مقال: تأملات في الحياة والموت للدكتور زهير المزيدي
تأملتُ..(مشاعر) الأسى على عينه حين لم يتمكن من اللّحاق بالطائرة إثر الازدحام المروري، والذي سيكبده دفع أجرة ليلتين تاليتين في الفندق لحين موعد الطائرة التالية، ولكن حين عَلِمَ في ليلتها من أن الطائرة عبر عطل فني عمدت للهبوط الاضطراري في المحيط الاطلنطي، حمد الله وشكره، فما قيمة مبلغ ليلتين في فندق أمام قيمة الحياة بكاملها؟
يذكر في مشاعر الأسى المتأمل جلال الدين الرومي إذ يقول:(عندما تتخطى مرحلة صعبة من حياتك، أكمل الحياة كناجٍ وليس كضحية)، فأنت على الدوام عما يعتريك من معيقات الحياة على الدوام (ناج) ولست بضحية.
وعليه نقول ما قاله رسولنا الكريم ﷺ لعلي ابن ابي طالب وهو يمضي في معركته (امضِ ولا تلتفت)، كما نستذكر القرآن في دعوته لنبينا لوط عليه السلام ﴿ وَلا يَلتَفِت مِنكُم أَحَدٌ﴾، فما الالتفات إلا تأخيراً وتثبيطاً عن مسار الإندفاع، وهو ما يجعلك على الدوام في عملية اجترار لأحداث قد مضت، لذا أكمل الحياة ولا تكن كضحية.
محبكم(تأملتُ)
د زهير المزيدي
