بهار يخفّض الكوليسترول
في اكتشاف علمي جديد، كشف باحثون في Osaka Metropolitan University عن قدرة حبة البركة (الكمون الأسود) على خفض مستويات الكوليسترول الضار في الجسم. تأتي هذه النتائج لتضيف دليلاً جديداً على فوائد هذه البذور الصغيرة التي استُخدمت في الطب التقليدي لعدة قرون، ويعتقد أنها تحسن صحة القلب والأوعية الدموية بشكل طبيعي.
الدراسة، التي نُشرت في مجلة Food Science & Nutrition، ركزت على التأثير المباشر لاستهلاك كمية محددة يومياً من حبة البركة على مختلف أنواع الكوليسترول في الدم، بما في ذلك الكوليسترول الضار (LDL) والكوليسترول الجيد (HDL).
تفاصيل الدراسة العلمية
شارك في الدراسة أكثر من 50 متطوعاً بالغاً تم اختيارهم بعناية، مع التركيز على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع طفيف إلى متوسط في الكوليسترول. قسم الباحثون المشاركين إلى مجموعتين:
المجموعة الأولى: تناولت ملعقة كبيرة (≈5 جرام) من حبة البركة يومياً لمدة ثمانية أسابيع.
المجموعة الثانية: تلقت دواءً وهمياً (Placebo) لمقارنة النتائج بشكل علمي دقيق.
بعد انتهاء فترة الدراسة، أظهرت النتائج انخفاضاً ملموساً في مستويات الكوليسترول الضار لدى المجموعة التي تناولت حبة البركة، بينما ارتفع مستوى الكوليسترول الجيد، مما يدل على تأثير مفيد متكامل على صحة القلب.
الآلية العلمية وراء التأثير
يعود تأثير حبة البركة على الكوليسترول إلى احتوائها على مركبات طبيعية تعمل كمضادات أكسدة قوية، بالإضافة إلى خصائص مضادة للالتهابات. هذه المركبات تساعد في تقليل تراكم الدهون داخل الخلايا الدهنية، وتحسين مرونة الأوعية الدموية، وتعزيز قدرة الجسم على التخلص من الدهون الضارة.
أوضح الأستاذ Kojima‑Yuasa، أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة، أن النتائج تشير إلى أن حبة البركة يمكن اعتبارها "غذاء وظيفياً" يساهم في الوقاية من أمراض نمط الحياة مثل السمنة وأمراض القلب.
فوائد إضافية لحبة البركة
إلى جانب تأثيرها على الكوليسترول، تشير بعض الدراسات السابقة إلى أن حبة البركة قد تساعد في:
تحسين مستويات السكر في الدم، وبالتالي دعم مرضى السكري.
تعزيز صحة الكبد وحمايته من تراكم الدهون.
دعم الجهاز المناعي بفضل خصائصها المضادة للبكتيريا والفيروسات.
تحسين الهضم وتهدئة الالتهابات المعوية.
هذا يجعلها إضافة قيمة للنظام الغذائي اليومي، خاصة عند دمجها مع أطعمة صحية ومتوازنة.
التوصيات العملية للقراء
الباحثون ينصحون بعدم الإفراط في استهلاك حبة البركة، بل تناول كمية معتدلة يومياً — مثل ملعقة كبيرة في الصباح أو إضافتها إلى الوجبات. يمكن تناولها:
مع الزبادي أو العصائر.
كإضافة على السلطات.
مخلوطة مع الخبز أو الحساء.
كما شددوا على أهمية المتابعة الطبية الدورية عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكوليسترول أو القلب قبل إدخال أي تغييرات كبيرة في النظام الغذائي.
التحذيرات والقيود العلمية
على الرغم من النتائج المبشّرة، أشار الباحثون إلى أن الدراسة لا تزال محدودة من حيث عدد المشاركين وفترة التجربة. لذلك، هناك حاجة لإجراء تجارب سريرية أكبر وأطول مدة لفهم التأثير الكامل على مقاومة الإنسولين ودهون الكبد وأمراض القلب المزمنة.
كما أن حبة البركة ليست بديلًا عن الأدوية الموصوفة من الطبيب، بل يمكن أن تكون جزءًا من خطة غذائية صحية متكاملة.
ردود الفعل والتأثير الاجتماعي
أثار هذا الاكتشاف اهتمام وسائل الإعلام والصحة العامة، حيث يبحث الكثيرون عن حلول طبيعية لدعم صحة القلب وتقليل الكوليسترول دون اللجوء إلى الأدوية الكيميائية. تتزايد شعبية حبة البركة في الأسواق العالمية بعد نشر هذه النتائج، ويبدأ الناس في دمجها في وجباتهم اليومية.
الخلاصة العلمية للخبر
النتائج تشير إلى أن حبة البركة توفر خيارًا طبيعيًا لتعزيز صحة القلب وخفض مستويات الكوليسترول الضار. ومع استمرار البحث العلمي والتجارب السريرية الموسعة، قد تصبح جزءاً من الإرشادات الغذائية الرسمية لمكافحة أمراض القلب في المستقبل.