الديموقراطية في تركيا تقلب أوجاع السوريين
ساد اعتقاد لدى الكثيرين أن قرار إعادة إنتخابات بلدية إسطنبول للفوز برئاستها يعني ضمناً تسويقاً مسبقاً مغلف بالهيمنة لفرض إيصال مرشح حزب العدالة و التنمية لمنصب رئيس بلدية إسطنبول الكبرى في أعقاب خسارته الإنتخابات في المرة الأولى قبل أن يتبين للجميع صحة قرار لجنة الإنتخابات بوجود تلاعب وتزوير في أصوات المقترعين من جهتي الأحقية بالتصويت و فرز أصوات الناخبين .
وفي حقيقة الأمر كانت ليلة الأحد الماضي بالنسبة للسوريين القاطنين في مختلف الولايات التركية وليس في إسطنبول فقط ، كانت ليلة ملونة ما بين رمادية إستقبال نبأ فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري من جهة و سوادية العيش اللحظي لحالة الإنتخابات التي تشهدها تركيا و تعكس بكل وضوح الديموقراطية التي تؤطر كل عملية إنتخابية في البلاد و تجسد شكل و مضمون الحرية المطلقة في إختيار المواطن التركي من يشاء من المرشحين من دون أي تأثيرات جانبية أو ضغوط و ممارسات خارج القانون .
السوريون و فوق كل معاناتهم و آلامهم تأتي العملية الإنتخابية التركية لتزيد منها و تقلب أوجاعهم حين يرون ويعيشون مشهد الإنتخابات التركية متحسرين ومتمنين أن يمارسوا تلك الديموقراطية بكل نزاهة و حرية لا يمنعهم حزب و لا يجبرهم فرع أمني و لا يخيفهم أشخاص متنفذين من الوصوليين أصحاب المصالح الخاصة في كل أزمة أو إستحقاق دستوري حقيقي على ندرته في بلدهم الأم .
إن فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري برئاسة بلدية إسطنبول الكبرى في جولة الإعادة قطع الطريق أمام المشككين و أسكت أصوات أصحاب الشائعات التي كان هدفها الإساءة لحزب العدالة والتنمية أنه طعن بنتائج إنتخابات المرة الأولى لينقض من جديد و يفرض وجوده و نفوذه ليفوز مرشحه علي بن يلدريم، وهذا لم يحصل أمام عدالة القضاء التركي ونزاهة الإنتخابات وحرية الرأي الممنوحة لكل مواطن تركي كحق شرعي مكتسب.
وهذا ما يؤلم السوريين و يزيد من مرارة عيشهم و يجدد فيهم أوجاعهم القديمة .