النجاح الرياضي للشباب العرب في تركيا من الهواية إلى الاحتراف
إسطنبول – نيو ترك بوست
تتوسع في السنوات الأخيرة مشاركة الشباب العرب في مختلف الأنشطة الرياضية داخل تركيا، مدفوعة ببرامج الاندماج والمبادرات البلدية التي فتحت الملاعب والمراكز التدريبية أمام الجميع.
وبينما بدأت القصة كهواية في الأحياء والمدارس، تحوّل كثير من هؤلاء الشباب إلى لاعبين واعدين في أندية محلية وجامعية.
⚽ برامج رسمية تشجع الاندماج عبر الرياضة
أطلقت وزارة الشباب والرياضة التركية، بالتعاون مع البلديات الكبرى، برامج مثل “شبابنا أقوياء” (Gençlerimiz Güçlü) و**“الرياضة جسر للتواصل”**، لتشجيع مشاركة الأطفال والمراهقين من الجاليات الأجنبية في الأنشطة الرياضية.
ووفقًا لبيانات رسمية من الوزارة لعام 2025، شارك أكثر من 1500 شاب أجنبي في هذه البرامج، بينهم نسبة كبيرة من أبناء الجالية العربية، خصوصًا في ولايات إسطنبول، غازي عنتاب، وأنطاكيا.
🏅 نماذج عربية ملهمة
في مدينة غازي عنتاب، يشارك عدد من المراهقين السوريين في فرق كرة القدم التابعة لمراكز الشباب البلدية،
بينما تضم مدارس بورصة وأنقرة لاعبين عرب مميزين في كرة السلة والجمباز.
وتشير تقارير محلية إلى أن بعضهم انتقل فعلًا إلى الأكاديميات الرياضية التابعة لأندية محترفة مثل غلطة سراي وباشاك شهير، بعد اجتياز اختبارات رسمية.
يقول أحد مدربي الأكاديميات في إسطنبول:
“المواهب العربية لفتت أنظارنا في الأعوام الأخيرة، خاصة الأطفال اللي بدأوا يتعلموا اللغة التركية من خلال الرياضة.”
💬 الرياضة تبني الثقة وتكسر الحواجز
يرى مختصون اجتماعيون أن مشاركة العرب في الرياضة التركية تساهم في تعزيز التفاهم الثقافي ودمج الأجيال الجديدة بالمجتمع المحلي،
خصوصًا وأن كثيرًا من هؤلاء الأطفال واجهوا في البداية صعوبات لغوية وثقافية.
تقول “أسماء.ح”، أم مصرية مقيمة في أنطاليا:
“ابني كان خجول جدًا أول ما وصلنا، لكن لما اشترك في النادي بقى عنده أصحاب أتراك واتعلم اللغة بسرعة.”
🏟️ الطريق إلى الاحتراف
بعض البلديات التركية بدأت خلال 2025 توقيع بروتوكولات تعاون مع اتحادات محلية لرياضات مثل كرة القدم والمصارعة والجودو،
تتيح للمواهب الأجنبية المشاركة في بطولات رسمية بعد تقييم أدائهم.
وتشير بيانات الاتحاد الرياضي التركي إلى أن نحو 70 لاعبًا عربيًا شاركوا هذا العام في بطولات الهواة المعتمدة، وهو رقم قياسي مقارنة بالسنوات السابقة.
🧭 رؤية نيو ترك بوست
ترى نيو ترك بوست أن الرياضة أصبحت اليوم بوابة حقيقية للاندماج الإيجابي،
ومسارًا جديدًا لتقديم صورة مشرقة عن الجالية العربية في تركيا، التي باتت تشارك بفعالية في المجتمع المحلي.
وتشيد الوكالة بدور البلديات والمؤسسات التعليمية في دعم هذا المسار،
مؤكدة أن الجيل العربي الجديد في تركيا بدأ يكتب قصته بنفسه — من الحلم إلى الاحتراف.