كيف استغلت دولة الاحتلال الإسرائيلي أزمة الزلزال المدمر في تركيا وسوريا؟
أرسلت دولة الاحتلال الإسرائيلي فرق للمساعدة في أعمال الإنقاذ لضحايا الزلزال المدمر في كل من تركيا وسوريا، استجابة لطلبين رسميين من القيادتين في الدولتين.
ولكن لم تتعامل إسرائيل إعلاميا مع تقديمها الدعم للدولتين، على غرار باقي الدول التي قدمت الدعم والمساندة، ولكنها أبرزت الجهود التي تبذل في المناطق المنكوبة بشكل قوي!
حيث استغلت آله الإعلام الإسرائيلي مشاركة فرق المساعدة، في الحصول على صور وفيديوهات لتسويقها لدى العالم بشكل عام، والعرب والمسلمين بشكل خاص.
الأمر الذي اعتبره البعض استغلال سيء للظرف الإنساني لغسل الأيادي الملوثة بدماء آلاف الأطفال الفلسطينيين الذي استشهدوا على أياديهم على مدار سنوات.
ويرفع الإعلام الإسرائيلي مشاركته في عمليات الإنقاذ شعار "الإنسانية فوق كل الاعتبارات" ببعثة أطلق عليها اسم "غصن الزيتون"
وهو الأمر الذي يثير الدهشة إذ أنه من المعلوم أن الزيتون فلسطيني الهوية.
الأمر الآخر الذي يثيره البعض للتساؤل، أنه ما هو الاختلاف بين الأطفال في فلسطين والأطفال في تركيا؟ ولماذا لا يرفعون شعار الإنسانية فوق كل الاعتبارات في تعاملهم مع أطفال فلسطين، ويوقفوا عمليات القتل والتنكيل الممنهج ضدهم؟
إذ أنه حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فقد ارتقى 78 طفلًا عام 2021 شهداء 17 منهم في الضفة الغربية و61 في قطاع غزة، منهم: 26 طفلًا أعمارهم 8 سنوات أو أقل، و17 في الفئة العمرية "9-12" و20 في الفئة العمرية "13-15" سنة، و15 في الفئة العمرية "16-17" سنة.
وبحسب إحصائية الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال الصادرة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، فإن 49 طفلا استشهدوا منذ بداية عام 2022، منهم 32 طفلا في الضفة الغربية و17 في قطاع غزة.
وبذلك يصل العدد الكلي للأطفال الشهداء منذ سبتمبر/ أيلول 2000 وحتى الآن إلى 2240 طفلا.
هذا فضلًا عن جريمة الاحتلال في عدم احترامه لحرمة الموت، وقيامه باحتجاز جثامين الشهداء من الأطفال، فبحسب تقارير الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة والكشف عن مصير المفقودين، يحتجز الاحتلال جثامين 12 طفلا، أقدمهم جثمان الشهيد محمد الطرايرة الذي استشهد عام 2016.