الخطوط التركية تحتفي بتخرج دفعة جديدة من الطيارين

الخطوط التركية تحتفي بتخرج دفعة جديدة من الطيارين
الخطوط التركية تحتفي بتخرج دفعة جديدة من الطيارين

الخطوط التركية تحتفي بتخرج دفعة جديدة من الطيارين

احتفلت شركة الخطوط الجوية التركية (Turkish Airlines) بتخريج دفعة جديدة من الطيارين الذين أكملوا بنجاح برنامج التدريب المكثّف الذي تقدمه أكاديمية الطيران التابعة لها، وذلك في حفل رسمي أقيم في إسطنبول بحضور قيادات الشركة ومسؤولين من قطاع الطيران المدني وأسر الخريجين.
ويأتي هذا التخرج في وقت تشهد فيه الشركة توسعاً كبيراً في أسطولها وشبكة رحلاتها العالمية، بما يعكس استراتيجيتها لتعزيز قدراتها التشغيلية ومكانتها كواحدة من أبرز شركات الطيران في العالم.

أقيم حفل التخرج في مقر أكاديمية الطيران التابعة للخطوط الجوية التركية، وسط أجواء احتفالية امتزجت بالفخر والاعتزاز. وشهد الحفل تسليم شهادات التخرج للطيارين الجدد الذين أتموا جميع مراحل التدريب النظري والعملي، والتي استمرت على مدار أكثر من عام ونصف.
وقد تضمن البرنامج التدريبي دروساً مكثفة في علوم الطيران، والملاحة الجوية، والتعامل مع المواقف الطارئة، إلى جانب ساعات طويلة من الطيران العملي في أجهزة المحاكاة الحديثة، ثم رحلات تدريبية ميدانية على الطائرات الفعلية.

وفي كلمة خلال الحفل، هنأ المدير العام للخطوط الجوية التركية الخريجين الجدد قائلاً:

"إنّكم تمثلون الجيل الجديد من طياري الخطوط الجوية التركية، وتحملون على عاتقكم مسؤولية كبيرة تجاه الركاب والوطن. إن التزامكم وتفانيكم خلال فترة التدريب يجسدان قيم شركتنا التي تؤمن بالكفاءة والانضباط والتميز في الخدمة".

تُعد أكاديمية الطيران التركية، التي تأسست عام 2004، من أبرز مؤسسات التدريب على الطيران في أوروبا والشرق الأوسط. وتضم الأكاديمية أحدث أجهزة المحاكاة وأنظمة التدريب الرقمية، وتعمل وفقاً لأعلى معايير السلامة والجودة المعتمدة من منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) والاتحاد الأوروبي للنقل الجوي.
وقد نجحت الأكاديمية منذ تأسيسها في تخريج آلاف الطيارين الذين التحقوا بأسطول الخطوط الجوية التركية أو بشركات طيران أخرى داخل وخارج تركيا.

وأكدت إدارة الأكاديمية أن برنامج تدريب الطيارين الجدد يركز على الدمج بين المعرفة النظرية الدقيقة والمهارة العملية العالية، مع التركيز على تعزيز ثقافة السلامة والمسؤولية.
وأوضح أحد مدربي الأكاديمية أن كل متدرب يخضع لما يزيد على 2000 ساعة تدريبية تتوزع بين المحاكاة الجوية والتدريب الأرضي والطيران الفعلي، مشيراً إلى أن "الهدف ليس فقط تخريج طيارين قادرين على القيادة، بل كوادر مؤهلة للتعامل مع مختلف الظروف التشغيلية والمناخية حول العالم".

يأتي هذا التخرج الجديد في إطار خطة الشركة الاستراتيجية التي تهدف إلى دعم أسطولها المتنامي. فقد أعلنت الخطوط الجوية التركية في وقت سابق عن خطط لزيادة عدد طائراتها إلى أكثر من 800 طائرة بحلول عام 2033، في إطار رؤيتها للتحول إلى أكبر ناقل عالمي يربط بين القارات الخمس.
وتدير الشركة حالياً واحدة من أضخم شبكات النقل الجوي في العالم، حيث تسير رحلاتها إلى أكثر من 340 وجهة في 130 دولة، وتُعتبر من أكثر الشركات توسعاً من حيث عدد الوجهات الدولية.

وقد أوضح المتحدث باسم الشركة أن "زيادة عدد الطيارين المؤهلين داخلياً يعد خطوة استراتيجية لتقليل الاعتماد على الطيارين الأجانب ولضمان استدامة الكفاءة التشغيلية مع توسّع الأسطول"، مشيراً إلى أن الشركة تفتح أبوابها سنوياً لمئات المتدربين الجدد من تركيا وخارجها.

اللافت في حفل هذا العام كان ارتفاع نسبة الخريجات من النساء ضمن الدفعة الجديدة، ما يعكس حرص الخطوط الجوية التركية على تعزيز مبدأ المساواة في الفرص وتشجيع المرأة على خوض مجال الطيران، الذي ظل لسنوات طويلة حكراً على الرجال.
وقد أكدت إحدى الخريجات في تصريحاتها أن "التحليق في السماء كان حلم حياتها، واليوم تحقق بفضل الدعم والتدريب الذي وفرته الأكاديمية"، مضيفة أن "المرأة التركية باتت تثبت حضورها في جميع المجالات، والطيران ليس استثناءً".

من جهته، أشار رئيس مجلس إدارة الشركة إلى أن "تخريج هذه الدفعة الجديدة يمثل خطوة مهمة ضمن رؤية تركيا 2033 للطيران المدني"، مؤكداً أن الدولة تولي اهتماماً كبيراً بتطوير الكوادر الوطنية المؤهلة في هذا القطاع الحيوي.
وأضاف أن الخطوط الجوية التركية لا تكتفي بإعداد الطيارين فحسب، بل تسعى أيضاً إلى تطوير مهندسي الصيانة والمضيفين الجويين ومديري العمليات، لضمان تكامل المنظومة التشغيلية بأعلى مستويات الكفاءة.

اختُتم الحفل بعرض مرئي يوثّق رحلة المتدربين منذ التحاقهم بالأكاديمية وحتى لحظة تخرجهم، تلاه أداء القسم المهني للطيارين الجدد الذين تعهدوا بالالتزام بقواعد السلامة والشرف المهني في أداء مهامهم.
ثم التُقطت الصور التذكارية للخريجين مع عائلاتهم ومدربيهم وسط أجواء من الفخر والبهجة، فيما تم الإعلان عن بدء دمجهم تدريجياً ضمن فرق قيادة الطائرات في رحلات الشركة المحلية والدولية خلال الأشهر المقبلة.

وبهذا التخرج، تؤكد الخطوط الجوية التركية مجدداً ريادتها في إعداد جيل جديد من الطيارين الأكفاء، القادرين على قيادة مستقبل الطيران التركي نحو آفاق أوسع من التميز والنجاح، مستندين إلى إرث عريق يمتد منذ عام 1933، حين انطلقت أولى رحلات الشركة بطائرة واحدة فقط، لتصبح اليوم واحدة من أعظم شركات الطيران على مستوى العالم.

مشاركة على: