جاويش أوغلو: على العالم ترجمة أقواله إلى أفعال لإحلال السلام بسوريا
قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن الحل السياسي لإحلال السلام في سوريا يتمثل في عملية شاملة حرة ونزيهة بقيادة السوريين، تقود إلى تشكيل دستور يحظى بدعم الشعب السوري، وإجراء انتخابات حرة وعادلة بمشاركة السوريين المؤهلين تحت إشراف الأمم المتحدة.
مضيفاً إن ثمة أمل لإحلال السلام في سوريا، حال ترجم المجتمع الدولي أقواله إلى أفعال، لافتاً إلى ضرورة إنعاش عملية جنيف، قائلاً "الاكتفاء بالكلام وعدم ترجمة ذلك الكلام إلى أفعال لن يقود إلى حل".
جاء ذلك في مقال للوزير التركي بعنوان "هكذا يتحقق السلام في سوريا" نشرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية على موقعها الإلكتروني.
ما دور الذي تمثله تركيا لإيجاد حل سياسي للأزمة؟
أوضح جاويش أوغلو بأن تركيا تقوم بدور فعال في المبادرات الدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة، "وعندما توقفت عملية جنيف، وتراجع دور المجموعة الدولية لدعم سوريا، بدأت تركيا في استكشاف سبل جديدة من أجل تحريك العملية السياسية، وكان لا يمكن القيام بذلك دون تخفيف التصعيد على الأرض في المقام الأول".
ما مدى فاعلية اتفاق أستانة؟
أوضح جاويش أوغلو بأن محادثات أستانة بجولاتها الثماني نجحت في تخفيض العنف في سوريا، و قدم مساهمات إنسانية عميقة، و"نتیجة لذلك، کانت 2017 العام الأکثر ھدوءًا خلال ھذا الصراع. والأهم من ذلك أن محادثات أستانا مهدت الطريق لاستئناف جولات جنيف بعد توقف دام 10 أشهر".
وأضاف بأن "مؤتمر الحوار الوطني الذي سيعقد في مدينة سوتشي الروسية يمكن أن يكون بمثابة عملية مكملة في هذا الصدد".
وزير الخارجية التركي أوضح أيضا في مقاله أنه خلال مؤتمر القمة الرئاسي الذي عقد في سوتشي في 22 تشرين الثاني / نوفمبر 2017، والذي ضم الدول الضامنة في أستانا، أكد الرئيس التركي أردوغان على شرطين، من بين أمور أخرى، لنجاح المبادرة: وجود صلة واضحة وقوية بعملية جنيف بوساطة الأمم المتحدة؛ ومشاركة الأعضاء الحقيقيين في المعارضة مع رفض واضح لأي شخص ينتمي إلى منظمات إرهابية، بما في ذلك "ب ي د/ ي ب ك".
وأضاف أنه "في حال استيفاء هذين الشرطين، يمكن لمؤتمر سوتشي أن يكمل عملية جنيف ويخلق تآزرا وظيفيا. ومن المؤكد أن هذا يتطلب مشاركة بناءة من جانب جميع الأطراف المعنية".
اقرأ أيضاً| جاويش أوغلو يجدد رفض بلاده مشاركة تنظيم "ب ي د" بالمؤتمر السوري
ما مدى خطورة دعم الولايات المتحدة لتنظيم "ب ي د/ ي ب ك" الإرهابي؟
شدّد الوزير التركي على أن "الإمدادت المستمرة من الأسلحة الأمريكية لإرهابيي "ب ي د/ ي ب ك" لا يهدد أمن تركيا فحسب، بل يشكل تهديدًا على مستقبل سوريا أيضًا"، و من شأنه أن يفشل عملية السلام المنشودة.
وقال "إن دعم الولايات المتحدة لـ "ب ك ك / ب ي د / ي ب ك" هو جهد يسير بخطى فظيعة، وإن تصحيح المسار على نحو عاجل بات أمرًا حتميًا". وأضاف إن "رؤية سوريا الموحّدة سياسيًا والمتكاملة إقليميًا ستكون بعيدة المنال إذا أعطيت المنظمات الإرهابية الانفصالية كامل حريتها والأسلحة لتحقيق أهدافها".
ولفت أيضًا أنه "لا يمكن كسب الحرب ضد الإرهاب بالانحياز إلى منظمة إرهابية ضد أخرى".
وذكّر بأن "الفكرة الأساسية لحلف الناتو تتمثل بأن أمن الحليف يحظى بالأولوية على المكاسب التكتيكية القصيرة الأجل التي تساعد فقط على خلق حلقة مفرغة من العنف".
وشدّد على ضرورة أن "تتراجع الولايات المتحدة عن خطئها الفادح، وأن لا تسمح لنفسها أن تبتز من قبل جماعة إرهابية".
وقال إن "سجل ذلك التنظيم في مجال حقوق الإنسان سيء وينعكس في تقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية المستقلة (منظمة العفو الدولية(آمنستي)، وهيومان رايتس ووتش، والشبكة السورية لحقوق الإنسان، وغيرها".
وأضاف أن ذلك التنظيم مارس عمليات "ترقى إلى جرائم حرب"، تشمل "التهجير القسري للكيانات غير الكردية، وتغيير التركيبة الديمغرافية للمنطقة، وتدمير القرى، والطرد، وسجن المنافسين السياسيين، والتعذيب وتجنيد الأطفال، الأمر الذي يرقى إلى جرائم الحرب".
من سيمثل أكراد سوريا في المفاوضات؟
أكّد جاويش أوغلو أن التنظيم الإرهابي "ب ي د / ي ب ك" بتعاونه مع النظام السوري وتنظيم داعش الإرهابي، لا يمكن تقديمه كنموذج ديمقراطي للأكراد في سوريا".
و زعم التنظيم تمثيله للأكراد السوريين "يتنافى مع وجود نحو 300 ألف كردي سوري في تركيا، ممّن فروا من بطش "ب ي د/ ي ب ك"، ولا يستطيعون العودة إلى ديارهم".
وأشار الوزير التركي أنه كما للمجلس الوطني الكردي مقعد في مفاوضات جنيف بشأن سوريا "يستحق أيضًا أن يكون له تمثيل في مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي".
ماذا قدمت تركيا للاجئين السوريين؟
قال الوزير التركي إنه "منذ بداية الأزمة السورية تركنا أبوابنا مفتوحة أمام أولئك الفارين من الأعمال الوحشية في سوريا، وهذا ما جعل تركيا أكبر بلد يستصيف اللاجئين في العالم".
وذكر أيضًا بأن "تركيا أنفقت 30 مليار دولار لقاء تلبية احتياجات 3.4 مليون سوري طلبوا اللجوء لجارتهم الشمالية.
وأضاف أن "تركيا وفّرت لضيفونا السوريين مجانًا العناية الطبية، والتعليم، وحق الانخراط في القوى العاملة للمساعدتهم في الاندماج بالمجمع المضيف".