انقطاع مياه طويل في أنقرة… 9 أحياء بلا مياه لأكثر من 30 ساعة
شهدت العاصمة التركية أنقرة صباح اليوم حالة من الارتباك بين السكان بعد إعلان إدارة المياه والصرف الصحي في المدينة ASKİ عن انقطاع واسع للمياه يشمل تسعة من الأحياء الرئيسية، مع تأكيد أن بعض المناطق قد تبقى بلا مياه لأكثر من 30 ساعة. ويأتي هذا الانقطاع في وقت تواجه فيه المدينة ضغوطاً على شبكة المياه نتيجة أعطال في خطوط التوزيع وانخفاض مستويات المياه في الخزانات، وفق ما نشرته قناة TRT Haber الرسمية.
أعطال مفاجئة وضغط كبير على شبكة المياه
وبحسب البيان الذي نقلته TRT Haber، فإن السبب الرئيس وراء الانقطاع يعود إلى أعطال فنية في خطوط التوزيع، إضافة إلى التراجع الواضح في مستوى المياه داخل عدد من الخزانات الرئيسية، وهو ما أدى إلى ضرورة تنفيذ الانقطاع بشكل عاجل من أجل إتمام عمليات الصيانة وإعادة التوازن للنظام المائي داخل العاصمة.
أشارت إدارة ASKİ إلى أن فرق الصيانة تعمل منذ ساعات الليل على حل المشكلات التقنية، لكن الضغط الكبير على الشبكة خلال الأيام الماضية ساهم في مضاعفة الأزمة. وأكدت الإدارة أن أعمال الإصلاح قد تستمر حتى مساء اليوم التالي في بعض المناطق، ولهذا تم تقدير مدة الانقطاع بما يزيد على 30 ساعة في عدة أحياء.
الأحياء المتأثرة: تسعة مناطق داخل العاصمة
الانقطاع يشمل أحياء واسعة داخل محافظات متعددة في أنقرة، من بينها:
Çankaya
Mamak
Keçiören
Etimesgut
Gölbaşı
Polatlı
Yenimahalle
Güdül
ومناطق أخرى بحسب تفرّع خطوط التوزيع
هذه الأحياء تُعد من أكثر المناطق كثافة في أنقرة، ما يعني أن عشرات الآلاف من السكان قد يتأثرون مباشرة بالانقطاع الطويل. كما أشار بيان ASKİ إلى أن المناطق التي تقع في نهاية خطوط التوزيع ستكون الأكثر تأثراً، نظراً لبطء عودة المياه إليها عند انتهاء أعمال الصيانة.
تأثير مباشر على الحياة اليومية والخدمات
أثار الإعلان عن الانقطاع موجة من التفاعل داخل المدينة، خاصة مع اعتماد العديد من المؤسسات والمحال التجارية والمطاعم والمستشفيات على المياه بشكل أساسي.
محللون محليون يرون أن انقطاعاً بهذا الحجم قد يضغط على الخدمات الحيوية، لا سيما في المدارس والمراكز الطبية. ورغم أن المستشفيات الكبرى غالباً ما تمتلك مخزونات مياه احتياطية، إلا أن استمرار الانقطاع لأكثر من 24 ساعة قد يعرض بعضها لاستهلاك كامل المخزون.
أما بالنسبة للأهالي، فقد بدأ العديد منهم في تخزين المياه داخل المنازل واستخدام أدوات توفير المياه، إضافة إلى تقليل الاستهلاك غير الضروري انتظاراً لعودة الإمدادات الطبيعية.
تراجع مستويات المياه… خلفية الأزمة
لا يأتي هذا الانقطاع بمعزل عن السياق العام لأزمة المياه التي تشهدها أنقرة منذ بداية العام، إذ تشير تقارير بيئية محلية إلى ضعف مستويات بعض السدود المغذية للعاصمة، إضافة إلى الضغط المتزايد على الشبكة بسبب الارتفاع السكاني واتساع العمران.
كانت أنقرة قد شهدت خلال الأشهر الماضية عدة انقطاعات قصيرة مرتبطة بالصيانة أو إصلاح الخطوط، إلا أن الانقطاع الأخير يُعد الأطول والأوسع نطاقاً منذ بداية 2025.
ويرى خبراء المياه في تركيا أن البنية التحتية لشبكات المياه داخل المدن الكبرى تحتاج إلى تحديثات دورية، إذ تتعرض خطوط التوزيع القديمة لأعطال متكررة، خاصة في المناطق ذات الامتداد العمراني القديم مثل Çankaya وKeçiören.
تحذيرات وتوصيات من إدارة المياه
دعت ASKİ سكان الأحياء المتأثرة إلى اتخاذ الإجراءات التالية خلال الساعات المقبلة:
تخزين احتياطي كافٍ من المياه للاستخدام المنزلي
تجنّب الاستهلاك العالي في الساعات الأولى بعد عودة المياه
متابعة تحديثات إدارة المياه عبر منصاتها الرسمية
التواصل مع الخط الساخن التابع للإدارة في حال وجود تسريبات أو أعطال محلية داخل المباني
كما أكدت الإدارة أنها ستصدر بياناً ثانياً فور انتهاء أعمال الإصلاح وتحديد موعد دقيق لعودة المياه بشكل كامل لكل الأحياء.
ردود فعل السكان… قلق وانتظار
على منصات التواصل الاجتماعي، عبّر عدد من سكان أنقرة عن استيائهم من الانقطاع الطويل خاصة في ظل انخفاض درجات الحرارة في بداية ديسمبر، مشيرين إلى أن انقطاع المياه يعطّل المهام اليومية ويؤثر على النظافة الشخصية والأعمال المنزلية.
في المقابل، يرى بعض السكان أن الانقطاع ضرورة طالما أنه يرتبط بأعمال صيانة حيوية داخل الشبكة، مؤكدين أن المشكلات المائية لا يمكن معالجتها إلا عبر صيانة جذرية للخطوط.
هل تعود المياه قبل المدة المتوقعة؟
بحسب مصادر داخل بلدية أنقرة، تعمل فرق الصيانة بكامل طاقتها لتقليل فترة الانقطاع قدر الممكن. إلا أن حجم الأعطال في بعض الخطوط يشير إلى أن العودة قد تستغرق وقتاً أطول في المناطق ذات الارتفاع الجغرافي أو المواقع المتأخرة داخل الشبكة.
وتبقى توقعات ASKİ الرسمية حتى اللحظة هي أن بعض المناطق قد تبقى بلا مياه حتى بعد مرور 30 ساعة كاملة، ما يجعل اليومين القادمين حاسمين بالنسبة لسكان العاصمة.