السودان بعدما اتهم دبلوماسيون غربيون هذه المجموعة بممارسة "أنشطة غير قانونية" بالسودان.