انطلاق فعاليات الدورة الثالثة عشر من مؤتمر "رواد بيت المقدس" في اسطنبول
انطلقت فعاليات الدورة الثالثة عشر من مؤتمر “رواد بيت المقدس" في مدينة إسطنبول، اليوم الأربعاء، والذي ينظمه الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، تحت عنوان “شركاء في تحريرها”.
ويشارك في المؤتمر أكثر من 500 شخصية عالمية وناشط وناشطة في المؤسسات والهيئات العاملة للقدس وفلسطين، ممثلين لنحو 50 دولة من أنحاء العالم كافة، بالإضافة إلى نخبة من قادة ورؤساء الحركات والهيئات والمؤسسات في العالم الإسلامي المختصة بالعمل لقضية فلسطين، وعدد من المفكرين والعلماء.
ويأتي المؤتمر في إطار الفعاليات الختامية لـ”عام الأسرى والمسرى”، واحتفاءً بالذكرى الأولى لانتصار المقاومة الفلسطينية في معركة “سيف القدس” (أيار/مايو 2021)، وتعزيزًا لصمود المرابطين في القدس وكل فلسطين، وفق القائمين عليه.
وقال رئيس الائتلاف همام سعيد، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أن العمل من أجل خدمة القدس والمسجد الأقصى يتطلب جهداً كبيراً من كافة أقطار الأمة ومؤسساتها، من أجل الوصول إلى تحريرها من الاحتلال، مشددًا أن القضية الفلسطينية ليست قضية تراب هنا أو هناك، بل قضية مركزية لهذه الأمة ومسؤولية شعوبها.
وأوضح سعيد، أن المطلوب من المشاركين، ومن شعوب الأمة هو أن يكون لها سهم في دعم صمود الشعب الفلسطيني ومشاركة في تحريره من الاحتلال والظلم الواقع عليه والعودة إلى بلادهم، بضرورة تحرير القدس والأقصى والأسرى.
وأضاف رئيس الائتلاف أن المؤتمر يقام في ظروف ومتغيرات ومتحولات إيجابية كثيرة داخل فلسطين وخارجها، أولها أن الفعل المقاوم أصبح واقعًا، بالإضافة إلى إدارك الاحتلال أن كلمات قيادة المقاومة صادقة وكلمات دعاة التطبيع كاذبة وذلك عقب رفض الأمة الواضح فعلًا وقولًا لهم في جميع الدول والأقطار في المنطقة.
ومن جانبه، حذر الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محي الدين القره داغي، من أن تقصير الشعوب الإسلامية والمؤسسات الرسمية والمعنية تجاه المسجد الأقصى أخطر على القضية من حكومات الاحتلال المتطرفة، داعيًا إلى غرس حب القضية في نفوس شبابنا وأطفالنا لوصولهم إلى درجة القائد صلاح الدين.
وقال نائب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، عصام البشير، إن الائتلاف صحح جملة من الاختلالات حول القضية الفلسطينية وأكد أن الصراع هو بين الحق والباطل بين الاحتلال والأمة وليس صراعًا فلسطينيًا إسرائيليًا، داعيًا للعمل لمواجهة التطبيع السياسي والفني والاقتصادي والإعلامي مع الاحتلال.
وطالب البشير، بالتحرك على مستوى هذا الائتلاف لتحقيق الشراكة القانونية والسياسية والإعلامية والثقافية، وتوسيع قواعد المشترك الديني والحضاري لنصرة هذه القضية، مع أصحاب الضمير الحر، وبسط يد الشراكة معهم، مشيرًا إلى أن، دعم هذه القضية ليس تبرعًا بل واجبًا على الأفراد والمؤسسات والدول.
وشددت رئيسة ائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين، أميمة التيجاني، على ضرورة وقف معاناة الشعب الفلسطيني وعدم الاكتفاء والإدانة والشجب والتحرك نحو البناء والإعمار وتعزيز الصمود، لافتة إلى أن المؤتمر يأتي في الوقت الذي يتم فيه الاعتداء على المرابطات في المسجد الأقصى، وتُحاصر المرأة في غزة.
وأكدت التيجاني، على ضرورة استثمار جهد الشباب واطلاق مشاريع تكافئ حجم القضية الفلسطينية، وتعمل على رفض التطبيع الرياضي والشبابي في المسابقات الدولية والجامعات، بالإضافة إلى مقاطعة داعمي الاحتلال ومطبعيه.
وأوضح نائب الأمين العام ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، سعيد الدهشان، أن المؤتمر هو التظاهرة الإسلامية الشعبية الأولى على مستوى العالم الإسلامي لنصرة القدس، مشيرًا إلى أن المؤتمر سيتخلله ورشات وندوات ودورات تدريبية حول نصرة القضية الفلسطينية وحشد الدعم الشعبي والشبابي لها، وتعزيز الوعي بأهميتها.
وأضاف الدهشان، أن المؤتمر يؤكد على أن القدس هي القضية المركزية لأمتنا الإسلامية وشعوبها، وترفض التطبيع الشعبي والرسمي، بالإضافة إلى مقاطعة داعمي الاحتلال ومطبعيه.
ومن مدينة القدس المحتلة، دعا ناجح بكيرات نائب مدير الأوقاف الإسلامية في القدس، شباب الأمة لاستثمار التكنلوجيا والتطور التقني والإعلامي في دعم القضية الفلسطينية بدلا من تسخيرها من قبل الاحتلال لمحاربة قضيتنا.
ويذكر أن الدورة الثانية عشر من مؤتمر “رواد بيت المقدس” عقدت مطلع كانون الأول/ديسمبر 2021، تحت شعار “رواد القدس يحملون سيفها”.
وناقش المؤتمر -آنذاك- آخر مستجدات القضية الفلسطينية، وعلى رأسها “دور المؤسسات العاملة لفلسطين وروادها، في دعم صمود الشعب الفلسطيني، بعد انتصار المقاومة الفلسطينية في معركة سيف القدس”.
كما هدف إلى تأطير جهود المشاركين ونَظْم أدوات العمل التي يملكونها، في خلق آليات تخدم واقع القدس، وتسهم في الحفاظ على هويتها العربية والإسلامية، إلى جانب تجديد عهد أبناء الأمة ورموزها مع القضية الفلسطينية واستنهاض هممهم ورفع وعيهم بما تتعرض له من مخاطر وتحديات.