أردوغان يدعو إفريقيا إلى استخدام العملات الوطنية في التجارة مع تركيا
دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء الدول الإفريقية، إلى استخدام العملات الوطنية في التعاملات التجارية المشتركة مع تركيا.
ونقلت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية عن أردوغان تأكيده خلال كلمة ألقاها في "منتدى العمل والاقتصاد التركي الإفريقي" بمدينة إسطنبول، أن تركيا تولي أهمية كبيرة للتعاون مع القارة الإفريقية.
وأضاف أردوغان "أقول لجميع أصدقائي وأشقائي الأفارقة، تعالوا لننجز أعمالا مشتركة بالعملات المحلية والوطنية بعد اليوم".
وحول الاستثمارات التركية المباشرة في القارة السمراء قال أردوغان، إن حجمها تجاوز الـ6.2 مليار دولار، وأن مقاولي بلاده تولوا 1150 مشروعا بقيمة 65 مليار دولار في دول إفريقية مختلفة.
ولفت إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري بين تركيا ودول القارة الإفريقية من 3.7 مليارات دولار عام 2003 إلى 20.6 مليارات دولار عام 2017.
وأوضح أردوغان، أن بنك "أكسيم" التركي يوفر التمويل التجاري والقروض لمشاريع البنى التحتية في إفريقيا.
وأكد أن تركيا وقعت في هذا الصدد اتفاقيات للتعاون التجاري والاقتصادي مع 46 دولة إفريقية.
وأشار أردوغان، إلى توقيع تركيا اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة مع 28 دولة، واتفاقية تجارة حرة مع 5 دول، واتفاقية لمنع الازدواج الضريبي مع 12 دولة.
وقال إنه جرى تأسيس مجالس أعمال بين تركيا و43 دولة أفريقية بإشراف لجنة العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية.
من جهة أخرى قال أردوغان، إن الاتحاد الإفريقي حافظ دائما على موقفه الداعم للديمقراطية والقانون، بينما احتضنت دول عديدة في العالم الانقلابيين الفارين من تركيا.
وأضاف "على عكس ما يُعتقد، تتحمل الدول النامية والأقل نموا أعباء الحروب والاشتباكات والهجرة، وليس الدول الغربية".
وأردف أردوغان "بعد أن كانت موجودة في مناطق محددة بالعالم قبل 10-15 عاما، صارت تركيا اليوم الدولة السادسة عالميا من حيث شبكة بعثاتها الدبلوماسية".
وقال إنهم يخططون لعقد القمة الثالثة للشراكة التركية الإفريقية العام القادم في إسطنبول التي احتضنت القمة الأولى عام 2008، فيما عقدت القمة الثانية عام 2014 في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية.
وأشار إلى ازدياد عدد السفارات التركية في القارة السمراء من 12 إلى 41 منذ استلام حزب العدالة والتنمية مقاليد الحكم في البلاد.
وبيّن أردوغان، أن تركيا تسعى لافتتاح سفارات في جميع دول القارة الإفريقية، خلال المرحلة القادمة.
وعبّر عن رغبة بلاده في تطوير العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل وعلى أساس الشراكة المتساوية ومبدأ "رابح - رابح".
وقال أردوغان "افتتحنا أكبر بعثة دبلوماسية لنا في العالم بالصومال، أحد البلدان الإفريقية.. وإلى جانب السفارات، قمنا بتوسيع وجودنا في القارة عبر مؤسساتنا مثل الوكالة التركية للتعاون والتنسيق، ومعهد يونس أمرة، ووقف معارف، ووكالة الأناضول، والخطوط الجوية التركية".
وأشاد بالأنشطة التنموية التي تجريها الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا)، في القارة الإفريقية، عبر 21 مكتب تنسيقي، وخاصة على صعيد إنشاء البنى التحتية وتوفير فرص العمل ودعم الشباب والنساء.
ولفت أردوغان، إلى وجود حوالي 5 آلاف طالب من مختلف الدول الإفريقية يتلقون التعليم في تركيا ضمن برنامج المنح الدراسية الحكومي.
كما أشاد بزيادة عدد البعثات الدبلوماسية لدول إفريقيا في تركيا من 10 إلى 33 بعثة.
ولفت الرئيس التركي، إلى أن الدول الإفريقية دافعت عن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية في الوقت الذي صمتت فيه دول كثيرة على الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل أمام مرأى ومسمع العالم.
وأشار إلى أن تلك الدول الصامتة أمام جرائم إسرائيل تزعم الدفاع عن حقوق الانسان والديمقراطية وتوجه الانتقادات ضد تركيا بلا هوادة في أي حادثة صغيرة.
وقال أردوغان، إن المنصات الإقليمية من الاتحاد الإفريقي، تبذل جهودًا حثيثة من أجل حماية الديمقراطية والاستقرار والأمن في عموم القارة الإفريقية.
وأوضح أن الدول الغربية الغنية تترك اللاجئين يواجهون الموت والجوع والفقر، بينما تستضيف الدول الإفريقية ذات الإمكانات المحدودة ملايين اللاجئين.
وأردف أردوغان "مثلما فعل الشعب التركي في احتضان 3.5 ملايين سوري منذ 7 أعوام، أظهرت الشعوب الإفريقية للعام أجمع أن التقاسم هو عبارة عن إيمان ووعي وضمير أكثر من كونه إمكانات مادية".