
تركيا وأمريكا في مأزق جديد.. خدمات التأشيرات تتوقف مؤقتًا
شهدت العلاقات التركية-الأمريكية توترًا جديدًا بعد أن أعلنت الولايات المتحدة تعليق خدمات التأشيرات في بعثاتها داخل تركيا، وردّت أنقرة بخطوة مماثلة عبر سفارتها في واشنطن.
القرار جاء بعد سلسلة من الأحداث الدبلوماسية الأخيرة، حيث تم اعتقال موظف في القنصلية الأمريكية بإسطنبول بتهم تتعلق بـ"صلاته بشبكة إرهابية"، وفق ما نقلته وسائل إعلام تركية. وفي المقابل، عبّرت واشنطن عن "قلق بالغ" إزاء الاعتقال، معتبرة أن الإجراءات التركية تهدد التعاون الأمني المشترك بين البلدين.
أوضحت السفارة الأمريكية في أنقرة أن تعليق خدمات التأشيرات يشمل جميع الطلبات الجديدة للتأشيرات السياحية والتعليمية والعمل، باستثناء الحالات الطارئة والإنسانية.
وفي بيان مماثل، أعلنت السفارة التركية في واشنطن تعليق إصدار التأشيرات للأمريكيين عبر البعثات الدبلوماسية والقنصليات داخل الولايات المتحدة، مؤكدة أن القرار "مؤقت حتى يتم تقييم الإجراءات المتخذة من الجانب الأمريكي".
تأتي هذه الأزمة الجديدة في ظل تصاعد الخلافات بين البلدين بشأن عدد من الملفات، أبرزها:
التعاون العسكري التركي مع روسيا في منظومة الدفاع الجوي S-400.
الخلاف حول دعم الولايات المتحدة لبعض الفصائل الكردية في شمال سوريا.
استمرار قضية تسليم الداعية فتح الله غولن المقيم في بنسلفانيا، والذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
ويرى محللون أن تعليق خدمات التأشيرات يُعد خطوة رمزية لكنها تحمل رسائل سياسية واضحة، وتدلّ على تراجع مستوى الثقة بين الجانبين رغم التعاون العسكري القائم داخل الناتو.
من المتوقع أن ينعكس القرار على آلاف الأجانب المقيمين في تركيا، بمن فيهم العرب الحاملون لتأشيرات أمريكية أو الراغبون في التقديم إليها من تركيا، إذ ستتوقف معالجة الطلبات الجديدة مؤقتًا.
كما حذّر خبراء قانونيون من التعامل مع مكاتب أو وسطاء يدّعون قدرتهم على "تجاوز" القرار، مؤكدين أن التقديم الرسمي فقط هو ما يُعتدّ به.
في حين التزمت أنقرة خطابًا هادئًا، شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية على أن "القرار مؤقت ولا يستهدف الشعب الأمريكي"، داعيًا إلى معالجة الخلافات عبر الحوار الدبلوماسي.
أما في واشنطن، فقد صرّحت وزارة الخارجية الأمريكية أن بلادها "تتابع الوضع عن كثب" وأن الهدف من القرار "ضمان أمن موظفي السفارة والمواطنين الأمريكيين في تركيا".
رغم التصعيد، أبدى دبلوماسيون أتراك وأمريكيون أملهم في عودة العلاقات إلى طبيعتها قريبًا، خصوصًا مع اقتراب انعقاد اجتماعات الناتو في بروكسل الشهر المقبل، حيث يتوقع أن تُطرح المسألة على هامش اللقاءات الثنائية.