
بعد 15 سنة من التخبّط: أين وصلت مشاريع “Akkuyu” النووية؟
في الذكرى الخامسة عشرة على توقيع اتفاقية مشروع Akkuyu النووي، يواجه المشروع جملة من التأخيرات والمشاكل التي تعكس التحديات المعقّدة لإنجاز أول محطة نووية في تركيا. حتى اليوم، لم تحقق المحطة إنتاجًا فعليًا للكهرباء على الرغم من أن الإعلان الأول كان يشير إلى بدء التشغيل الكامل في عام 2023.
البداية والتوقيع والوعود
تم توقيع الاتفاقية في عام 2010 بين الحكومتين التركية والروسية، حيث توّلت شركة روسية تشغيل المشروع بشكل كامل. حينها، عُدّ المشروع خطوة استراتيجية لتقليل الاعتماد على الغاز المستورد، وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.
لكن المشروع واجه من البداية عقبات قانونية وتقنية: مُعارضات بشأن تقييم الأثر البيئي، شكاوى بحقوق الأراضي، تأخير في التصاريح، وأزمات في التمويل.
الواقع الحالي وردّ روسيا
بعد سنوات من العمل على البنية التحتية وتجهيز الموقع، لا تزال المحطة بلا إنتاج كهربائي يُذكر. التوقع بأن المحطة ستكون جاهزة للاستخدام الكامل في 2023 لم يَتحَقَّق، وبالرغم من ذلك، روسيا صرّحت مؤخرًا أن المشاكل المالية واللوجستية التي كانت قائمة قد تمّت معالجتها، وأن التمويل أصبح متوفّرًا الآن، وأن مراحل البناء ستُستأنف.
في تصريح من مسؤول روسي في Rosatom، قال إن تلك الصعوبات “تمّت التغلب عليها بمساعدة الحكومة الروسية” وأن العمل في الموقع سيُكثَّف خلال الفترة القادمة.
كما ذكرت بعض المصادر أن المشروع سعى إلى البحث عن شركاء جدد بعد أن تعطّلت بعض التدفقات المالية بسبب عقوبات أو عراقيل تحويلات مالية من روسيا إلى تركيا.
التحديات والمعوقات البارزة
التأخير في بدء التشغيل: بالرغم من أن بعض أجزاء المشروع مُكتملة أو قيد الإنهاء، إلا أن التشغيل لم يبدأ أو لم يُسجَّل إنتاج ملموس للكهرباء.
تمويل ومعوقات دولية: عقوبات أو تحفّظات على تحويل الأموال من روسيا أثرت على التدفق المالي للمشروع.
المساءلة والشفافية: يُنتقد أن الاتفاقية مُعفاة جزئيًا من رقابة بعض الجهات أو من التراخيص التنظيمية، ما يثير تساؤلات حول الموثوقية القانونية للمشروع.
المصاريف والضمانات: العقد ينصّ على أن روسيا تبيع الكهرباء بسعر مضمون مرتفع لسنوات، مما يُشكّل عبئًا على الخزينة التركية إذا لم يُحقَّق المشروع إنتاجًا اقتصاديًا وكافياً.
ما الذي يُنتظر في المستقبل؟
إذا نجح الجانب الروسي في تنفيذ ما أعلنته من تسوية مالية وتجاوز العقبات اللوجستية، قد نشهد خلال الأشهر القليلة القادمة عودة النشاط المكثف في الموقع، وربّما إطلاق أول وحدات الإنتاج.