في ذكرى وفاة ياسر عرفات.. تعرف على أهم محطات حياته
يُحيي الشعب الفلسطيني يوم 11 نوفمبر من كل عام، ذكرى رحيل ياسر عرفات (أبو عمار).
ولادته وحياته:
ولد الزعيم الفلسطيني الراحل في القدس في 4 أغسطس 1929، واسمه بالكامل "محمد ياسر عبد الرؤوف القدوة"؛ غير أنه حمل اسم "ياسر عرفات"، ولقبه "أبو عمار".
بدأت مسيرة عرفات السياسية عام 1952، عندما تم انتخابه رئيسا لاتحاد الطلاب الفلسطينيين في العاصمة المصرية القاهرة، ثم أسس مع عدد من رفاقه حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في أكتوبر 1959.
وفي بداية عام 1965، أعلن ياسر عرفات رسميا عن انطلاق حركة فتح، بعد تنفيذ أول عملياتها المسلحة، حين فجر عناصرها نفقا داخل إسرائيل ما أصاب جنديين إسرائيليين بجراح.
وتم انتخاب عرفات في 3 فبراير 1969 رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والتي أعلنت أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
انتقل ياسر عرفات من الأردن إلى لبنان عام 1971، بعد اندلاع قتال بين قواته والجيش الأردني، وأسس في لبنان مقر قيادة في بيروت الغربية و"قواعد" في الجنوب اللبناني، المحاذي لشمال إسرائيل.
وفي عام 1982، اجتاح الجيش الإسرائيلي لبنان، في عملية هدفت إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية، وأُجبرت القيادة الفلسطينية بعد الاجتياح، على مغادرة بيروت إلى تونس مع عدد كبير من جنودها، بينما غادر آلاف الجنود الآخرين إلى شتى البلدان العربية.
تطورت أهداف ومواقف عرفات السياسية على مر السنوات، حيث بدأت بهدف "إبادة دولة إسرائيل" وتحرير كامل أراضي فلسطين التاريخية، لتُصبح "قبول إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967"مع الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود.
وفي عام 1993، تم توقيع اتفاقيات أوسلو للسلام، والتي تم بموجبها الاعتراف رسميا بإسرائيل، وفي المقابل، اعترفت إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى إقامة سلطة الحكم الذاتي في فلسطين.
وفي عام 1994 فاز كل من عرفات وإسحق رابين وشمعون بجائزة نوبل للسلام، ثم انتُخب عرفات بشكل رسمي لرئاسة السلطة الفلسطينية.
وحاصرت القوات الإسرائيلية عرفات داخل مقره بالمقاطعة مع 480 من مرافقيه ورجال الشرطة الفلسطينية في 29 مارس 2002، ودمرت الدبابات أجزاء من مقر القيادة الفلسطينية، ومنعت عرفات من السفر لحضور القمة العربية في بيروت، ومن المشاركة في أعياد الميلاد بمدينة بيت لحم.
وتدهورت الحالة الصحية لرئيس السلطة الفلسطينية خلال الحصار في أواخر أكتوبر 2004، وتم نقله بطائرة مروحية إلى الأردن، ثم إلى مستشفى في فرنسا يوم 29 أكتوبر.
وفاة ياسر عرفات:
توفي ياسر عرفات في 11 نوفمبر 2004 في مستشفى بفرنسا عن عمرٍ يناهز ال 75 عاما، إثر تدهور سريع في حالته الصحية، بعد محاصرته من قبل الجيش الإسرائيلي في مقر الرئاسة.
وبعد وفاة عرفات، تصاعدت الاتهامات بقيام إسرائيل بقتل عرفات عن طريق السم، حيث قال توفيق الطيراوي في أكثر من مناسبة، أن "بيانات وقرائن تشير إلى أن إسرائيل تقف خلف اغتياله".
نتيجة لذلك، قامت مجموعة خبراء روس وفرنسيون وسويسريون، بأخذ عينات من جثمان عرفات يوم 25 نوفمبر 2012، بعد فتح ضريحه في رام الله لفحص سبب الوفاة.
وأظهرت التحقيقات وجود غاز "الرادون" المشع في العينات، إلا أنهم استبعدوا فرضية الاغتيال.
وفي تحقيقٍ بثته قناة الجزيرة عام 2012، كشف معهد "لوزان السويسري" للتحاليل الإشعاعية، وجود "بولونيوم مشع" في رفات عرفات، وسط تقديرات بأنه مات مسموما بهذه المادة.
ودُفن الزعيم الفلسطيني، في مقر المقاطعة برام الله، بعد أن رفضت إسرائيل أن يُدفن في مسقط رأسه القدس كما كانت رغبته قبل وفاته.