مقال: سلسلة تأملت للدكتور زهير المزيدي.. سقوط جسر لندن
تأملتُ..سقوط جسر لندن، إذ مع سقوطه ثمة رسائل عدة، منها أن الملكة تبعث برسائل في (التفاضل دون التكامل) مع شريحتين مستهدفتين، شريحة الشعب البريطاني أولاً، وشريحة زعماء العالم ثانياً.
فمع الشعب البريطاني، فالجسر إذ سقط يعني أن الشعب البريطاني ما كان له أن تقوم له قائمة لولاها، ومع زعماء العالم بينت لهم كيف يجب أن يتفاضلون كي يسودوا شعوبهم.
لم يكن الشارع البريطاني مأخوذاً حبا بالملكة بقدر ما كان يريد أن يطالع طقوسا من ذات شغف قوم قارون إذ قالوا ﴿ يا لَيتَ لَنا مِثلَ ما أوتِيَ قارونُ إِنَّهُ لَذو حَظٍّ عَظيمٍ﴾، في مرحلة أصبح شعبها يتضور فقرا إثر ندرة الأعمال وزيادة الأسعار .
وثالثاً:في التناقض فيما تؤمن به وما تمارسه عمليا، كونها الرئيس الرمزي للكنيسة البروتستانتية والتي تدعو للتسامح والعدل والصدق، فهي لم تمارس العدل عمليا حين سلمت فلسطين للإسرائيليين، ولم تمارس قيم التسامح حين امتصت كل ثروات الهند، ناهيك عن العديد من الدول الأفريقية والآسيوية، فيا له من جسر سقط، ونتسائل من سيرفع الجسر مجدداً، وهل حقا سقط؟