العلاقات التركية البريطانية..صداقة مصالح وحسابات

العلاقات التركية البريطانية..صداقة مصالح وحسابات
العلاقات التركية البريطانية..صداقة مصالح وحسابات

العلاقات التركية البريطانية..صداقة مصالح وحسابات


يرى مراقبون أن زيارة الرئيس التركي إلى بريطانيا ستعود بالفائدة على الطرفين , حيث ساهم تقارب العلاقات البريطانية التركية خلال السنتين الماضيتين، وخروج المملكة المتحدة ذ من الاتحاد الأوروبي إلى تقريب البلدين من بعضهما وتوطيد علاقاتهما.
نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن سعي المملكة المتحدة لتوطيد العلاقات التجارية مع تركيا، خاصة مع وجود البلد الأوروبي على أعتاب الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير ، إن هذه العلاقة المتنامية بين أنقرة ولندن تجلت خلال السنة الماضية حين رحب وزير الدولة للشؤون الخارجية وشؤون الكومنولث في المملكة المتحدة، بوريس جونسون، بهبوط الطائرة التي كانت تقل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بعد أن تم طردها من المجال الجوي الهولندي بسبب مشاكل بين بعض الدول الأوروبية وتركيا بشأن حملاتها السياسية في أوروبا، على الأراضي البريطانية.
من جهته، لم يقبل وزير الخارجية التركي دعوة جونسون الودية آنذاك، لكن الواقعة جسدت بشكل واضح الفرق بين علاقة تركيا وبريطانيا، وعلاقاتها المتوترة بالبلدان الغربية الأخرى.


إقرأ أيضا/ الرئيس التركي يعتزم زيارة بريطانيا الأحد



في الوقت الراهن، سيسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تمتين هذه العلاقات مع المملكة المتحدة من خلال لقائه بالملكة إليزابيث الثانية في إطار زيارته التي ستمتد لثلاث أيام إلى البلد الأوروبي.
وأشارت الصحيفة إلى تقارب العلاقات البريطانية التركية خلال السنتين الماضيتين، حيث ساهم قرار المملكة المتحدة بالخروج من الاتحاد الأوروبي من جهة، ومحاولة الانقلاب في تركيا من جهة أخرى، إلى تقريب البلدين من بعضهما وتوطيد علاقاتهما.
ويرى المسؤولون الأتراك أن حلفاءهم في أوروبا كانوا مترددين في إدانة محاولة الانقلاب، في حين سارعت المملكة المتحدة إلى المجاهرة بموقفها بشكل علني.
من جهتها، ارتأت بريطانيا الصمت حول المخاوف المتعلقة بالإخلال بحقوق الإنسان. ويرجع ذلك إلى رغبة المسؤولين البريطانيين في عدم المساس بالعلاقات المتميزة مع أنقرة، حيث يعتقدون أن توجيه اللوم لأردوغان بصفة علنية سيؤدي إلى نتائج عكسية، مما يدفعهم لإثارة هذه المخاوف مع الحكومة التركية وراء الكواليس.
وأضافت الصحيفة أن هذا الموقف يتعارض مع حملة بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث دأب الناشطون الداعمون لهذه الحملة على انتقاد تركيا.
من جهته، اتهم مايكل غوف، أحد الناقدين البارزين للاتحاد الأوروبي، بروكسل باعتمادها سياسة "الاسترضاء" في تعاملها مع تركيا.
وتناولت الصحيفة الازدهار الذي يشهده التبادل التجاري بين تركيا وبريطانيا منذ عدة سنوات، حيث تبلغ قيمته حوالي 1.6 مليار دولار.
من جهتهم، يعتقد رجال الأعمال أن حالة عدم اليقين التي تطغى على الاقتصاد بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان دافعا قويا وراء هذا التقارب التجاري.
ويبرز ذلك من خلال مضاعفة المملكة المتحدة لبرنامج تمويل الصادرات لتركيا ليصل إلى حوالي 3.5 مليار جنيه إسترليني السنة الفارطة، كما أن هناك جهودا لزيادة التعاون في مجالات الطاقة والرعاية الصحية والتصنيع والدفاع.
وأشارت الصحيفة إلى أهمية الدور الذي تلعبه بريطانيا في مساعدة الرئيس التركي أردوغان لتحقيق طموحاته فيما يتعلق بصناعة طائرة مقاتلة تركية.
ويظهر ذلك من خلال الصفقة التي أبرمتها أنقرة مع شركة بي إيه إي سيستمز بقيمة 100 مليون دولار أمريكي مطلع السنة الماضية لتوفير التكنولوجيا والخبرة اللازمة في إطار المرحلة الأولى من التصنيع.
وقد وافقت بريطانيا على التخلي عن ضوابط التصدير حتى تتمكن تركيا من بيع الطائرة إلى أي دولة تختارها.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا القرار أثار الدهشة بين بعض حلفاء الناتو، ومخاوف حول فرضية تصدير تركيا لهذه الطائرات إلى كوريا الشمالية.
ووصف البعض هذا القرار بأنه محاولة يائسة من المملكة المتحدة لتكوين صداقات وتوقيع صفقات في ظل انسحابها من الاتحاد الأوروبي.
وتطرقت الصحيفة إلى أن العديد من البريطانيين يدافعون عن هذا المشروع الذي يعتبرونه حيويا كما يرون أنه وسيلة لخلق فرص عمل والحفاظ على صناعة الدفاع في بريطانيا، خاصة أن الشركات على غرار بي إيه إي سيستمز تحتاج إلى مشاريع كبيرة للبقاء في الطليعة.
ونوهت الصحيفة إلى علاقة التعاون الوثيقة التي تربط كل من أنقرة وبريطانيا في العديد من المجالات، لعل أبرزها المجال الاستخباراتي ومكافحة الإرهاب، فضلا عن الهجرة واللاجئين.
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أنه وعلى الرغم من الجدل القائم حول زيارة أردوغان المرتقبة، يقول المحللون في المملكة المتحدة أن بريطانيا لا تستطيع إدارة ظهرها لتركيا التي تحظى بأهمية إستراتيجية كبرى.

مشاركة على: