العرب يتقنون اللغة التركية أسرع من غيرهم.. وهذه الأسباب
إسطنبول – نيو ترك بوست
تؤكد تقارير تربوية صادرة عن عدد من معاهد تعليم اللغة التركية أن الدارسين العرب يحققون أسرع معدل في اكتساب اللغة مقارنة بالمتعلمين من أوروبا وآسيا،
ويُرجع الخبراء ذلك إلى التقارب بين العربية والتركية في المفردات والتعبيرات، إضافة إلى الاندماج اليومي المباشر في الحياة التركية.
🗣️ تشابه لغوي يسهل الفهم والنطق
وفقًا لبيانات “معهد يونس إمره” لعام 2025، فإن الطلاب الناطقين بالعربية يتمكنون من بلوغ المستوى B1 في فترة تتراوح بين 4 إلى 6 أشهر،
بينما يحتاج متحدثو اللغات الأوروبية إلى مدة تصل إلى 9 أشهر في المتوسط للوصول إلى نفس المستوى.
يقول المدرّس التركي “إمره توبراق”:
“العرب يتقبلون قواعد اللغة بسهولة لأن لديهم مرجعًا نحويًا قويًا، وكثير من المفردات التركية أصلها عربي أو مألوف النغمة بالنسبة لهم.”
📚 مفردات تركية من أصل عربي
تشير دراسات لغوية إلى أن ما بين 6 إلى 8 آلاف كلمة تركية ذات أصل عربي مباشر أو مشتق صوتيًا.
ومن أكثرها استخدامًا في الحياة اليومية كلمات مثل:
kitap (كتاب)، saat (ساعة)، insan (إنسان)، sabır (صبر)، hak (حق)، adalet (عدالة).
ويؤكد المختصون أن هذا التقارب يمنح المتعلم العربي ميزة ذهنية فورية في الفهم والاستيعاب.
🧩 البيئة اليومية عامل حاسم
يرى مدرسو اللغة أن البيئة التركية نفسها تساعد المتعلم العربي على الممارسة اليومية دون انقطاع.
فمن التسوق إلى المواصلات والعمل، يجد المقيم نفسه مجبرًا على التحدث بالتركية يوميًا.
تقول “ميادة.س”، طالبة سورية في إسطنبول:
“بدأت أتعلم اللغة في المعهد، لكن تقدّمي الحقيقي حصل في السوق، لما بدأت أتكلم مع الأتراك في حياتي اليومية.”
🎓 دور مراكز التعليم الشعبي والجامعات
تستضيف مراكز “Halk Eğitim” المجانية آلاف الطلاب العرب سنويًا، بينما توفر الجامعات التركية دورات لغة خاصة بالأجانب.
وفي السنوات الأخيرة، زادت الجامعات من عدد الفصول التي تدرّس التركية للطلاب العرب الجدد بنسبة 30%.
💬 أصعب ما يواجه المتعلم العربي
ورغم سرعة التقدّم، يواجه العرب صعوبة في اللهجات المحلية بين المدن التركية، إضافة إلى بعض القواعد الصوتية الصعبة مثل حرف “ö” و“ü”.
لكن الخبراء يرون أن هذه العقبات مؤقتة وتُحلّ بالممارسة اليومية.
🧭 رؤية نيو ترك بوست
ترى نيو ترك بوست أن قدرة العرب على تعلّم اللغة التركية بسرعة تمثل نقطة قوة أساسية في الاندماج المجتمعي،
وتفتح الباب أمام فرص أوسع في سوق العمل والتعليم.
وتشجع الوكالة الجالية العربية على الاستفادة من المراكز المعتمدة والدورات المجانية المتاحة في كل الولايات،
فإتقان اللغة هو الخطوة الأولى نحو استقرار دائم وحياة أفضل في تركيا.