الصين تتفوق على الولايات المتحدة كشريك ألمانيا التجاري الأول
أظهرت بيانات رسمية حديثة أن الصين عادت لتتصدر قائمة الشركاء التجاريين لألمانيا خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، متجاوزة الولايات المتحدة بفارق طفيف في حجم التبادل التجاري. هذا التحول يعكس تأثير العوامل الاقتصادية والجيوسياسية على أكبر اقتصاد أوروبي، ويعيد ترتيب الأولويات التجارية لألمانيا.
بحسب BloombergHT، بلغ حجم التجارة بين ألمانيا والصين حوالي 185.9 مليار يورو خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2025، بزيادة طفيفة عن العام السابق بنسبة 0.6٪. بالمقابل، سجلت التجارة الألمانية‑الأمريكية تراجعًا ملحوظًا لتصل إلى 184.7 مليار يورو، بعد أن كانت الولايات المتحدة الشريك التجاري الأول لألمانيا في 2024 بقيمة إجمالية بلغت حوالي 255 مليار يورو.
هذا التغير يعكس أثر التعريفات الجمركية الأمريكية التي فرضتها الإدارة الأمريكية على البضائع الأوروبية، وخاصة السيارات والكيماويات، وهو ما دفع الشركات الألمانية لإعادة توجيه جزء من صادراتها نحو السوق الصيني.
تحليل اقتصادي للتغير في الشركاء التجاريين
تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية:
فرضت الولايات المتحدة رسومًا على واردات السيارات والمنتجات الصناعية من الاتحاد الأوروبي، مما قلل جاذبية السوق الأمريكي للصادرات الألمانية. هذا دفع بعض الشركات لإعادة تقييم شبكات التوزيع والتركيز على أسواق أكثر استقرارًا مثل الصين.
الصين كسوق نمو ثابت:
رغم التوترات التجارية العالمية، تتمتع الصين بنمو اقتصادي مستمر وطلب داخلي قوي، مما يجعلها وجهة جذابة للصادرات الألمانية، وخاصة في القطاعات التقنية والصناعية.
تأثير هذا التغيير على العلاقات الألمانية‑الأمريكية:
قد يؤدي تراجع حجم التجارة مع الولايات المتحدة إلى ضغوط سياسية ودبلوماسية بين البلدين، خاصة أن الولايات المتحدة لطالما كانت الشريك التجاري الأكبر لألمانيا. هذا التحول قد يدفع ألمانيا لموازنة علاقاتها التجارية بين الشرق والغرب، بما يحافظ على مصالحها الاقتصادية.
ردود الأفعال من الشركات الألمانية
قال عدد من خبراء الاقتصاد في ألمانيا إن التحول الجزئي نحو الصين كان متوقعًا، مشيرين إلى أن الاعتماد الكبير على السوق الأمريكي أصبح أقل أمانًا في ظل الرسوم والجمارك. بينما ترى بعض الشركات أن الاستثمار في السوق الصيني يفتح آفاقًا جديدة للنمو ويقلل من المخاطر المرتبطة بالاعتماد على سوق واحد.
التوقعات المستقبلية
من المتوقع أن تستمر الصين في صدارة الشركاء التجاريين لألمانيا إذا استمرت السياسات الأمريكية في فرض رسوم على البضائع الأوروبية. ومع ذلك، فإن أي تغير سياسي أو اقتصادي سواء في الولايات المتحدة أو الصين قد يعيد ترتيب هذه الأولويات مرة أخرى.
الصين أصبحت الشريك التجاري الأول لألمانيا في 2025 بعد تراجع الولايات المتحدة.
حجم التجارة الألمانية‑الصينية بلغ حوالي 185.9 مليار يورو.
التجارة الألمانية‑الأمريكية انخفضت إلى 184.7 مليار يورو.
الرسوم الجمركية الأمريكية أثرت على حجم الصادرات الألمانية إلى الولايات المتحدة.
الشركات الألمانية بدأت إعادة توجيه صادراتها لتقليل المخاطر وتعزيز النمو في آسيا.
هذا الخبر يؤكد أن العلاقات التجارية العالمية ديناميكية وتتأثر بالتغيرات السياسية والاقتصادية الكبرى، وأن ألمانيا تعمل على موازنة مصالحها بين الشركاء التجاريين الرئيسيين للحفاظ على استقرار اقتصادها.