مخاوف علمية من هزّات تالية بعد زلزال كوتاهيا

مخاوف علمية من هزّات تالية بعد زلزال كوتاهيا
مخاوف علمية من هزّات تالية بعد زلزال كوتاهيا

مخاوف علمية من هزّات تالية بعد زلزال كوتاهيا

أثار الزلزال الذي ضرب ولاية كوتاهيا غربي تركيا بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر، قلقًا واسعًا بين السكان والخبراء على حد سواء. فرغم أن السلطات أكدت عدم وقوع خسائر بشرية كبيرة أو أضرار مادية جسيمة، إلا أن المجتمع العلمي أصدر تحذيرات بشأن احتمالية استمرار النشاط الزلزالي في المنطقة خلال الفترة المقبلة.

ووفقًا لتقارير صادرة عن مراكز الأبحاث الجيولوجية التركية، فإن المنطقة التي شهدت الزلزال الأخير تقع ضمن خط صدع نشط يمتد عبر غرب الأناضول. هذا الخط معروف بقدرته على توليد هزات ارتدادية متتالية، وفي بعض الحالات يمكن أن تُمهّد الزلازل المتوسطة الطريق لزلازل أقوى مستقبلًا.

وأوضح الخبراء أن الزلازل ليست أحداثًا معزولة، بل جزء من سلسلة طويلة من التفاعلات الجيولوجية، حيث يؤدي تراكم الضغط في الطبقات الأرضية إلى تحرّك الفوالق بشكل مفاجئ. وحذّروا من أن الزلزال الأخير ربما لم يكن سوى مقدمة لنشاط أكبر، داعين السلطات إلى تعزيز إجراءات السلامة، وتوعية السكان بكيفية التعامل مع أي هزات لاحقة محتملة.

كما أكد علماء الزلازل أن متابعة النشاط الزلزالي عبر محطات الرصد تُظهر تزايدًا في الهزات الصغيرة بعد زلزال كوتاهيا، وهو ما يُعتبر مؤشرًا على استمرار تفريغ الضغط الجيولوجي في المنطقة. وشددوا على أن هذا لا يعني بالضرورة وقوع كارثة وشيكة، لكنه يستوجب الحذر والجهوزية.

السلطات المحلية بدورها دعت السكان إلى الالتزام بالتعليمات الرسمية، وتجنّب ترديد الشائعات التي تزيد من حالة الذعر، مشيرة إلى أن تركيا بطبيعتها تقع في منطقة نشطة زلزاليًا، وأن خطط الطوارئ الوطنية مُفعّلة للتعامل مع أي طارئ.

وتأتي هذه التحذيرات في وقت لا يزال فيه سكان كوتاهيا وعدة ولايات مجاورة يعيشون حالة من القلق، حيث لجأ كثيرون إلى قضاء ليلتهم خارج منازلهم خوفًا من هزّات ارتدادية. ويؤكد الخبراء أن الاستعداد والتوعية هما السلاح الأهم لمواجهة المخاطر الزلزالية، خاصة في بلد مثل تركيا التي عرفت عبر تاريخها الحديث زلازل مدمّرة.

مشاركة على: