
من ورشة صغيرة إلى 4 مصانع: قصة نجاح ميكانيكي تركي
بدأت القصة قبل نحو 17 عامًا في إزمير بمنطقة توربالي، حين كان الشاب فاتح بوزكورت (Fatih Bozkurt) في سنّ صغيرة يعمل كمتدرِّب في ورشة مخرطة. بمرور الزمن، ومع اكتساب الخبرة والمهارة، انتقل من الورشة الصغرى إلى إنتاج الآلات الثقيلة، واليوم يُدير 4 مصانع تُنتج معدات تُستخدم في قطاع البناء والمناجم والطرقات.
بدايات بسيطة
كان بوزكورت في سن 12 قد دخل ميدان التصنيع كمتدرِّب في مهن المخرطة. أثناء دراسته في مدرسة تخصص صناعي (قسم المخرطة والتسوية)، قضى فترات الالتحاق والتدريب في مصنع آلات تكسير الحجارة. بعد أدائه للخدمة العسكرية، عاد إلى مكان التدريب ليجد المصنع قد أُغلق، ففتح ورشته الصغيرة لبدء الصيانة وتصليح آلات التكسير وكسارات الحجارة.
هذا التحول من أعمال الصيانة إلى تصنيع الأجهزة كان بتدرج: بدأ بصناعة أجزاء صغيرة، ثم توسّع إلى تصنيع أجهزة كاملة للتكسير، ومع تزايد الطلب، قرّر فتح مصنعه الأول. بمرور الوقت، وبعد التصدير خارج تركيا، أنشأ مصنعه الثاني والثالث والرابع لتلبية التوسع في السوق.
التوسع والإنتاج الحالي
اليوم، تعمل مصانع بوزكورت على تصنيع آلات تُستخدم في تكسير الصخور والحجارة، وآلات معالجة الطرق والمناجم. إنتاجه لا يقتصر على السوق المحلية فحسب، بل يمتد إلى الأسواق الخارجية، ويُصدَّر إلى أكثر من 110 دولة.
يُشغّل في وحداته الصناعية نحو 350 شخصًا، وهو يسعى لفتح مصنع خامس وتوسيع نشاطه ليشمل بلايين الدولارات من المشاريع الصناعية.
الابتكار والتطبيقات المستقبلية
ما يميز نشاط بوزكورت هو تركيزه على التحديث التقني. بدلًا من أن تعتمد آلات التكسير التقليدية على النظام الهيدروليكي فقط، عمل على تعزيز الأنظمة الكهربائية والديزل المختلطة (هجين)، ما يمنحها كفاءة أفضل في استهلاك الوقود وسهولة الصيانة.
كما أعلن بوزكورت أنه ينوي بناء مصنع جديد قادر على توظيف 1000 شخص، لتوسعة الإنتاج وتوفير خدمات صناعية في مجالات صناعات متنوعة.
الدروس والإلهام
قصة بوزكورت تُعدّ مثالًا حيًّا على أن بدايات متواضعة لا تعيق الوصول إلى حجم صناعي يؤثر على السوق العالمي. الاعتماد على المهارة، الابتكار، الادخار، التصدير، والتوسّع خطوة بخطوة كانت مفاتيح نجاحه.
كما تُشير إلى دور كبير للتعليم المهني، التدريب العملي، والتجربة الميدانية في تحويل شاب يتدرّب في مخرطة إلى صاحب مصانع صناعية تصنع آلات معقدة لصالح مشاريع البناء والمناجم حول العالم.