ماذا تريد تركيا في نهاية 2023 لها وللعالم؟

  ماذا تريد تركيا في نهاية 2023 لها وللعالم؟
 ماذا تريد تركيا في نهاية 2023 لها وللعالم؟

 ماذا تريد تركيا في نهاية 2023 لها وللعالم؟

بقلم:طلعت خطيب أوغلو

تركيا، أو الجمهورية الحديثة، أو مركز حكم الإمبراطورية العثمانية سابقا، أو مقلقة مضاجع أوروبا لمدة ٦٠٠ عام.

تلك المنطقة الجغرافية التي لا تتجاوز مساحتها 783,562 كم² والتي شهدت عبر التاريخ تقلبات وصراعات على الحكم فيها والسيطرة عليها خاصة في قلاع القسطنطينية “ اسطنبول حاليا” والتي تعاقب على حكمها امبراطوريات كبيرة، والتي بمجرد سقوطها من أيدي حكامها يعتبر سقوط لما خلفها من إمبراطورية كما حدث في عام 1453، عندما فتح الأتراك العثمانيون المدينة، التي  كانت تضم ما يقرب من 50000 شخص بعد أن تم حصارها من قبل الإمبراطورية العثمانية في 29 مايو 1453 وكان العثمانيون حينئذ تحت قيادة السلطان العثماني محمد الثاني البالغ من العمر 21 عامًا. 

جاء غزو القسطنطينية بعد حصار دام سبعة أسابيع بدأ في 6 أبريل 1453. واعتبر فتح القسطنطينية في أيدي المسلمين العثمانيين سقوطا للدولة البيزنطية التي حكمت المنطقة مئات السنين.

المقروء من الذين يتابعون الأوضاع في تركيا خلال العشرين سنة التي انقضت يدرك أن إرهاصات نظام عالمي جديد، لتركيا فيه يد، أصبح يتشكل مع صعود العدالة والتنمية برئاسة الرئيس الحالي للبلاد رجب طيب أردوغان، والذي أصبحت معالمه تتضح مع بداية القرن الحالي فماذا قدم العدالة والتنمية من أجل ازدهار الوطن، وكيف قابل الغرب ذلك، وما هي رؤية النظام التركي في نهاية العام وكيف يتعامل مع التحديثات السياسة والاقتصادية ويضاف إليها مؤخرا الكوارث الطبيعية التي مسحت مدنًا بأكملها كما زلزال كهرمان مرش الأخير.

كثيرا ما كان الرئيس رجب طيب أردوغان يصدح بجملة رؤيتنا  لعام 2023 وهذا مؤشر لأن هذا التاريخ مرتبط بوقائع وتاريخ ماضي وكذلك رؤية مستقبلية.

قبل قرن من هذا التاريخ وقرن واحد فحسب لم يكن في الجغرافيا أسماء لكثير من دول العالم الحالي، كما كان قبل ذلك التاريخ أسماء لدول عظمى وامبراطوريات لا تغيب الشمس عنها كما الحال مع الإمبراطورية العثمانية والتي انتهت وانتهى هذا الاسم في ذلك التاريخ قبل مائة عام.

اتفاقية لوزان بتاريخ 24 يوليو 1923 بين تركيا ودول الحلفاء المنتصرة في الحرب العالمية الأولى أسفرت عن قيام الجمهورية التركية التي انحصرت في المساحة الجغرافية آنفة الذكر، إضافة إلي نفي الخليفة وترسيم حدود الجمهورية مع دول الجوار، معتبرة الاتفاقية أن مضيق البسفور ملكا دوليا لا تحصل تركيا منه على رسوم عبور.

نتج عن هذه الأحداث ولادة دولة حديثة محدودة الإمكانيات غزيرة الثروات تغير فيها الحكم رأسا على عقب، توالت عليها حكومات كثيرة تميزت بصبغة واحدة ولون واحد وسياسة واحدة، باستثناء محاولات محدودة من مفكرين واقتصاديين أتراك شكلوا أحزابا ووصلوا للحكم عدة أشهر انتهى حكمهم بانقلابات عسكرية.

إلى أن بزغ نجم رجب طيب أردوغان وحزبه الذي حقق انجازات قوية على الصعيد الداخلي والخارجي والسياسي والاقتصادي والتجاري كذلك الاجتماعي والحريات، في ظل متابعة وترقب من كثير من القوى الإقليمية والدولية.

بالتأكيد لن تكون مهمة أردوغان في ذلك الوقت سهلة وهذا شأن القادة والمؤسسين لدول ومشاريع عملاقة إلا أن التحلي بالصبر مع قوة العزيمة والإصرار والاستفادة من المتغيرات وتأييد الشعب لمشروعه وعوامل كثيرة ساعدت مشروع الرئيس في التطور والتقدم.

لم يرق هذا التطور للبعض من الداخل والخارج فبدأت التحديات والتي يمكن تقسيمها إلى تحديات إنسانية حقوقية تمثلت في ملف اللاجئين وتحديات اقتصادية وأخرى سياسية ورابعة تحديات مختلفة داخليا و خارجيا.

 شكلت محاولات الانقلاب القضائية والباردة والعسكرية التي كانت في  15 يوليو 2016 وضوحا لرؤية صعوبة مهمة إكمال الطريق ومدى استخدام المنافس الداخلي والعدو الخارجي شتى الوسائل لوقف عجلة حزب العدالة والتنمية في تحقيق العدالة والتنمية.

ماذا حققنا قبل عام ٢٠٢٣؟

اقتصاديا،  من الترتيب فوق المائة إلى الترتيب 16 اقتصاديا.

سياسيا، حكومة من الشعب وفي خدمة الشعب.

صناعيا، دبابات مصفحة وناقلات جند ومعدات جوية وطائرات بدون طيار وأقمار صناعية حديث وغواصات ومئات الجامعات والمستشفيات والمطارات والمدارس، أنفاق ومترو وجسور، وصداقات عالمية وعلاقات سياسية، وتبادلات اقتصادية بمئات المليارات مع دول العالم.

خلال السنوات القليلة بعد العام الحالي 2023 لن  تقبل تركيا أن تكون أقل من الأولى إقليما في المجال العسكري والاقتصادي، والعاشرة عالمياً، باختصار هذا ما يعنيه العام 2023 لتركيا والعالم.

مشاركة على: