العرب في تركيا.. التحديات النفسية وطرق تجاوز شعور الغربة
إسطنبول – نيو ترك بوست
رغم أن تركيا أصبحت محطة رئيسية لاستقرار مئات الآلاف من العرب، فإن الكثير منهم لا يزال يواجه تحديات نفسية ناتجة عن الغربة، وضغوط المعيشة، واختلاف الثقافة.
وتكشف شهادات عديدة أن التأقلم في تركيا ليس مجرد مسألة أوراق قانونية أو عمل مستقر، بل هو رحلة طويلة من التوازن النفسي والاجتماعي.
🌫️ شعور الغربة… الوجه غير المرئي للحياة في تركيا
تعكس تجارب المقيمين أن الشعور بالوحدة يزداد في الأسابيع الأولى من الاستقرار، خصوصًا للعائلات التي انتقلت من أوطانها هربًا من الأزمات أو بحثًا عن حياة أفضل.
كثيرون يشتكون من:
صعوبة تكوين صداقات جديدة
اختلاف اللغة
افتقاد الروتين القديم
الضغوط المالية
محدودية الدعم العائلي القريب
تقول سمر (سورية، 29 عامًا):
“أول سنة في إسطنبول كانت من أصعب سنوات حياتي… كنت حاسة إني ضايعة، لحد ما بدأت أتعرف على ناس وأتعلم لغة بسيطة.”
🧠 التحديات النفسية الأكثر شيوعًا بين العرب في تركيا
القلق من المستقبل وعدم الثبات القانوني
بين الإقامات والسكن والعمل، تظل الأوراق أكثر شيء يضغط على الأعصاب.
ضغط العمل وقلة الإجازات
العمال العرب غالبًا يعملون في وظائف مرهقة وبرواتب متوسطة.
الشعور بفقدان الانتماء
معظم العرب يشعرون أنهم “بين عالمين”… لا هم هنا بالكامل ولا هناك كما كانوا.
البعد عن الأسرة الممتدة
الأهل في بلد، والأبناء في بلد آخر… مشاعر صعبة على الجميع.
🤝 طرق تجاوز الغربة… تجارب ناجحة
🔹 1. الاندماج اللغوي
تعلم الأساسيات التركية يفتح الباب للحديث مع الجيران، السوق، أصحاب العمل… ويحسّن الشعور بالثقة.
🔹 2. الانضمام للجاليات والمجموعات
الجمعيات العربية في إسطنبول وبورصة وغازي عنتاب تقدم دعمًا حقيقيًا، من فعاليات إلى نصائح قانونية.
🔹 3. الحفاظ على الروتين العائلي
جلسة قهوة عربية، طبخة من البلد، صلاة الجمعة في مسجد عربي… كلها عناصر تربط الشخص بجذوره.
🔹 4. ممارسة الرياضة والخروج اليومي
الرياضة تساعد–بحسب خبراء–في تقليل التوتر بنسبة 30%.
يقول عدنان (عراقي، 43 عامًا):
“كنت مكتئب لحد ما بدأت ألعب كرة قدم مع شباب عرب. حياتي اتغيرت.”
❤️ عائلات عربية تتجاوز الغربة بالمساندة
تظهر قصص كثيرة أن العائلة هي العامل الأقوى في تخفيف الغربة.
تقول ريم (يمنية):
“وجود زوجي وأولادي جنبي خلّاني أقوى… الغربة صعبة، لكن إحنا لبعض.”
🧭 رؤية نيو ترك بوست
ترى الوكالة أن الجانب النفسي هو أحد أهم جوانب حياة الجاليات العربية في تركيا، وهو عنصر محوري في فهم تجربتهم الحقيقية.
وتشجّع “نيو ترك بوست” كل مقيم عربي على طلب الدعم، والتواصل، والمشاركة في المجتمع المحيط… لأن الغربة تُهزم حين لا نواجهها وحدنا.