إنذار أصفر:عاصفةوأمطار غزيرةبإسطنبول ومحيطها الساعات المقبلة

أصدرت المديرية العامة للأرصاد الجوية التركية (MGM) تحذيرًا رسميًا جديدًا بشأن حالة الطقس في إسطنبول والمناطق المحيطة بها، حيث توقّعت هطول أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية قوية خلال الساعات والأيام المقبلة.
التحذير الذي نُشر عبر CNN Türk ووسائل إعلام رسمية أخرى، جاء مصحوبًا بإنذار “من المستوى الأصفر” يشمل ولايات إسطنبول، كوجالي، سكاريا، يالوفا، وتكيرداغ، مع احتمال توسّعه إلى مناطق أخرى في بحر مرمرة مع تحرّك الكتلة الهوائية الباردة القادمة من شمال البلاد.

ووفقاً لتقارير الأرصاد، تبدأ التأثيرات الفعلية للمنخفض الجوي مساء السبت وتمتد حتى مساء الأحد، حيث من المتوقع أن تشهد إسطنبول تساقطًا غزيرًا للأمطار في فترات قصيرة، وهو ما قد يؤدي إلى فيضانات محلية مؤقتة في المناطق المنخفضة وانسداد بعض شبكات الصرف في الشوارع المزدحمة.

كما حذّرت الهيئة من رياح قوية تتراوح سرعتها بين 50 و70 كيلومترًا في الساعة، خصوصًا في المناطق الساحلية المطلة على بحر مرمرة، مع احتمال ارتفاع الأمواج واضطراب حركة الملاحة البحرية في بعض المرافئ.

وأشار خبراء الأرصاد إلى أن السبب وراء هذا الاضطراب المفاجئ في الطقس هو التقاء كتل هوائية باردة قادمة من شمال البحر الأسود مع تيارات دافئة رطبة قادمة من الجنوب الغربي، ما يخلق حالة من عدم الاستقرار الجوي تستمر لفترة قصيرة لكنها شديدة التأثير.

ودعت إدارة الأرصاد جميع المواطنين إلى توخي الحذر أثناء القيادة، والابتعاد عن المناطق المنخفضة والممرات المائية خلال فترات الأمطار الكثيفة، إضافةً إلى تأمين الأسطح والنوافذ والمظلات لتجنّب أضرار الرياح القوية.

بلدية إسطنبول الكبرى (İBB) أعلنت من جهتها حالة الاستعداد القصوى، حيث أطلقت فرق الطوارئ التابعة لها في مختلف الأحياء استعدادًا للتعامل مع أي حوادث تسرب أو تجمع مياه محتملة. وأشارت البلدية إلى أنّ أكثر المناطق عرضة لتجمّع المياه هي أحياء أفجلار، كارتال، الفاتح، وأسنيورت، مؤكدة أنّ طواقمها في حالة تأهب مستمر.

كما حثّت السلطات السكان على متابعة التحذيرات الجوية الرسمية فقط عبر حسابات الأرصاد والبلدية، وعدم الانسياق وراء الشائعات أو الأخبار غير الدقيقة المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ويأتي هذا التحذير بعد سلسلة من التقلّبات الجوية التي شهدتها تركيا خلال الأسابيع الماضية، إذ شهدت مناطق من غرب البلاد أمطارًا غزيرة في أواخر أكتوبر، بينما تعرضت ولايات البحر الأسود لرياح عاتية تسببت في سقوط الأشجار وتعطل بعض الرحلات البحرية.

وبحسب الخبراء، فإن مثل هذه التقلّبات تعتبر جزءًا من الانتقال الطبيعي من الخريف إلى الشتاء، لكن شدّتها في بعض السنوات تزداد نتيجة التغيرات المناخية العالمية.

ومن المتوقع أن تستقر الأحوال الجوية تدريجيًا اعتبارًا من منتصف الأسبوع المقبل، مع انخفاض درجات الحرارة بمعدل 3 إلى 5 درجات مئوية في إسطنبول ومحيطها.
وتنصح الأرصاد بارتداء ملابس دافئة وتجنّب الخروج غير الضروري خلال ساعات ذروة الأمطار، خاصة للأطفال وكبار السن.

يبقى السؤال الأهم: هل ستشهد إسطنبول هذا العام موسم شتاء أكثر قسوة من المعتاد؟
الجواب الأولي من خبراء الطقس هو “نعم، ولكن بشكل متقطع”، إذ تشير المؤشرات الحالية إلى أن موسم الأمطار سيكون أطول وأكثر كثافة من العام الماضي، مع احتمالات مرتفعة لتساقط الثلوج في شهري يناير وفبراير.

حتى ذلك الحين، تبقى التوصية الرسمية واضحة:

“احملوا مظلاتكم، وتابعوا نشرات الأرصاد، فالأمطار قادمة بقوة إلى إسطنبول.”