المرأة العربية زهرة تنمية المجتمع
لقد توقفت كثيراً عند اختيار عنوان يعطي للمرأة العربية والإسلامية مكانتها المتنامية الجمال والتي لا يكاد فنان محترف مبدع أن يستطيع نقش مدى الصبر والعطاء والجمال اللامتناهي للمرأة العربية، ولو أضفنا إلى ذلك الصبر الشامخ للمرأة في ظل التحديات التي تعصف بالأمة العربية والإسلامية لوجدنا أنفسنا أمام زهرة التنمية، أيقونة العطاء وميدان الحب والثبات، وروح المشاركة.
المرأة العربية هي الصورة الحقيقية المعبرة عن المجتمع، تؤدي الرسالة المقدسة بكل معاني الصبر والأمل والألم وتتخطي جميع التحديات لتأدية المهام الكبرى المتمثلة برسالة الخير والسلام ومعاني الاخلاص والوفاء والعطاء، والتنشئة على صلابة النفس وقوة الإرادة وترسخ معاني حب التعاون، ومن هنا نستطيع أن نقطف ثمرة بناء الأمة والمجتمع بشكل حقيقي تنموي، وبذلك يتكون الجيل الصاعد الجديد، وينشأ نشأة سليمة.
إن بروز المرأة العربية في العديد من المنابر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية يعد في حقيقة الأمر تتويجاً للنجاحات المستمرة التي يتم إحرازها حتى الآن في عملية الكفاح المتواصلة الهادفة إلى تطوير وبناء المجتمع والمشاركة الفاعلة الحقيقية في عملية التنمية الشاملة، من خلال وجود المرأة كعضو فعال في المجتمع العربي عبر فتح بيئة خصبة لعملية تمكين المرأة.
ومما نرى ونشاهد أن المرأة العربية لديها العديد من المهام الضرورية في المجتمع، فهي البنت والام والزوجة والجدة وفي كل مرحلة من مراحل حياتها هناك العديد من الاعباء والواجبات المناطة بها، وتتعاظم تلك المهام على المرأة في ظل الظروف الراهنة، فالمرأة التي تدرك حقيقة وعظيم دورها، وتلتزم بواجباتها على الوجه الأمثل، إنما تؤثر في حركة الحياة في وطنها تأثيراً بالغاً، يدفع به إلى فضاء التقدم والرقي والريادة الحضارية النشطة.
إذاً فالمرأة العربية هي الركيزة الأساسية داخل الأسرة، والمجتمع، ومن خلالها لا يمكن حدوث التنمية الفاعلة في المجتمعات، نعم هذه هي المرأة العربية التي تسطر يوماً بعد يوماً ملامح الأفق الجميل، والمجد العظيم، والتضحيات التي تقوم بها بدءً من محيطها القريب منها من أسرتها الصغيرة ومروراً بمجتمعها الخارجي ووصولًا إلى العالم أجمع، لتظهر بصمات الإبداع والتفوق والريادة في كافة المجالات المجتمعية الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.
إن مجمل التحديات التي تواجه المرأة العربية كالفقر والجهل والتعصب، والبطالة، وظروف الحرمان يجب أن يتم العمل من منظور تنموي وبتعاون كامل من كافة الجهات القيادية وصناع القرار ومؤسسات المجتمع المدني لمعالجة تلك التحديات كافة، وتوسيع الدور التنموي للمرأة العربية داخل المجتمع، وعليه بإمكان المرأة النهوض بشكل أكثر فاعلية وتأثيراً اذا ما أعدت بصورة صحيحة للقيام بدورها المناط بها، لأجل المساهمة في بناء المجتمع بشكل قوي قادراً على معايشة الواقع والعصر في كل حال، ومن هنا جاء سبق وتركيز الاسلام على بناء شخصية المرأة بشكل أصيل متكامل.
وبرغم التحديات كافة، ما زالت تسطر المرأة العربية الإبداع بأبهى صوره في جميع المجالات فهي المعلمة والمربية، الطبيبة، لقاضية الشاعرة، أديبة وفقيهة، وحتى اللحظة ما زالت المرأة العربية تكدح وتكد وتساهم بطاقاتها في رعاية بيتها وأفراد أسرتها، هي الأم الرائعة الصابرة التي يقع على عاتقها مسؤولية تربية الأجيال القادمة؛ وهي التي تدير البيت وتوجه مجالاته، وهي كذلك البنت والأخت مما يجعل الدور الذي تقوم به المرأة في بناء المجتمع لا يمكن إغفاله أو تقليل من قيمته وخطورته.
أخيراً يمكنني القول بأن المرأة العربية هي الصورة الكاملة عند النظر للمجتمع، ظروفها وأحوالها وخصائصها تنعكس فيها القيم الأساسية التي تحكم حركة المجتمع وتسير أموره؛ إنها خط الدفاع الأول الذي يحمي المرء من كل الهجمات، إنها سر كلمة الأمان والدفء والتربية، فالنساء شعب رائع، يتحملون كل شيء، يدركون أن الحزن والشدائد لا مفر منها ومستعدون أن يغوصوا فيها ليعبروا إلى الشاطئ الآخر بكل دفء وأمان.