طرق التغلب على مشاعر الكآبة خلال فصل الشتاء في تركيا
هل سمعت يوماً عن الاضطراب العاطفي الموسمي، وهو أمر حقيقي يصادف كثير من الناس.
والاضطراب العاطفي الموسمي هو شكل من أشكال الاكتئاب المرتبط بالفصول، وهو يبلغ ذروته في نهاية الخريف لكنه يتراجع مع اقتراب موسم الربيع. وتميل أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي إلى الشعور بالإحباط ومشاكل النوم والافتقار إلى الإلهام والطاقة والشعور باليأس إضافةً إلى الشغف بالأطعمة المريحة.
ولكن لحسن الحظ يمكن اتباع عدد من الطرق في تركيا للتغلب على كآبة الشتاء وانخفاض المعنويات المصاحب لانخفاض درجات الحرارة.
يذكر أن هذا الاضطراب العاطفي الموسمي يميل إلى الظهور عند الأشخاص في هذا الوقت من العام عندما يقترب فصل الصيف من نهايته وتبدأ أشهر الشتاء الباردة قريباً.
من بين الجنسين، فالنساء هن الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب عند تغير الفصول، لأنهن أكثر عاطفية من الرجال، وتصيب أكثر البالغين من الأشخاص الكبار في السن.
كذلك، تزيد حدة الاضطراب للأشخاص الذين يعيشون بعيداً عن خط الاستواء، والتي تنخفض فيها درجات الحرارة لوقت أطول، وطول ساعات وقت المساء.
نرصد لكم في هذا المقال – وفقاً لصحيفة dailysabah- بعض الأفكار حول طرق الشعور بالإنجاز والرضا عن الذات في فصل الشتاء في تركيا.
التعرض لأشعة الشمس
يعد التواجد في الهواء الطلق وتحت أشعة الشمس في الأيام المشرقة واحداً من أبسط متع الحياة. كما أن العلاج بالضوء يمثل أحد علاجات الاضطرابات العاطفية الموسمية، ويتم تنفيذه لتقليد الضوء الخارجي. وعندما يسمح الطقس بذلك من المفيد التخطيط ليومك بطريقة تجعلك في ضوء الشمس وفي الهواء الطلق بحيث تمشي أو تجلس على مقعد بجانب البحر مع كيس من بذور عباد الشمس أو الفاكهة المجففة أو قراءة كتاب في إحدى حدائق الشاي.
إيقاع الساعة البيولوجية
يميل الناس في فصل الصيف وفي تركيا على وجه الخصوص، إلى النوم في وقت متأخر من المساء وحتى في ساعات الصباح الباكر، ولكن مع اقتراب موسم الشتاء، يعد النوم باكراً أكثر مناسبة إذا ما ترافق بالاستيقاظ المبكر للاستفادة بشكل أفضل من ساعات النهار الطبيعية. وأكبر عوامل اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية لدينا هي الكافيين والأضواء الزرقاء من التلفزيون وغيرها من تقنيات الإشعاع.
ولذلك لا بد في فصل الشتاء من تناول شاي عشبي أو مشروب يعتمد على جذر الأوركيدا بدلاً من شرب الكافيين في المساء. ويُنصح بالتأكيد بالتوقف عن تصفح وسائل التواصل الاجتماعي ليلاً، بل إن الخبراء يذهبون إلى حد اقتراح الحد من مشاهدة التلفزيون قبل النوم. كما يفضل الاستعاضة عن ذلك بلعبة الطاولة أو قراءة الكتب أو ممارسة حرفة يدوية أو تعلم لغة أو عزف آلة موسيقية أو الاستماع إلى الموسيقى أو البودكاست.
الأكل الصحي
من التوصيات المفيدة في فصل الشتاء أيضاً الانغماس في مزيج من الرياضة والشمس والمرح بالتسوق في أحد البازارات الأسبوعية المحلية، حيث يمكن العثور على المنتجات الموسمية الطازجة والأقل تكلفة والمكسرات والجبن والزيتون التي يمكن تجربتها بالفعل بالإضافة إلى العلاجات الطبيعية مثل شاي الأعشاب. ويتصف الشتاء في تركيا بأنه موسم تذوق مشروب البوزا أو السحلب الكريمي المخمر الذي يشبه صلصة التفاح تقريباً.
ممارسة الرياضة
اتباع روتين صباحي قوي يتضمن ممارسة التمارين الرياضية أمراً مثالياً لإعادة ضبط إيقاع الساعة البيولوجية، حيث تظهر الدراسات أن التواجد في ضوء الشمس في الصباح مفيد بشكل خاص في تنظيم أنماط النوم وإصلاح اضطراب النفس والمزاج. ويحب الأتراك المشي، ومدنهم مليئة بمسارات الغابات وركوب الدراجات الساحلية ومسارات المشي وكذلك ممرات المشاة. وقد أقامت معظم البلديات أيضاً مساحات خاصة تحوي على أجهزة تمارين القوى في الحدائق إضافةً إلى صالات الألعاب الرياضية المنتشرة في كافة المدن والأحياء. كما أن عدداً من الفنادق تقدم عضويات شهرية للإنضمام إلى صالات الألعاب الرياضية والمنتجعات الصحية.
خلق صداقات
الشتاء هو الوقت الذي يمكن فيه التعرف على البائعين المحليين والجيران وقضاء الوقت معهم واحتساء الشاي أو لعب الطاولة، كما يمكن التوجه إلى الحمام التركي أو أخذ حمام حراري في بعض وجهات الينابيع الساخنة الطبيعية العديدة في البلاد. ويوجد في العديد من المناطق في تركيا أماكن للتنزه والجري وهي طرق رائعة لمضاعفة التمرين والتواصل الاجتماعي. كذلك يعد التطوع في مؤسسة خيرية أو تعلم لغة جديدة أو نشاط فني أو آلة موسيقية أو حرفة في شكل دورة جماعية، أحد أفضل الطرق لتكوين صداقات جديدة واكتساب مهارة جديدة. وتقدم البلديات أيضاً من حين لآخر دورات تعليمية مجانية ومتنوعة.