تحليل: كيف ستتغير إجراءات دخول أوروبا بحلول 2026؟
إسطنبول – نيو ترك بوست
تشهد أوروبا خلال السنوات الأخيرة استعدادات واسعة لإحداث أكبر تغيير في تاريخ نظام دخول المسافرين إلى منطقة الشنغن. فبحلول عام 2026، سيصبح الدخول إلى أوروبا مختلفًا تمامًا عما اعتاد عليه المسافرون خلال العقود الماضية، بفضل نظامين ثوريين هما نظام الدخول والخروج الأوروبي EES ونظام التصريح المسبق للمسافرين ETIAS.
هذه التعديلات ليست مجرد تحديث تقني، بل إعادة صياغة كاملة لطريقة تعامل الاتحاد الأوروبي مع الحدود، والهجرة، والأمن، وتنقل الأشخاص. في التقرير التالي، تقدم نيو ترك بوست تحليلاً عميقًا لما سيحدث، ولماذا يحدث الآن، وكيف ستتغير تجربة المسافر العربي والمقيم في تركيا عند دخول أوروبا خلال السنوات القادمة.
أولاً: لماذا قررت أوروبا تغيير نظام الدخول؟
منذ تأسيس منطقة الشنغن، سمح النظام بدخول ملايين المسافرين سنويًا دون عمليات رقابة ضخمة. لكن خلال العقد الأخير، ازدادت التحديات المرتبطة بـ:
1. موجات الهجرة غير النظامية
شهدت أوروبا زيادة ملحوظة في الهجرة عبر المتوسط والحدود الشرقية، ما دفع الاتحاد الأوروبي للتشدد في آليات المراقبة.
2. تهديدات أمنية متزايدة
أحداث أمنية داخل أوروبا أعادت النقاش حول فعالية الرقابة على المسافرين القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي.
3. تزايد عدد المسافرين بعد جائحة كورونا
مع عودة السياحة الدولية ازداد الطلب على السفر إلى أوروبا بشكل كبير، ما تسبب في ضغط على القنصليات والمطارات.
4. التطور الرقمي والحاجة لنظام موحد
أوروبا تركت خلفها الأنظمة الورقية واعتمدت سياسة التحول الرقمي الكامل في الهجرة والحدود.
لهذه الأسباب، تقرر اعتماد منظومة جديدة كليًا تعتمد على البيانات البيومترية، والتحقق الإلكتروني، والتسجيل الرقمي بدلاً من الاعتماد على ختم الجواز التقليدي.
ثانياً: ما هو نظام الدخول والخروج الأوروبي (EES)؟
يُعد EES أبرز تحول في منظومة الحدود الأوروبية. وهو نظام إلكتروني موحد لتسجيل:
بصمات المسافر
صور الوجه
بيانات الدخول
بيانات الخروج
مدة الإقامة في كل زيارة
موعد التطبيق الرسمي
يبدأ التشغيل التدريجي: 12 أكتوبر 2025
التشغيل الكامل في جميع دول الشنغن: 10 أبريل 2026
كيف سيؤثر النظام الجديد على المسافرين؟
❌ لن يتم ختم الجواز بعد الآن
سيتم تسجيل الدخول والخروج إلكترونيًا بدل الختم.
✔ تقييم آلي للفترات المسموح بها للمقيمين المؤقتين
مثل 90 يومًا في كل 180 يومًا.
✔ منع تجاوز المدة
بفضل ربط بيانات الخروج بكل مسافر.
✔ تقليل الأخطاء البشرية
لأن بيانات المسافر تصبح رقمية مهما تعددت المطارات التي يستخدمها.
ماذا يعني هذا للعرب والمقيمين في تركيا؟
بالنسبة للمقيمين العرب في تركيا، وخاصة من يعتمدون على تأشيرات متعددة الدخول، سيصبح النظام أكثر:
وضوحًا
انضباطًا
ودقة في احتساب المدد
كما سيصبح تجاوز مدة الإقامة مسجلاً فورياً، ما يتطلب انتباهاً أكبر للتقيد بالقوانين.
ثالثاً: ما هو نظام ETIAS ولماذا هو مهم؟
يُعرف ETIAS بأنه "التأشيرة الإلكترونية الخفيفة" أو تصريح سفر مسبق وليس تأشيرة شنغن.
يستهدف الزائرين المعفيين من الفيزا مثل مواطني:
تركيا
دول الخليج
اليابان
كوريا
بريطانيا (بعد بريكست)
موعد التطبيق
بحسب الاتحاد الأوروبي: نهاية 2026.
كيف يعمل ETIAS؟
يقدم المسافر طلبًا عبر الإنترنت
يدفع رسومًا رمزية
يحصل على الموافقة خلال ساعات أو أيام
يبقى صالحًا لمدة 3 سنوات
يربط إلكترونيًا بجواز السفر
لماذا تم إنشاء ETIAS؟
لمنع المخاطر قبل دخول المسافر
لتقليل الضغط على مكاتب الهجرة
لتوحيد بيانات القادمين
رابعاً: ماذا سيحدث في المطارات الأوروبية بعد 2026؟
بمجرد تشغيل النظامين EES وETIAS، ستكون تجربة دخول الأوروبي مختلفة تمامًا:
قبل السفر
إن كنت من الدول المعفية من الفيزا: تحتاج ETIAS
إن كنت تحتاج شنغن: تقدم كالمعتاد
عند الوصول لمطار أوروبي
ستكون الإجراءات التالية:
1. محطة التحقق الإلكتروني (e-gates)
أخذ بصمة الوجه أو الإبهام
مطابقة البيانات مع قاعدة EES
تسجيل وقت الدخول تلقائيًا
2. التحقق من تصريح ETIAS (إن كان مطلوبًا)
3. احتمال تقليل التدابير البشرية
سيتم تقليل طوابير الجوازات تدريجيًا.
خامساً: هل سينعكس النظام على عملية طلب تأشيرة شنغن؟
حتى الآن، لم يعلن الاتحاد الأوروبي عن تغيير جذري لطريقة إصدار تأشيرة شنغن نفسها، ولكن:
✔ يوجد مشروع رسمي لتحويل التأشيرة إلى رقمية (بدلاً من الملصق الورقي)
✔ النظام التجريبي سيبدأ خلال 2025–2026
✔ لكن لم يتم إعلان تاريخ إلزامي حتى اللحظة
وبذلك، يجب كتابة أي تفاصيل عن التحول الرقمي بحذر.
سادساً: هل سترتفع رسوم الشنغن؟
لا يوجد إعلان رسمي حول زيادة رسوم التأشيرة إلى 120 يورو.
الرسوم الحالية:
90 يورو للكبار بعد الزيادة الأخيرة في يونيو 2024
45 يورو للأطفال
إعفاءات للفئات الخاصة
وبذلك، أي حديث عن رسوم جديدة يبقى في إطار الاحتمالات غير المثبتة.
سابعاً: كيف تستفيد أوروبا من النظام الجديد؟
1. تطبيق رقابة متطورة على الحدود
ستملك أوروبا بيانات دقيقة عن كل مسافر.
2. تقليل المخالفات والهجرة غير النظامية
لن يكون بالإمكان تجاوز المدة دون تسجيل النظام لذلك.
3. تحسين انسيابية الحركة داخل المطارات
4. حماية الأمن القومي الأوروبي
من خلال فحص خلفية المسافر قبل دخوله.
ثامناً: تأثير التغييرات على المسافرين من تركيا
تركيا تُعد من أعلى الدول تقدمًا بطلبات شنغن سنويًا.
وبالنسبة للمقيمين العرب في تركيا تتضاعف الأهمية.
التغييرات ستؤثر على:
1. المقيمين الذين يدخلون أوروبا كثيرًا
سيتعين عليهم التأكد من عدم تجاوز الفترات القانونية لأن النظام يسجل كل شيء.
2. أصحاب التأشيرات المتعددة
ستصبح المراقبة أكثر دقة.
3. من يسافرون بتأشيرات دراسية أو علاجية
سيجدون النظام الجديد أكثر وضوحًا وأسرع.
تاسعاً: هل تزيد نسب الرفض بعد تطبيق النظام الجديد؟
هناك احتمالان متعاكسان:
✔ احتمال انخفاض نسبة الرفض
لأن:
البيانات ستصبح موحدة
التقييم سيكون رقميًا
التحيز البشري سينخفض
❌ احتمال زيادة التدقيق الأمني
لأن الأنظمة الجديدة تعتمد على الفحص المسبق.
المرجّح أن التأثير سيكون مختلفًا بين كل دولة وأخرى.
عاشراً: ماذا يجب على المسافرين العرب فعله قبل 2026؟
1. التأكد من الالتزام بمدة الإقامة
لأن تجاوزها سيؤثر لاحقاً في EES.
2. الحفاظ على سجل سفر نظيف
لمساعدة النظام على منح تقييم إيجابي.
3. تجهيز المستندات بدقة عند طلب الشنغن
خصوصًا كشف الحساب البنكي.
4. متابعة آخر الأخبار الرسمية
لأن القوانين قابلة للتغيير خلال الفترة الانتقالية.
