
إندونيسيا تخطّط لشراء الحاملة الإيطالية "Garibaldi"
في أحدث تحركٍ عملي لتعزيز قدراتها البحرية، وافقت الحكومة الإندونيسية على خطة لتمويل شراء حاملة الطائرات الإيطالية Giuseppe Garibaldi المستعملة، التي خرجت من الخدمة في البحرية الإيطالية، ضمن جهودها لتحديث قدرتها البحرية ومواجهة التحديات في المنطقة. هذه الخطوة تأتي بعد موافقة أولية لمنح قرضٍ بقيمة 450 مليون دولار يُستخدَم لتمويل عملية الشراء مع تجهيزات تشغيلية تشمل طائرات هليكوبتر، مع احتمال تعديل السفينة لتصبح منصة للدرون (الطائرات بدون طيار) في المهام البحرية غير الحربية.
السفينة، التي دخلت الخدمة لأول مرة في الثمانينات، لها تاريخ طويل في البحرية الإيطالية، وتم تقاعدها بعد دخول السفينة الجديدة ITS Trieste حيز الخدمة. إندونيسيا ترى في هذه الحاملة فرصة ليس فقط لإظهار القدرة البحرية، بل لدعم المهام الإنسانية، عمليات البحث والإنقاذ، السيطرة البحرية، والمراقبة في عمق البحار. القرض الذي وافق عليه مجلس التخطيط الوطني (BAPPENAS) يُعد مؤشرًا قويًا على أن البلاد ليست مجرد تنظر في العرض، بل بدأت العمليات التنفيذية الأولى نحو التعاقد.
هناك تحديات فنية كبيرة أمام المشروع: من بينها تجديد وصيانة السفينة لتكون جاهزة للاستخدام بعد خروجها من الخدمة، تجهيز سطحها للطيران وتشغيل الطائرات الهليكوبتر والدرون، وإجراء تعديلاتٍ قد تكون مكلفة. أيضًا التنسيق مع الجانب الإيطالي لشركة بناء السفن لإجراء التعديلات، وكذلك تحديد مصادر التمويل بدقة—القرض يتطلب تعاونًا مع وكالات ائتمانية تصديرية أو قروض دولية ثنائية، وربما مؤسسات مالية خاصة.
الجانب الاستراتيجي للمشروع مهم جدًا. إندونيسيا، باعتبارها أرخبيلًا واسعًا، تهدف إلى تحسين انتشار قواتها البحرية في مياهها والمناطق البحرية المحيطة، خصوصًا في ظل التوترات البحرية في المحيط الهادئ وجنوب شرق آسيا. إضافةً لذلك، استخدام الحاملة في مهام غير قتالية مثل الإغاثة في الكوارث أو دعم الطوارئ قد يعطي قيمة مضاعفة للاستثمار.
من الناحية التقنية، تُظهر تقارير أن الضباط الفنيين من شركة Fincantieri الإيطالية قد قدموا عروضًا لتعديلات محتملة في السفينة خلال معرض Indodefence في جاكرتا، كما أن النموذج المعروض للحاملة تضمن وجود الدرون Bayraktar TB3 من شركة تركية، رغم أن التطبيق العملي لا يزال قيد التقييم.
فيما يخص الجدول الزمني، لم تُعلَن حتى الآن تفاصيل محددة مثل متى سيتم توقيع العقد النهائي، أو موعد تسليم الحاملة إلى البحرية الإندونيسية، أو متى تدخل الخدمة الفعلية بعد التعديلات. لكن الوثائق التي حصلت عليها الصحافة تشير إلى أن القرض تم الموافقة عليه رسميًا، مما يعني أن الصفقة في مرحلة متقدمة من المفاوضات.
ختامًا، هذه الخطوة تُعتبر من بين أكبر تحركات إندونيسيا لتحديث القوات البحرية في تاريخها، وقد تُغيّر موازين القوة البحرية في المنطقة إذا تمت كما هو مخطط لها. لكنها تحتاج لجودة التنفيذ والتخطيط المالي والفني الجيد لتتجاوز العقبات التي عادةً ما تواجه مثل المشاريع الضخمة.