طرق فعّالة لخفض استهلاك الوقود في الشتاء
مع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، ترتفع معدلات استهلاك الوقود لدى معظم السائقين بشكل ملحوظ مقارنة بفصل الصيف. وترجع هذه الزيادة إلى أسباب ميكانيكية وفنية تتعلق بأداء المحرك والبطارية والإطارات، إضافة إلى عوامل مرتبطة بطبيعة القيادة في الطقس البارد. وفي ظل ارتفاع أسعار الوقود، يزداد اهتمام السائقين بالتعرف إلى أفضل الطرق التي تساعد على تقليل الاستهلاك دون التأثير على راحة القيادة أو سلامتها.
ويؤكد خبراء السيارات أن أول خطوة لتوفير الوقود في الشتاء تبدأ من الإحماء الصحيح للمحرك. فعلى عكس الاعتقاد الشائع بضرورة ترك السيارة تعمل لمدة طويلة قبل التحرك، أظهرت التجارب أن إحماء المحرك لمدة تتراوح بين 30 إلى 60 ثانية فقط هو الوقت المثالي. الإحماء المفرط يؤدي إلى استهلاك كمية إضافية من الوقود دون أي فائدة حقيقية، بينما الانطلاق بهدوء يسمح للمحرك بالوصول إلى حرارته التشغيلية بشكل طبيعي أثناء السير.
ويُعد ضغط الإطارات أحد العوامل الرئيسية المؤثرة على معدل استهلاك الوقود في الشتاء، إذ ينخفض الضغط تلقائيًا مع انخفاض درجات الحرارة، مما يزيد من الاحتكاك مع الطريق. هذا الاحتكاك الإضافي يجعل المحرك يبذل جهدًا أكبر لدفع السيارة، وبالتالي يستهلك كمية أكبر من الوقود. لذلك ينصح الخبراء بفحص ضغط الإطارات مرة أسبوعيًا في الشتاء، وضبطه وفق القيم الموصى بها من الشركة المصنعة. كما أن استخدام إطارات شتوية جيدة يساعد على تحسين الثبات واستهلاك الوقود.
أما بالنسبة للسوائل والفلاتر، فإن تغيير زيت المحرك في الوقت المناسب واستخدام الزيت المناسب للشتاء يساعدان على تحريك المحرك بسلاسة أكبر، لأن الزيوت الأكثر لزوجة في البرد قد تزيد من الحمل على المحرك. كذلك يؤثر فلتر الهواء المتسخ على كمية الهواء الداخل إلى المحرك ويجعل عملية الاحتراق أقل كفاءة، وبالتالي يزيد استهلاك الوقود بنسبة قد تصل إلى 10٪ في بعض الحالات. لذا يُنصح بفحص الفلاتر وتنظيفها أو تغييرها إذا تطلّب الأمر.
ومن العوامل التي يغفل عنها الكثيرون الأحمال الزائدة داخل السيارة أو تثبيت حاملات السقف وصناديق التخزين في غير وقت الحاجة. هذه العناصر تزيد من مقاومة الهواء، خاصة عند السرعات العالية، مما يؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في استهلاك الوقود. إزالة أي وزن غير ضروري وتفريغ صندوق السيارة من الأشياء غير المستخدمة يمكن أن يوفر نسبة جيدة من الاستهلاك على المدى الطويل.
ويعتبر أسلوب القيادة أحد أهم العناصر التي تحدد كمية الوقود المستهلكة. فالقيادة السلسة وتجنب التسارع المفاجئ واستخدام الفرملة التدريجية يمكن أن تقلل استهلاك الوقود بنسبة تتراوح بين 15% و25%. وفي الطرق الطويلة، يعد استخدام مثبت السرعة—إن وجد—أفضل خيار للحفاظ على سرعة ثابتة، وبالتالي تقليل الضغط على المحرك.
كذلك يجب الانتباه إلى استخدام نظام التدفئة داخل السيارة. ورغم أنه يعتمد بشكل أساسي على حرارة المحرك ولا يستهلك كمية كبيرة من الوقود، إلا أن تشغيله بأقصى درجة طوال الوقت قد يزيد الحمل على نظام السيارة. ينصح الخبراء بتشغيل التدفئة على درجات معتدلة وتوجيه الهواء بشكل مناسب للحصول على الدفء المطلوب دون استهلاك مفرط.
ولا يمكن تجاهل تأثير الطقس الشتوي القاسي على الاقتصاد في استهلاك الوقود. فالقيادة على الطرق المبللة أو الثلجية تتطلب قوة إضافية من المحرك بسبب زيادة مقاومة السطح، بينما تؤدي الرياح القوية إلى خلق مقاومة هوائية أكبر. لذلك، من الأفضل التخطيط للرحلات الشتوية، واختيار الطرق الأكثر أمانًا والأقل ازدحامًا، وتجنب القيادة في أوقات الطقس السيئ قدر الإمكان.
كما يسهم الحفاظ على صيانة البطارية في توفير الوقود، لأن البطارية الضعيفة تضطر المحرك إلى بذل جهد إضافي لتوليد الطاقة المطلوبة. فحص البطارية وتنظيف أقطابها واستبدالها إذا اقتربت من نهاية عمرها يساعد على تحسين أداء السيارة عمومًا.
ويجمع خبراء السيارات على أن اتباع هذه النصائح لا يحسن فقط استهلاك الوقود في الشتاء، بل يزيد أيضًا من عمر المحرك ويقلل الأعطال التي قد تحدث بسبب الإجهاد الزائد. ومع التطبيق المتواصل لهذه الخطوات، يمكن للسائقين ملاحظة توفير فعلي في الاستهلاك وتحسين في أداء السيارة خلال أشهر البرد.