السوريون في لبنان ورياح عنصريّة لا تهدأ
خاص- لم يمر الكثير من الوقت على واقعة قناة الجديد اللبنانية، في إساءتها للسوريين من خلال عرض أغنية على القناة تحمل كلماتها معاني عنصرية موجهة إليهم، حتى ظهرت واقعة جديدة لا تختلف كثيرا عن سابقتها من خطابات عنصرية وتحريض بحق اللاجئين السوريين في لبنان.
نشرت قناة "إم تي في" اللبنانية على موقعها الإلكتروني مقالة تربط فيها انتشار مرض السرطان في لبنان بتزايد أعداد اللاجئين السوريين، مستندة إلى كلام أحد الأطباء المتخصصين في أمراض السرطان والذي صرح قائلا: " إن الالتهابات المتزايدة بفعل تكاثر السوريين النازحين في لبنان تتسبب بشكل غير مباشر بمرض السرطان، فهؤلاء بسبب الظروف السيئة التي عانوا منها مرغمون أن يأتون ببكتيريا خطيرة قد تخلق الأمراض لدى الإنسان"، فيما نشر الموقع توضيحا يفيد بأن رأي الطبيب لا يمثل رأي الموقع.
ولم تكن هذه الواقعة هي الأولي لموقع قناة "إم تي في" فقد نشر في وقت سابق كلاما يسئ للنساء السوريات حين قال: "يبدو أن النزوح السوري بات يشكّل خطرًا على اللبنانيات بشكل خاص، تزامنا مع انتشار إحصاء شائع يفيد بأنه لكل شاب لبناني سبع فتيات، وهذا ما يتباهى به الرجل اللبناني".
هذه الخطابات العنصرية ليست جديدة من نوعها فقد حمّلت بعض الجهات مسؤولية تدهور الهواء في لبنان عندما ذكرت دراسات قامت بها وزارة البيئة عام 2014 لتقويم أثر الأزمة السورية على لبنان، إلى أن "الانبعاثات الهوائية زادت نحو 20% بسبب الأزمة السورية، مقارنة بالوضع عام 2010.
وعقب ناصر ياسين مدير أبحاث معهد عصام فارس للسياسات في بيروت على هذه الخطابات قائلا، إن "سببها مواقف سلبية من بعض السياسيين الرسميين في لبنان الذين لأسباب خاصة ولزيادة شعبيتهم وللتهرب من المسئولية يحمّلون المقيمين السوريين مسؤولية فشلهم في تأمين الخدمات الأساسية للمواطنين، لكن الأخطر هنا أن نرى رجل علم يُعطي بُعدا علميا زائفا على هذا الموضوع ".
ووصل عدد اللاجئين السوريين في لبنان حوالي مليون لاجئ حسب أخر إحصاء للمفوضية العليا لشئون اللاجئين وقد صنفتهم أنهم الأفقر والأسوأ حالا بسبب الإهمال وسوء المعاملة بحسب تقريرها الرسمي.