تفاصيل "غصن الزيتون" يوماً بيوم في كتاب
انتهى الكاتب والمؤرخ التركي أنس دمير، من إعداد كتاب يمثل وثيقة تاريخية تستعرض بشكل مفصل ودقيق عملية "غصن الزيتون" التي خاضها الجيش التركي مع الجيش السوري الحر، ضد إرهابيي تنظيم "ب ي د/ بي كا كا" في منطقة عفرين شمالي سوريا.
ويتناول الكتاب الذي أُطلق عليه اسم "تاريخ عفرين وعملية غصن الزيتون: أحداثها يوما بيوم" كامل تفاصيل العملية العسكرية من جميع أبعادها، سواء الأمني أوالاستراتيجي والدبلوماسي والعسكري والديموغرافي وحتى الاجتماعي والتاريخي والنفسي، فضلًا عن قضية مكافحة الإرهاب.
وأشار الكتاب إلى الخلفية التاريخية للمنطقة، فتحدث عن استيطان القبائل التركمانية في عفرين في القرنين الحادي والثاني عشر الميلادي، وبقاء المنطقة، حتى عام 1921، تابعة للإدارة التركية.
ويعد الكتاب بمثابة إعادة للتقاليد العثمانية في توثيق الأحداث وكتابتها، ولكن بشكل معاصر، لتكون مصدرا للباحثين في المستقبل.
وبهذا الشأن، صرّح دمير بأن عملية "غصن الزيتون" تظهر بشكل واضح وجلي مدى عزم الجمهورية التركية وجيشها على خوض هذا الامتحان الكبير.
وأضاف "عفرين بالنسبة لنا ميراث تركه لنا الأجداد، وقد ناضلت عفرين، دون تمييز بين أتراكها وأكرادها وعربها، ضد الاحتلال الفرنسي، وبقيت تابعة لتركيا".
وأوضح بأن الكتاب مكون من جزأين؛ يتناول الأول منه "تاريخ عفرين والحرب العالمية الأولى، و"هدنة مودروس، والسياسات الاستفزازية نتيجة الاحتلال الفرنسي والإنكليزي لعفرين، وردود الفعل الشعبية.
وأنهت "هدنة مودروس" الموقعة في 30 أكتوبر/ تشرين ثان 1918، العمليات القتالية في الشرق الأوسط، بين الدولة العثمانية والحلفاء خلال الحرب العالمية الأولى.
ويسلط الكاتب في هذا القسم الضوء على أهمية عفرين وموقعها في الميثاق الوطني التركي، وفي حرب التحرير التركية، إلى جانب وضعها القانوني في اتفاقية أنقرة التي وقعتها تركيا مع بريطانيا والمملكة العراقية عام 1926، لتسوية نزاعها معهما بشأن السيادة على ولاية الموصل شمالي العراق.
كما يتطرق إلى "معاهدة لوزان" التي تعرف أحيانا باسم "معاهدة لوزان الثانية، جرى توقيعها في لوزان السويسرية، في 24 يوليو/تموز 1923، وكانت معاهدة سلام تم على إثرها تسوية وضع الأناضول وتراقيا الشرقية (القسم الأوروبي من تركيا حاليا) في الدولة العثمانية.
وبيّن الكتاب التركيبة السكانية لعفرين، ضمن محاور لفت إلى أنها استندت جميعها إلى وثائق الدولة العثمانية والجمهورية التركية.
فيما يتناول الجزء الثاني التاريخ المعاصر لعفرين، في إطار العلاقات الدولية والسياسات الاستراتيجية، والقضايا العسكرية والاجتماعية.
ويسلط الضوء على "وضع عفرين إبان الإدارة السورية، والتصريحات الرسمية قبيل عملية غصن الزيتون، علاوة على هدف هذه العملية والدبلوماسية والاستراتيجيات التي رافقتها.
ويستعرض الكاتب التسلسل الزمني للعملية، والافتراءات التي رافقت العملية، إضافة إلى ردود الفعل الدولية تجاهها، ونتائجها وأهميتها من منظور تركيا"، وفق دمير.
يُذكر إنه في 24 مارس/ آذار الماضي، حررت القوات المشاركة في عملية "غصن الزيتون" منطقة عفرين بالكامل من الإرهابيين، بعد نحو شهرين من انطلاق العملية.
اقرأ أيضاً| كتاب "أردوغان والزعامة السياسية" في متناول العرب