زيادة رأس مال قيصري شيكر : إنعاش للثقة بعد الهبوط
أنقرة – 8 نوفمبر 2025
أعلنت شركة "قيصري شيكر" (Kayseri Şeker) التركية، إحدى أبرز الشركات العاملة في قطاع الصناعات الغذائية والسكر في تركيا، عن قرارها الرسمي بزيادة رأسمالها بنسبة 324.92917%، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لإنعاش الثقة في السهم بعد تراجع قيمته الحاد خلال العامين الماضيين.

من القمة إلى القاع: رحلة سهم KAYSE
سهم الشركة الذي كان يتداول عند 56 ليرة تركية في أغسطس 2023، شهد مسارًا هبوطيًا طويلًا على مدار العامين الماضيين، ليفقد نحو ثلاثة أرباع قيمته ويصل إلى 15 ليرة تركية فقط.
ويُتداول السهم حاليًا عند نحو 18 ليرة تركية، وفق بيانات بورصة إسطنبول (Borsa İstanbu l) ، مما يجعله واحدًا من أكثر الأسهم تقلبًا في قطاع الصناعات الغذائية التركي.
ورأى محللون أن القرار الأخير للشركة قد يمنح بعض الأمل للمستثمرين الذين احتفظوا بأسهمهم رغم الخسائر الكبيرة، إذ ستُوزّع الأسهم المجانية الجديدة على المساهمين المسجلين دون الحاجة إلى أي طلبات إضافية أو رسوم.

تفاصيل قرار زيادة رأس المال
أصدرت الشركة بيانًا رسميًا على منصة الإفصاح العام التركية (KAP)، أكدت فيه رفع رأس المال المصدر من 706 مليون ليرة تركية إلى 3 مليارات ليرة تركية، بزيادة قدرها 2.294 مليار ليرة، يتم تمويلها بالكامل من بند فروق تسوية رأس المال في الميزانية.
وقالت الشركة في بيانها:
"يتم تنفيذ هذه الزيادة عبر إصدار منحة مجانية من الموارد الداخلية، وسيتم توزيع الأسهم التي تمثل رأس المال الجديد على المساهمين الحاليين بشكل مجاني، بما يتناسب مع حصصهم القائمة."
بهذه الخطوة، سيحصل كل مستثمر يمتلك 100 لوت (سهم) على 424 لوت بعد الزيادة، دون أي تكاليف أو إجراءات إضافية.
ماذا تعني هذه الزيادة للمستثمرين؟
من الناحية النظرية، لن يتغير إجمالي قيمة استثمار المساهم بعد الزيادة، إذ سيُعاد احتساب سعر السهم وفق آلية التقسيم الجديدة.
فإذا كان السهم يُتداول عند 18 ليرة تركية قبل الزيادة، فمن المتوقع أن ينخفض سعره إلى نحو 4.25 ليرة بعد توزيع الأسهم المجانية، بما يتناسب مع الزيادة في عدد الأسهم.
ويؤكد محللون في بورصة إسطنبول أن هذا النوع من الزيادات في رأس المال عادةً ما يهدف إلى:
تحسين السيولة في السوق.
رفع معنويات المستثمرين عبر المنح المجانية.
إعادة تقييم الشركة بشكل أكثر شفافية.
الخطوات القانونية التالية
ذكرت "قيصري شيكر" أن القرار سيتم رفعه إلى مجلس أسواق المال التركي (SPK) للموافقة الرسمية، قبل تحديد موعد توزيع الأسهم المجانية.
وبمجرد حصولها على الموافقة، ستُعلن الشركة التاريخ الرسمي لاستحقاق المستثمرين — وهو التاريخ الذي يُحتسب عنده من يملك الأسهم في حسابه كصاحب حق في المنحة.
وأضافت الشركة أن جميع الإجراءات ستُنفذ وفقًا للقانون التجاري التركي، وأن إدارة الشركة حصلت على تفويض كامل من مجلس الإدارة للتنسيق مع وكالة السجل المركزي (MKK) وجميع الجهات التنظيمية ذات الصلة.
خلفية عن شركة "قيصري شيكر"
تُعد شركة Kayseri Şeker Fabrikası A.Ş. إحدى أكبر منتجي السكر في تركيا، وتأسست في خمسينيات القرن الماضي بهدف دعم الإنتاج الزراعي المحلي عبر معالجة البنجر السكري وإنتاج السكر الأبيض.
وتُشغّل الشركة اليوم عدة مصانع في مناطق مختلفة من تركيا، وتُعد جزءًا أساسيًا من سلسلة التوريد الزراعية في وسط الأناضول.
كما تمتلك الشركة استثمارات في مجالات الزراعة والطاقة الحيوية والمعدات الصناعية، وتُدرج أسهمها في بورصة إسطنبول تحت الرمز KAYSE.
نظرة تحليلية: هل تكفي الخطوة لإنعاش السهم؟
يرى المحلل المالي التركي مراد دمير أن هذه الخطوة قد تشكّل "استراحة محارب" للمستثمرين الذين عانوا من خسائر كبيرة في السهم، لكنها لا تعني بالضرورة أن السعر سيعود إلى مستوياته السابقة.
وقال في تصريح لصحيفة Dünya Finans:
"زيادة رأس المال المجاني تمنح شعورًا مؤقتًا بالتحسن النفسي للمستثمرين، لكنها لا تغير جوهر الأداء المالي للشركة. المطلوب الآن هو خطة نمو واستدامة واضحة."
وأضاف أن أداء الشركة في الربع الرابع من 2025 سيحدد مدى استجابة السوق لهذه الخطوة، مشيرًا إلى أن القطاع الزراعي والصناعي التركي يواجه تقلبات حادة بسبب التضخم وتكاليف الطاقة.
تأثير القرار على السوق
تفاعل المستثمرون مع الخبر بإيجابية أولية، حيث شهد السهم ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 2.3% في جلسة التداول التالية لإعلان القرار، قبل أن يستقر مجددًا قرب 18.10 ليرة تركية.
ورجّح محللون أن تشهد الفترة المقبلة ارتفاعًا في حجم التداول على السهم مع اقتراب موعد الموافقة الرسمية من مجلس أسواق المال.
الخلاصة
تمثل زيادة رأسمال شركة "قيصري شيكر" بنسبة 324.92917% تحولًا استراتيجيًا مهمًا في مسار الشركة، إذ تهدف إلى تعزيز ثقة المستثمرين بعد فترة من التراجع المستمر في القيمة السوقية.
لكن يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الشركة من تحويل هذه الخطوة المالية إلى انتعاش فعلي في أدائها الصناعي؟
الأسابيع المقبلة ستكشف ما إذا كانت هذه الزيادة مجرد خطوة رمزية لإعادة التوازن في السوق، أم بداية مرحلة جديدة من النمو والاستقرار في أحد أهم القطاعات الزراعية في تركيا.