صحفي يحمّل ترامب تركيزًا مفرطًا على حماس..ما مضمون التغريدة؟
نشر الإعلامي المصري أحمد منصور صباح اليوم تغريدة على حسابه في منصة «X» تضمّنت قراءة سياسية قوية حول دور حركة حماس في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وركّزت التغريدة على سلوك الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه الحركة. قال منصور — في نصّ التغريدة وفي مقال نشره لاحقًا على موقعه — إن ترامب «يغرد ويصرح عن حركة حماس أكثر من 50 مرة كل يوم»، واعتبر هذا المؤشر دليلاً على أن حركة حماس أصبحت «قوة تاريخية وسياسية غير مسبوقة».
تغريدة منصور ومقاله أثارت تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل، إذ استقطبت إعادة نشر ومناقشات بين مستخدمين وإعلاميين من مناطق عدة. لكن الصحافة والرصد الإعلامي البيّن أن ما ورد في التغريدة إلى درجة كبيرة هو قراءة رأيّية من منصور، وليست حقيقة إحصائية قابلة للقياس المباشر. وما يمكن التحقق منه بدقّة هو أنّ ترامب قد صدرت عنه خلال الأسابيع والأيام الأخيرة تصريحات متكررة علنية وكتابية حول خطة لإنهاء الحرب في غزة وموضوعات ذات صلة بالحركة، وأنه يتابع الموقف الدولي ويصرّح عنه بشكل متكرّر. تقارير وكالة رويترز وغيرها سجّلت سلسلة تصريحات ومواقف لترامب خلال النقاشات الدبلوماسية الأخيرة بشأن غزة، وتناولته وسائل إعلام عالمية على نطاق واسع.
ما الذي قاله منصور تحديداً؟
في تغريدته (وحسب ما نشره لاحقًا في مقال) وصف منصور الموقف بأنه «لحظة تاريخية» وأشار إلى أن «حماس أقوى حركة مقاومة للاحتلال في هذا العصر» مستندًا في دفاعه على طول عمر المواجهة واستمرار الحركة رغم الضغوط العسكرية والسياسية. كما أضاف أن فشل دول قوية وجيوش في القضاء عليها على مدى سنوات هو دليل على قوتها وموقعها في الساحة السياسية-العسكرية. هذه مواقف رأيّية تحمّل قيمة تحليلية لدى منصور ولا تُعدّ تقاريراً إخباريّة موضوعية عن وقائع قابلة للقياس.
ماذا عن تصريحِ ترامب المتكرر الذي أشار إليه منصور؟
الوقائع الميدانية والإعلامية تُظهر أن الرئيس الأميركي كان نشطًا أخيراً في التواصل العلني حول الملف الفلسطيني، إذ أدلى بتصريحات متعدّدة حول جهود إنهاء الحرب في غزة وخطة مكوّنة من نقاط عدة للتعامل مع الأزمة، كما حثّ الأطراف على التزام بنود محددة في مفاوضات وقف النار وتبادل الرهائن، واستعرض موقف بلاده علنًا في مقابلات وبيانات متلاحقة. تقارير إخبارية موثوقة وثّقت هذه التصريحات المتكرّرة ومشاركات ترامب الإعلامية في الموضوع. لكن الادعاء الرقمي الدقيق بأن ترامب «يغرد ويصرح أكثر من 50 مرة يوميًا عن حماس» هو تبسيط رقمي يصعب التثبت منه بصيغة العدّ الحرفي، وربما يُفهم على أنه تعبير بلاغي لدى صاحب التغريدة.
السياق السياسي والدبلوماسي
التصريحات المتكررة لمسؤولين رفيعي المستوى عن طرفٍ مسلّح أو سياسي خلال أزمة طويلة قد تُفسّر بعدة طرق: محاولة للضغط الدبلوماسي، توجيه خطط تفاوضية، إدارة الشأن العام داخليًا، أو حتى محاولة صناعة رأي عام يساند تسوية. في حالة ترامب، ووفق مراقبين، تزايد خطاب الإدارة الأميركية حول سبل إنهاء الحرب أو إعادة ترتيب إدارة غزة انعكس عبر بيانات متكررة ومواقف علنية علاوة على جهود دبلوماسية تجري في العواصم الإقليمية. هذا ما وثّقته وكالات أنترنت كبرى في تقارير ميدانية وتحليلية.
قراءة نقدية: بين الرأي والواقع
من الضروري التمييز بين ثلاث طبقات عند قراءة نصّ منصور:
1. الحقيقة الموضوعية القابلة للتحقق: هل صدر عن ترامب عدد معيّن من التصريحات؟ الإجابة: نعم — صدر عنه الكثير من التصريحات والبيانات، ويغطّي الإعلام ذلك بإسهاب. لكن عدّها «أكثر من 50 مرة يوميًا» هو رقم يصعب تأكيده حرفيًا ويبدو تعبيرًا مجازيًا أو مبالغة بلاغيّة.
2. التأويل التحليلي: استنتاج منصور أن هذا التركيز دليل على عظمة الحركة أو قوتها التاريخية هو تفسير سياسي-عسكري، يتقاطع مع مواقف جماهيرية وسياسية، لكنه يظل تفسيرًا ذا بُعد رأيِّيّ.
3. الأثر العملي: ما إذا كانت تصريحات ترامب المتكرّرة ستؤثر فعليًا على مجريات الميدان أو على مواقف الأطراف الأخرى إنما يعتمد على السياسات الدبلوماسية، الموقف الإسرائيلي، الوسطاء الإقليميين، وظروف الميدان. تقارير إخبارية أشارت إلى تقدّم في محادثات تقنية حول خطوات محتملة لتهدئة تتابعها الأطراف.
ردود الفعل والتفاعل الإعلامي
تغريدة منصور لاقت تفاعلاً واسعاً على شبكات التواصل، ونُقِلت إلى مواقع إخبارية ومجموعات مهتمّة بالشأن الفلسطيني. في المقابل، محلّلون مستقلّون ومحافظون على الحياد دعوا إلى توخي الحذر عند تحويل قراءة رأيّية إلى خبرٍ قابل للنشر من دون توثيق الأرقام والوقائع بدقّة. كما أن بعض الجهات ذُكرت في نقاشات متعلّقة بالخطة الأميركية للحوار مع حركة حماس، وقد بدت بعض المؤشرات إن ترامب يتحدث عن الخطة بشكل متكرر في الإعلام والفعاليات الدبلوماسية.
