طريقة دينية في تركيا تعلن دعمها لمرشح تحالف الشعب في الانتخابات
عرفت الحركات والطرق الصوفية في تركيا ارتباطاً مباشراً بمؤسسة الخلافة والدولة العثمانية عبر تاريخها، ومع دخول تركيا حقبة أتاتورك واجهت الصوفية تحدي الاستمرار والبقاء في ظل حكم نظام تبنى العلمانية بشكل صارم، لتعود بعد ذلك إلى الحضور بقوة.
ومن هذه الحركات والطوائف ؛ الطائفة النقشبندية ومنها جماعة "المنزل" Menzil Tarikatıحيث قد أعلنت طائفة المنزل أنها ستدعم الرئيس رجب طيب أردوغان وتحالف الشعب في الانتخابات.
تعتبر الطريقة النقشبندية من أكثر الطرق اتباعاً في تركيا، ويعود تاريخ تأسيسها إلى "محمد بهاء الدين النقشبندي"، وأدخلها إلى الأناضول أحد أتباعه وهو "عبد الله إلهي السماوي"، وذلك في القرن الخامس عشر، وتعدّ الكثير من قطاعات النخب التركية الحديثة نقشبندية، حيث يعمد شيوخ النقشبندية إلى دعم وتعزيز الطريقة النقشبندية ونشرها في مختلف الأوساط من أساتذة الجامعات، وموظفي الدولة، وأبناء الطبقة الوسطى، وأصحاب المهن الحرة، هذا إلى جانب أوساط من المثقفين، ورجال الأعمال، ورؤساء الأحزاب السياسية.
ويعتبر العدالة والتنمية بمثابة التجلي الأحدث لسلسلة الأحزاب الإسلامية المدعومة من الطريقة النقشبندية في تركيا .
وقد مثّل نجم الدين أربكان، حلقة الوصل التي ساهمت في انخراط النقشبندية ووصولها بشكل رسمي للسلطة والحكم في البلاد. حيث كان للطريقة النقشبندية حضور لافت في سلسلة الأحزاب ذات التوجه الإسلامي التي أسّسها أربكان .
وبعد فترة ظهر حزبان إسلاميان جديدان، الأول بقيادة عبدالله غول، ورجب طيب أردوغان، اللذين وعلى الرغم من أنّهما كانا من أعضاء جماعة "اسكندر باشا"، إلا أنهما اختلفا مع أربكان حول أسلوبه في القيادة ورفضه لتقديم التنازلات، وقاما بتأسيس حزب "العدالة والتنمية" العام 2001. وأما الحزب الثاني فهو حزب "السعادة" الذي تم تأسيسه العام 2002، ومثّل الجناح التقليدي المحافظ من الجماعة.
وهكذا يعتبر حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا منذ العام 2002، بمثابة التجلي الأحدث لسلسلة الأحزاب الإسلامية المدعومة من الطريقة النقشبندية.
ومع تأسيس الحزب على يد الرئيس التركي الحاليّ رجب طيب أردوغان، دخلت العلاقة مع الصوفية مرحلة جديدة، حيث انتهج أردوغان سياسة مختلفة لحزب أربكان ومسمياته اللاحقة، فهو كان عضوًا بين صفوفه، هذا بجانب إيمانه بقيمة التيار الصوفي في إثراء الجانب القيمي والأخلاقي للمجتمع التركي.
ومن الجماعات النقشبندية ذات الحضور في المشهد السياسي التركي: جماعة "المنزل" menzil ويرجع تأسيسها إلى الشيخ النقشبندي "محمد راشد أرول"، وقد انتشر نشاط هذه الجماعة بشكل كبير بعد الانقلاب العسكري العام 1980، حيث اعتُبرت بمثابة الجماعة الدينية الداعمة للدولة، ما ساهم في انتشارها بشكل واسع، وتحديداً في المناطق الغربية من البلاد.
وقد عرف عن "محسن يازيتش أوغلو" مؤسس حزب "الوحدة الوطنية"، قربه من الطريقة، ولاحقاً شاركت الجماعة المنزلية في حكومة حزب العدالة والتنمية العام 2003، وفي العام 2005 أنشأت جمعية رجال الأعمال TÜMSİAD"تومسياد"، التي يبلغ عدد أعضائها 1500 عضو من رجال الأعمال ، حيث تمثل هذه الجمعية نفوذ و قوة الجماعة المنزلية .
وأشارت بعض الإحصاءات إلى أن عدد أتباع النقشبندية في إسطنبول وحدها يتجاوز المليون ، كما ذهب الصحفي إبراهيم بوعزبي المقيم في تركيا الذي نوّه إلى أن قوة شيوخ الطرق الصوفية تتجلى بشكل كبير خلال أي ماراثون انتخابي، حيث يقصدهم السياسيون من كل حدب وصوب طمعاً في أصواتهم والحصول على دعمهم.