أردوغان يجدد دعم بلاده للقدس و رفض القرار الأمريكي
جدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مساء الأربعاء، موقف بلاده الرافض للقرار الأمريكي بشأن مدينة القدس، مشيراً إلى مكانة المدينة المقدسة بالنسبة للمسلمين والمسيحيين أيضاً.
وقال أردوغان في تصريحات، خلال مؤتمر صحفي مشترك، عقده مع نظيره الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، في مطار نواكشوط الدولي، قبيل مغادرته للبلاد بعد زيارة استغرقت يومًا واحدًا، إن "إعلان الولايات المتحدة لهذه المدينة سفارة لها أمر غير ملزم لنا".
وأكد أن بلاده ستظل دائماًعلى موقفها بشأن المدينة المقدسة، قائلاً "لن نتخلى أبدًا عن موقفنا من كون القدس عاصمة لفلسطين".
وأشار الرئيس التركي إلى أن الأمم المتحدة بحثت الموقف الأمريكي من إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وأن 128 دولة وقفت ضد قرار واشنطن، مؤكداً أن "القوة ليست على حق على الإطلاق، بل الحق هو الذي يكون دائمًا قويًا".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي، القدس عاصمة لإسرائيل.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، صوتت 128 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار يدعو الولايات المتحدة إلى سحب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، فيما اعترضت 9 دول، وامتنعت 35.
وحول العلاقات التركية الموريتانية، أكد أردوغان أن الشراكة بين تركيا وموريتانيا قائمة على أساس المكسب المتبادل للطرفين، مشيرًا أنهم يعملون على تحفيز الاستثمارات الخاصة بينهما.
ولفت إلى أنه خلال الآونة الأخيرة شهدت تلك العلاقات انتعاشة في العديد من مجالات التعاون بين البلدين، لا سيما مجال صيد الأسماك، موضحًا أن هناك "أكثر من 40 سفينة صيد تركية تقوم بالعمل في موريتانيا"، وأشار إلى أن الخطوط الجوية التركية تسيّر رحلات إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط "ما يعد مؤشرًا آخرًا على المرحلة المتقدمة التي وصلت إليها العلاقات بين البلدين".
وأضاف "أعلم أن موريتانيا لديها إمكانيات كبيرة في مجال المعادن والتعدين، وهو مجال تتمتع فيه تركيا بخبرات كبيرة، نرغب في تقديمها لصالح اخوتنا في موريتانيا".
وأوضح أن وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، أجرى في ديسمبر/كانون الأول الماضي زيارة لموريتانيا مع عدد من رجال الأعمال الأتراك، لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين في كافة المجالات.
ويتوقع أردوغان أن تشهد الأيام القادمة انعقاد أول اجتماع للجنة الاقتصادية المختلطة بين البلدين، مضيفًا "واليوم وقعنا العديد من الاتفاقيات والبروتوكولات بمجالات عدة، مثل الزراعة، والاقتصاد، والتعدين، ما من شأنه إضفاء قوة على علاقاتنا".
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب وسبل تعزيز التعاون في هذا المجال، فقد اقترح الجانب التركي على المسؤولين بموريتانيا تبادل الخبرات التركية في مجال الصناعات الدفاعية "الذي تمتلك فيه تركيا تحركات جادة ومهمة للغاية".
وأوضح الرئيس التركي أن بلاده "ولا شك تأتي في مقدمة الدول تعي جيدًا خطر التهديد الإرهابي الذي تهاني منه الدول الساحلية"، مضيفًأ "ولقد أعلنا الأسبوع الماضي أننه سنساهم في قوة دول الساحل الخمس، المعروفة اختصارا باسم جي 5، بخمسة ملايين دولار".
وأعرب عن شكره لنظيره الموريتاني على الدعم الذي قدموه لتركيا في ليلة الانقلاب، في 15 يوليو/تموز 2015.
هذا وقد أكد أردوغان تسليم مدارس غولن في موريتانيا لوقف المعارف التركي، ولفت إلى أن ذلك سيقدم خدمات جيدة، بالتعاون مع وزرات التربية والتعليم الموريتانية.
وأشار أردوغان أن وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" ستواصل عملها في موريتانيا لتنفيذ العديد من المشاريع الهامة في عدد من المجالات مثل الصحة، والزراعة، والإعلام، والمساعدات الإنسانية.
وقال إن زيارته كأول رئيس تركي لهذا لموريتانيا جاءت متأخرة وهو يعلم ذلك جيداً، وأعرب الرئيس التركي عن سعادته لزيارة هذا البلد، "بلد المليون شاعر، وحفظة القرآن، والعلماء، والمدارس"، معبراً عن تقديره للموريتانيين لمواظبتهم على حفظ لقرآن.
اقرأ أيضاً| هكذا رحب الموريتانيون بزيارة أردوغان