مدينة تشاناكلي التركية روح الأناضول وقلعتها الأصيلة  

مدينة تشاناكلي التركية روح الأناضول وقلعتها الأصيلة  
مدينة تشاناكلي التركية روح الأناضول وقلعتها الأصيلة  

مدينة تشاناكلي التركية روح الأناضول وقلعتها الأصيلة  

لو كتبنا نثراً أو شعراً لو نظمنا القصائد لن نوفي جمال مدينة تشاناكلي التركية ، تلك المدينة التاريخية التي  تأسرك بجمالها وبمعمارها العريق الذي يعكس حضارة وتميز أهلها، مدينة سطرت أروع البطولات حفر التاريخ اسمها بدماء شهدائها.

 تأخذكم رائحة المدينة إلى عالم آخر عالم الصمود والتحدي والانتصارات إنها روح الأناضول التي جمعت بين الأصالة والحداثة، طفنا في المدينة وجبنا شوارعها لنرى تاريخها العريق فهي الشاهدة على إحدى أكبر المعارك التي غيرت مجرى التاريخ "معركة تشاناكالي أو معركة جاليبولي أو معركة شناق قلعة، إحدى المعارك الكبرى في الحرب العالمية الأولى وآخر انتصارات الدولة العثمانية، وبالتالي فمعركة جناق قلعة آخر انتصار لآخر خلافة.

تسمى هذه المعركة بمسميات عدة، فيطلق عليها معركة جاليبولي Battle of Gallipoli، لأنها وقعت على خليج أنزاك، وهو أحد رؤوس شبه جزيرة جاليبولي، التي تقع في تراقيا الغربية، في الجزء الأوربي من الجمهورية التركية، وتطل جاليبولي على بحر إيجة من جهتها الغربية، وعلى مضيق الدردنيل من جهتها الشرقية.

وهي مشهورة في تركيا باسم شناق قلعة Battle of Çanakkale وفي أوروبا باسم الدردنيل؛ وهو مضيق مائي دولي يربط بحر إيجة ببحر مرمرة، ويفصل المضيق ما بين شاطئ آسيا الصغرى وشبه جزيرة جاليبولي في الجانب الأوروبي وهما من الأراضي التركية.

كانت معركة جاليبولي أو شناق قلعة أو الدردنيل تهدف إلى غزو إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية، ومن ثم الدخول إلى الجزء الشمالي الشرقي من تركيا، لمساندة روسيا ضد القوات الألمانية

قررت جيوش بريطانيا وفرنسا وأستراليا ونيوزيلندا القيام بحملة برية على المضايق، وفي جمادى الآخرة 1333هـ / أبريل 1915م نزلت الجيوش الإنجليزية والأسترالية والنيوزلندية بعدَّة جهات في شبه جزيرة جاليبولي، ونزلت قوة فرنسا على الشاطئ الآسيوي.

نتائج المعركة

- تُعد معركة جاليبولي نقطه سوداء في التاريخ العسكري البريطاني خاصة، وذلك بعد هزيمتهم أمام القوات العثمانية، وقد أدى هذا النصر العثماني الكبير إلى إنقاذ إسطنبول عاصمة الخلافة العثمانية من السقوط في أيدي قوات الاحتلال الأجنبي

كلفت تلك المعارك الشرسة في جاليبولي وشناق قلعة الدولة العثمانية أكثر من 250 ألف شهيد، فيما تكبدت القوات الغازية العدد نفسه من القتلى والجرحى.

وصف شاعر الاستقلال الأستاذ “محمد عاكف آرسوي” -رحمه الله- تلك الملحمة الخالدة في تاريخ الإمبراطورية العثمانية بهذه الكلمات الخالدة

أيها الجندي الساقط على التراب لأجل التراب

لو نزل الأجداد من السماء ليقبّلوا جبينك المضيء، لكنت تستحق ذلك!

كم أنت عظيم!

دمك الذي يحكي وينقذ التوحيد

أيها الشهيد ابن الشهيد.. لا تطلب منّي قبرا

ها هو النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فاتح ذراعيه ينتظرك

وليكون القارئ الكريم على معرفة تامة بتلك المدينة التي تعتبر أسطورة من أساطير الانتصار والعز والكرامة  والتي تفوح برائحة انتصار الشهداء ذوي الدماء الزكية فنقول:

"جناق قلعة" (Çanakkale) هي مدينة وميناء بحري في مقاطعة "جناق قلعة"، تقع على الساحل الآسيوي الجنوبي من مضيق "جناق قلعة". وبحسب إحصائيات عام 2010 يبلغ عدد سكان البلدة 106 آلاف و116 نسمة.

 تبعد حوالي280 كيلومتر عن جنوب غرب اسطنبول , وهي إحدى محافظات تركيا عاصمتها مدينة شنق قلعة تبلغ مساحتها 9.887مترمربع، تقع في شمال غرب تركيا إسطورة طروادة البالغة من العمر 5000 عام.

تعد المدينة ذات التاريخ العريق الممتد على نحو خمسة آلاف عام فهي إحدى أجمل المدن الواقعة على طريق الحرير وأندرها حيث تمتلك هذه المدينة موقعا جغرافياً هاماً بين منطقتي ايجه وبحر مرمرة  كما تمتلك شريطا ساحليا يبلغ طوله 671 كم على اعتبار أن البحر يمر بين أراضيها كما تحتضن في ربوعها الساحرة أماكن تاريخية فريدة تتغذى فيها الأساطير من نفائس التراث الثقافي.

تمتلك مدينة تشاناكالي العديد من الأماكن السياحية المميزة كالحديقة الوطنية التاريخية في شبة جزيزة غيلي بولو التي جرت عليها حروب  تشاناكلي ذات المكانة البارزة في التاريخ التركي وتاريخ الحروب العالمية

أجمل ما يميز المدينة حسن ضيافة أهلها ومناخها المعتدل وطبيعتها النظيفة التي لم تتعرض للتلوث أو التغيير وإنتاجها الزراعي المتنوع وأبنيتها ذات الطابع الخاص المتميز بنماذجه العمرانية والحضارية.

وتعد المدينة أهم المراكز الثقافية والسياحية في تركيا التي استقطبت اهتمام السياح على اختلاف أذواقهم وميولهم إذ توفر لهم المدينة قضاء فرصة أمتع الأوقات وسط طبيعتها الخلابة التي تزدد سحراً مع وجود شواطئها الساحلية التي تمتد على مساحات شاسعة علاوة على ذلك توجد فيها أماكن الاستشفاء المعدنية الطبيعية بينما تؤمن لهم فنادقها ومطاعمها مكاناً مثاليا لتذوق مأكولاتها الشهية وأسماكها اللذيذة

تعد المدينة نقطة جذب لمحبي التاريخ والتراث الأصيل  حيث سيجدون في المدينة ضالتهم  فهي تضم مدناً وأسوراً تاريخية ترجع إلى عهود قديمة ومقابر الشهداء العظماء الذين حاربوا ببسالة في معركة جنان قلعة التاريخية

إضافة إلى صناعاتها اليدوية وفلكلورها التراثي  الغني الذي يبين عراقة هذه المدينة وأصالتها بالإضافة إلى كل ذلك يقال أن أول مسابقة للجمال  نظمت في هذه المدينة.

كما يوجد فيها العديد من الجزر الجميلة من أشهرها شبه جزيرة غيلي بولو الواقعة في القسم الأوروبي وشبه جزيرة بيغا الواقعة في القسم الأسيوي يصل بين هاتين الجزيرتين خلجان صغيرة وشواطئ رملية.

أهم المعالم الساحرة في جناق قلعة

1- "طروادة" (Troy)

على بعد 30 كم من جنوب غرب جناق قلعة تقع "طروادة" (Troy) التي يرجع تاريخها إلى العصر البرونزي أي 3 آلاف قبل الميلاد. تم اكتشافها عام 1870 من قبل هينريك شيلمان (Heinrich Schliemann) وهو رجل أعمال ألماني، اكتشف أنقاض هذه السلسلة من المدن القديمة (يبلغ عددها تسعة). يُعرض فيها الحصان الخشبي "Trojan Horse" على شاطئ البحر الذي تم استخدامه في فيلم "Troy" عام 2004.

2- متحف علم الآثار (Archaeology Museum)

يقع هذا المتحف على بعد 1.5 كم من جنوب المدينة، على الطريق الرئيسي الذي يذهب إلى طروادة. إنه يعرض الآثار القديمة التي وجدت في "Dardanos"، و"Troy"، و"Assos". كما يعرض اثنين من التوابيت، أحدهما هو الأقدم في الأناضول. تقام خارجه الكثير من المعارض الموسمية في الهواء الطلق.

3- حصن سيمنليك "Cimenlik Fortress"

شيد هذا الحصن من قبل السلطان محمد الفاتح (Sultan Mehmet) للدفاع عن إسطنبول في الفترة ما بين 1461-1462. في وقت لاحق، خدم هذا الحصن كمكان إيفاد للقوات ومكان لإدارة الدفاع الوسطى خلال معركة جناق قلعة البحرية خلال حملة "غاليبولي" (Gallipoli) في عام 1915.

4- المتحف البحري "Naval Museum"

يحتل مساحة واسعة ويعرض طوربيدات وغواصات صغيرة لعبت دورا حاسما في الدفاع عن جناق قلعة من غزو الحلفاء. كما يعرض الزي العسكري في تلك الفترة.

5- مضيق "جناق قلعة"

كان يعرف في السابق باسم "هيليسبونت" (Hellespont)، ويربط بحر إيجة مع بحر مرمرة وهو واحد من المضايق التركية، جنبا إلى جنب مع نظيره البوسفور. يبلغ طوله حوالي 61 كم، وعرضه يتراوح بين 1.2 إلى 6 كم ويصل عمقه من 50 إلى 60 متر. وقد اعتنت الدولة العثمانية بعد امتلاكها للقسطنطينية بتحصينه فبنت القلاع على جانبيه حتى أصبح منيعًا يستحيل على أكبر أسطول أن يقتحمه بدون أن يتعرض لأكبر الأخطار. يمكنك أن ترى العديد من المقاهي والمطاعم على طول الشاطئ وتستمتع بالتقاط أجمل الصور وبتناول أطيب أنواع السمك على الإطلاق.

وبعد إلقاء نظرة عامة على معالم المدينة نعود مرة أخرى للحديث عن المعركة الأسطورية هناك معركة "جناق قلعة"لنركز أكثر على  مشاركة المسلمين من جميع الدول في هذه المعركة فأنت أثناء التجول بين قبور شهداء المعركة يمكنك أن تقرأ أسماء شهداء من سوريا والشام من حلب والأعجب من ذلك أن ترى شهداء من غزة وحيفا والقدس وهو ما يعبر عن عمق الروابط الأخوية التي سادت في تلك الفترة.


خلدت تلك المعركة أسماء جنود وقادة لكل واحد منهم قصة بطولة وحكاية عزة منهم  "العريف سيد"  و"حجي سعيد", كانت المرشدة السياحية معنا وهي تصف لنا ذلك التاريخ وكأننا نراه, حقا لقد شعرنا بما كنا فيه من عزة وانتصار فهل يعود ذلك الماضي التليد.

 

مشاركة على: