الْإِبْدَاعُ الْإِدَارِيُّ كَأَسَاسٍ لِتَحْقِيقِ الْمَيْزَةِ التَّنَافُسِيَّةِ
تعددت تعاريف الإبداع الإداري وذلك لاختلاف وجهات نظر الباحثين وفيما يلي نستعرض بعض تعريفات الإبداع الإداري.
و يرى روجرز أن الإبداع الإداري هو كل عملية ينشأ عنها ناتج جديد، نتيجة التفاعل بين الأفراد في المنظمة، باستخدام أسلوب جديد يحقق التمييز و التفوق و يعطي مرونة أكبر داخل المنظمة، ويعبر الإبداع الإداري عن التغير في العمل الإداري بحيث يؤدي إلى التحسين في إجراءات العمل و الأساليب التنظيمية التي تؤدي إلى إنتاج و تسليم المنتج، والفرق بين الابداع الإداري والابداع التكنولوجي :أن الإبداع التكنولوجي هو عبارة عن تغيرات في المظهر المادي للمنتج أو الخدمة يؤدي إلى تحسين أدائها أو العمليات الخاصة بتحسين عمليات إنتاج السلع و الخدمات أما الإبداع الإداري فهو تغيرات في العمليات الإدارية أو الأساليب التنظيمية التي تؤدي إلى إنتاج و تسليم المنتج.
وكي تتمكن المؤسسة من الدخول إلى هذا المجال الذي تكون فيه ناجحة تنظيمياً لابد إن تتحلى بجملةٍ من الخصائص والميزات التي تدفع بالمؤسسة نحو التميز وأهمها :
- الاتصال الدائم مع الزبون :المنظمة الناجحة هي التي تطيع أوامر و رغبات الزبائن عن طريق منتجات و خدمات ذات جودة عالية، و لقد أثبتت الدراسات أن المؤسسات الناجحة هي تلك المؤسسات التي تطور وفقاً لرغبات زبائنها عن طريق الاتصال الدائم و الاستماع للزبائن.
- الإدارة الذاتية من طرف المستخدمين: المؤسسات الناجحة هي تلك المؤسسات التي تتبنى العمال ذوي المواهب القيادية و الإبداعية، مع إعطائهم فرص و مساحات تشجع قدراتهم الإبداعية و الإبتكارية، بالإضافة إلى إشعار العمال بروح القيادة عن طريق منح نوعاً من الاستقلالية للأفراد.
- نشر القيم :إن صلابة أي مؤسسة استمرت السنوات الطويلة لم تأت من تنظيم أو من المهارات الإدارية فحسب،بل من ما نسميه بالمعتقدات و القوانين و مدى جاذبية و احترام العمال لها، في هذا المجال يتأتى دور القائد لترسيخ هذه القوانين و المعتقدات عن طريق التواجد الدائم في الميدان و القدرة الحسنة و الاستماع لهم.
- تركيز النشاط: التنوع في الأعمال سوف يؤدي إلى التحقيق من درجة التركيز المطلوب في العمل.
وقد وضع الكثير من مدراء الشركات والمنظمات العالمية مجموعة من الآراء الرائدة في مجال الابتكار و الإبداع، وحتى تكون مؤسساتنا نامية، و أساليبنا مبدعة وخلاقة، ينبغي مراعاة بعض المبادئ الأساسية فيها سواء كنا مدراء أو أصحاب قرار، وهذه المبادئ عبارة عن النقاط التالية :
- افساح المجال لأي فكرة أن تولد و تنمو و تكبر مادامت في الاتجاه الصحيح ومادمنا لم نقطع بعد بخطئها أو فشلها.....فكثير من المحتملات تبدلت إلى حقائق، وتحولت احتمالات النجاح فيها إلى موقفية.
- إن الأفراد مصدر قوتنا، و الاعتناء بتنميتهم و رعايتهم يجعلنا الأكبر و الأفضل و الأكثر ابتكارًا و ربحاً، و لتكن المكافأة على أساس الجدارة و اللياقة.
- احترام الأفراد و تشجيعهم و تنميتهم بإتاحة الفرص لهم للمشاركة في القرار و تحقيق النجاحات للمؤسسة؛ فإن ذلك كفيل بأن يبذلوا قصارى جهدهم لفعل الأشياء على الوجه الأكمل.
- التخلي عن الروتين و المركزية في التعامل ينمي القدرة الإبداعية، وهي تساوي ثبات القدم في سبيل التقدم و النجاح.
- التجديد المستمر للنفس و الفكر والطموحات : وهذا لا يتحقق إلا إذا شعر الفرد بأنه متكامل في عمله، و أن العمل ليس وظيفة فقط،بل يبنى نفسه وشخصيته أيضا،فان هذا الشعور الحقيقي يدفعه لتفجير الطاقة الإبداعية الكامنة بداخله، وتوظيفها في خدمة تحقيق أهداف المنظمة.
- محاولة القيام بعمل ممتع لا وظيفة فحسب ؛ ويكون كذلك إذا حولنا النشاط إلى مسؤولية، و المسؤولية إلى طموح .
- التطلع إلى الأعلى دائماً من شأنه أن يحرك حوافز الأفراد إلى العمل و بذل المزيد للسعي إلى تحقيق الأهداف الأبعد باستمرار وكلما تحقق هدف ننظر إلى الهدف الأبعد، ضمن مسير ة فاعلة و حية و مستمرة ومتكاملة.
- ليس الإبداع أن تكون نسخة ثانية أو مكررة، بل الإبداع أن نكون النسخة الرائدة و الفريدة، لذلك ينبغي ملاحظة تجارب الآخرين وتقويمها أيضاً، و أخذ الجيد و ترك الرديء لتكون أعمالنا مجموعة من الإيجابيات.
- يجب إعطاء التعلم عن طريق العمل أهمية بالغة لأنه الطريق الأفضل لتطوير الكفاءات و توسيع النشاطات ودمج الأفراد بالمهام و الوظائف.
فإذا أردنا تحقيق ميزة تنافسية لمؤسساتنا أو منظماتنا فيجب تحقيق الإبداع الإداري وإفساح المجال للإبداع والمبدعين في الإمساك بدفة المؤسسات للإنطلاق بها نحو القمة .