في ذكرى تحرير إسطنبول.. تعرف على قصة القرد الذي ساعد في هذا التحرير
يصادف اليوم السادس من أكتوبر/ تشرين الأول، الذكرى التاسعة والتسعين لتحرير اسطنبول.
أدت اتفاقيات هدنة مودروس، التي قامت بتقسيم الإمبراطورية العثمانية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، إلى احتلال إسطنبول من قبل قوات الحلفاء.
حيث أصبحت إسطنبول تحت السيطرة الفعلية للقوات البريطانية فور انتهاء الحرب العالمية الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني 1918، وتحول إلى احتلال مباشر في 16 مارس/آذار 1920، ليكون ذلك أول احتلال للمدينة منذ فتح المدينة التي كانت تُدعى "القسطنطينية" عام 1453 على يد السلطان الشاب محمد الفاتح.
فيما احتلت القوات اليونانية منطقة بحر إيجة حول إزمير وبدأت بالتوغل إلى الداخل في الأناضول.
واستولت القوات الإيطالية على أنطاليا وقطاعها، وألغى البريطانيون البرلمان العثماني وأرسلوا العناصر المؤيدة للمقاومة داخل البرلمان إلى المنفى في مالطا.
بعد دخول قوات الحلفاء إسطنبول، أنشأوا فيها إدارة عسكرية في العام 1918، وشرعت وجودها في إسطنبول والمناطق الأخرى المتبقية من الدولة العثمانية من خلال توقيع هدنة مودروس في 30 أكتوبر/تشرين الأول 1918.
حيث تنص الهدنة على:
- احتلال مضيقي البوسفور والدردنيل، وإعطاء الحلفاء الحق في احتلال أي إقليم عثماني في حالة وجود تهديد للأمن.
- تسريح الجيش العثماني، وأصبحت الموانئ والسكك الحديدية والنقاط الاستراتيجية الأخرى متاحة لاستخدام الحلفاء.
- استسلام القوات العثمانية في الولايات العربية (الحجاز واليمن وسوريا والعراق وطرابلس وبرقة).
- انسحاب القوات العثمانية من إيران ومن الأجزاء المسيطرة عليها فيما وراء القوقاز.
- إعادة أسرى الحرب من المواطنين التابعين لدول الحلفاء دون أية شروط، وإبقاء أسرى الحرب العثمانيين تحت تصرف الحلفاء.
وبعد توقيع الاتفاقية لم تنتظر قوات الحلفاء كثيراً للمطالبة بالأراضي العثمانية، فدخل لواء فرنسي يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني 1918، أي بعد 13 يوماً فقط من توقيع هدنة مودروس، وتبعته طليعة القوات البريطانية في اليوم التالي، وشكّلت إدارة عسكرية لها داخل إسطنبول.
وفي عام 1920، عندما وقعت الحكومة العثمانية في إسطنبول معاهدة سيفر مع الحلفاء، كان ذلك بمثابة نهاية الدولة وتفكيكها، حيث انتقلت سوريا بموجبها تحت سلطة الاحتلال الفرنسي، والعراق وفلسطين وشرق الأردن إلى بريطانيا، لكنّ كمال أتاتورك ورفاقه رفضوا هذه المعاهدة وجميع بنودها.
وفي 5 أغسطس 1921، تمت ترقية مصطفى كمال إلى القائد العام للقوات من قبل حكومة الوفاق الوطني.
حيث استمرت معركة سكاريا التي تلت ذلك في الفترة من 23 أغسطس إلى 13 سبتمبر1921، وانتهت بهزيمة اليونانيين، وبسبب هذا الانتصار، حصل مصطفى كمال على رتبة مريسل ولقب غازي من قبل الجمعية الوطنية الكبرى.
ما قصة القرد الذي ساهم في تحرير إسطنبول؟
تعرض ملك اليونان "ألكسندر الأول" للعض من قبل قرد في الحدائق الملكية، في أكتوبر سنة 1920، وتوفي في غضون أيام بسبب التهابات ومضاعفات تلك العضة.
وبعد وفاة الملك، قرر رئيس الوزراء اليوناني "فنيزيلوس" إعلان الجمهورية اليونانية وإنهاء النظام الملكي، لتبدأ على إثرها سلسلة من الاضطرابات الداخلية في اليونان بين مؤيدي الملكية والجمهورية اليونانية الجديدة، الأمر الذي ساعد المقاومة التركية باستعادة قوتها وتنظيم صفوفها مجدداً.
وخسر فنيزيلوس الانتخابات البرلمانية التي دعا لها وغادر البلاد، وتم تتويج "قسطنطين الأول" ملكاً لليونان.
وقام الملك الجديد باستبدال الكثير من الضباط المخضرمين في الحرب العالمية الأولى، وعيّن بُدلاء موالين له عديمي الخبرة في مناصب عليا.
وقام بتغيير قيادات القوات اليونانية في إزمير، واستقال العديد من الضباط المتبقين الموالين لرئيس الوزراء السابق نتيجة تغيير القيادات، وسار الجيش اليوناني المضطرب باتجاه أنقرة، للقضاء على مركز المقاومة والحكومة التركية الجديدة.
ومع تخبط الجيش اليوناني، استغلت المقاومة التركية هذا الأمر لتنظيم صفوفها وإنشاء جيش شبه نظامي لمهاجمة اليونان.
وبدأت حرب الاستقلال التركية في الـ19 من مايو 1919 بين الأتراك و اليونانيون.
وبحلول 18 سبتمبر1922، تم طرد جيوش الاحتلال، وبدأ النظام التركي، الذي أعلن نفسه الحكومة الشرعية للبلاد في 23 أبريل 1920، بإضفاء الطابع الرسمي على الانتقال القانوني من العثماني القديم إلى الجمهوري الجديد.
وألغى البرلمان التركي في أنقرة السلطنة رسمياً، منهياً 623 عاماً من الحكم العثماني الملكي، في 1 نوفمبر 1922.
وبدأت المفاوضات بشأن معاهدة سلام جديدة مع تركيا في مؤتمر لوزان حيث جرى توقيع المعاهدة في 24 يوليو 1923.
وبموجب شروط المعاهدة بدأت قوات الحلفاء بإخلاء إسطنبول يوم 23 أغسطس 1923.
وتم الإعلان عن يوم 4 أكتوبر 1923 "يوم تحرير إسطنبول" بعد مغادرة جميع القوات البريطانية والإيطالية والفرنسية، وذلك بعد 4 سنوات و10 أشهر و23 يوماً من الاحتلال.