حروب البلقان أقصر الحروب في التاريخ
تداولت وسائل الإعلام التركية في الآونة الأخيرة الحديث عن وثيقة عثمانية تثبت مساعدة مسلمي الروهنغيا للعثمانيين في حرب البلقان ، وبالفعل تم الكشف عن هذه الوثيقة ، التي لفت أليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ،وجاء في نص الوثيقة التي رأت النور بعد قرن من الزمان أن العديد من مسلمي بورما (ميانمار حاليًا) قاموا بجمع الأموال وإرسالها للدولة العثمانية عبر جمعية الهلال الأحمر التابعة لمسلمي بورما، فمنذ تلك اللحظة شهد التاريخ أن مسلمي أراكان الروهنغيا هبوا لنجدة العثمانيين في حروب البلقان. بعد هذه المقدمة القصيرة أرادت أسرة نيوترك بوست أن تسلط الضوء على حروب البلقان:-
بداية أطلق هذا الاسم " حروب البلقان" على صراعين حدثا في منطقة البلقان بجنوب شرق أوروبا في العامين 1912 و 1913، سعت هذه الحروب للسيطرة على أراضي الدولة العثمانية في أوروبا (مقدونيا ومعظم تراقيا).
استقلت كل من بلغاريا وصربيا واليونان والجبل الأسود عن الدولة العثمانية وذلك بحلول القرن العشرين ، ولكن هذه الدول بالرغم من استقلالها ألا أنها أرادت استغلال الدولة العثمانية وانهيارها ، فسارعت الدول السابقة لتحقيق أطماعها وضم القوميات العرقية المماثلة الباقية ضمن حكم العثمانيين في منطقتي تراقيا ومقدونيا وعليه أصبح هناك ما يسمى باتحاد البلقان الذي يضم كل من بلغاريا وصربيا واليونان والجبل والأسود.
يسجل التاريخ أنه في عام 1912م اندلعت حرب البلقان الأولى حيث اتحدت أربع دول هي: بلغاريا واليونان والجبل الأسود وصربيا وأعلنوا الحرب على الدولة العثمانية ، كانت بداية الحرب في الثامن من أكتوبر 1912 وذلك بإعلان الجبل الأسود الحرب على الدولة العثمانية .
في تاريخ 17 أكتوبر لنفس العام انضمت للحرب بلغاريا وصربيا وبعدهما انضمت اليونان بالضبط في 19 من أكتوبر استمرت الحرب على مدار سبعة أشهر لتنتهي بعدها على اثر معاهدة لندن في 30مايو 1913م .
جدير ذكره أن في هذه الحرب خسر العثمانيون 80% من أراضيهم بالقسم الأوروبي، هرب بعد خسارة هذه الحرب نحو مليونين ونصف المليون مسلم من الأراضي العثمانية السابقة إلى داخل القائم من الدولة العثمانية.
اقرأ أيضاً| وثيقة عثمانية تُثبت مساعدة مسلمي الروهنغيا للعثمانيين
سجل التاريخ وقتها أن نتائج هذه الحروب اعتبرت كارثة كبرى ووجهت أصابع الاتهام بالمسؤولية عن الهزيمة لرئيس الأركان آن ذاك ناظم باشا ، ولكن في انقلاب 1913 م تم اغتيال ناظم باشا في 23 يناير على يد أعضاء من جماعة تركيا الفتاة.
هكذا انتهت حرب البلقان الأولى وليس بفترة بعيد إلا وقامت حرب البلقان الثانية ، طمعت بلغاريا بالمزيد ولم تكتف بما انتزعته من العثمانيين في تراقيا وطالبت بحقوق لها في مناطق العثمانيين السابقة في مقدونيا ،لم تتوقف الأطماع في هذه المناطق عند حد بلغاريا كذلك رغبت صربيا واليونان في هذه المناطق، وهي مناطق تحت سيطرتهما عقب حرب البلقان الأولى،فسارعت بلغاريا لتنفيذ مخططها وهاجمت مواقع الصرب واليونانيين في مقدونيا،وبعد هذا الهجوم سجل التاريخ انهيار مفاوضات السلام في يونيو 1913.
وقفت كل من رومانيا والجبل الأسود كحلفاء للصرب واليونانيين ضد البلغار،يشار أن حرب البلقان الثانية شهدت تدخل أيضاً من الدولة العثمانية كطرف ثالث لاستعادة أدرنة و شرقي تراقيا.
في ذلك الوقت سجل التاريخ هزيمة مخزية للبلغار اضطروا لإعادة اغلب ما ظفروه خلال حرب البلقان الأولى.
وأقيمت وقتها معاهدة بوخارست كانت من نتائجها تسليم شرقي تراقيا و مدينة أدرنة للعثمانيين، وتسليم جنوب دبروجة لرومانيا.
جدير ذكره أن حرب البلقان الثانية تعد أقصر الحروب في التاريخ حيث استمرت 32يوماً