لماذا يركز أردوغان على الشباب في حملته الانتخابية ؟
اسطنبول – نيوترك بوست
أعد حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا سلسلة من مقاطع الفيديو القصيرة بطابع تمثيلي تستهدف الشباب بالدرجة الأولى وتهدف إلى إظهار التغيير الذي أحدثه حزب العدالة والتنمية خلال سنوات حكمه الـ17.
وخصص الحزب واحداً من المقاطع التي كانت جميعها عبارة عن حوار بين الآباء وأبنائهم للحديث عن أن "العدالة والتنمية" أنهى زمن الوقوف بالطوابير لساعات طويلة للحصول على موعد لتلقي العلاج.
ومقطع آخر خصص للحديث عن أنه على زمنهم لم يكن هناك حريات وكانت الطالبات يضطررن لترك الدراسة أو خلع الحجاب من أجل الدخول للجامعات، وآخر خصص للحديث عن أن الآباء كانوا يقفون بطوابير تمتد لمئات الأمتار للحصول على عبوة مياه، وعن تحسين الطرق والمواصلات، وغيرها الكثير من الأساليب التي تحاول اقناع الشباب بإنجازات الحزب.
ويبدأ بن علي يلدريم، مرشح الحزب لرئاسة بلدية إسطنبول، الفيديو الدعائي الرئيسي له مخاطباً الشباب بشكل مباشر، عارضاً الخدمات التي قام بها على صعيد تطوير الطرق والمواصلات وخطوط المترو السكك الحديدية وبناء المطارات وغيرها، وفق القدس العربي.
ويركز الحزب ومسئوليه في حملتهم على قطاع الشباب الذين بلغ نحو مليون منهم سن الثامنة عشر ويحق لهم المشاركة في التصويت للمرة الأولى.
وتقول الصحيفة إن أردوغان وحزبه يواجهون صعوبات بالغة في إقناع الناخبين الشباب بالتصويت لهم في الانتخابات المحلية المقررة الأحد المقبل 31 مارس، رغم أنهم يمثلون الكتلة الانتخابية الأوسع في البلاد.
وفي العادة، يلقى حزب العدالة والتنمية تأييداً واسعاً من قبل كبار السن والمتقاعدين وسكان الأحياء الفقيرة، بينما يفقد كمّا كبيرا من أصوات الشباب والناخبين الجدد الذين يطمحون بخدمات أفضل وفرص عمل أوسع ورفاهية أكبر، على عكس الأجيال الأكبر التي ترى ما قام به الحزب إنجازا كبيراً مقارنة بالحقب الأخرى في تاريخ البلاد الحديث.
وحسب آخر إحصائية رسمية صادرة عن الهيئة العليا للانتخابات، فإن عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات المقبلة تجاوز الـ57 مليون.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن الرئيس رجب طيب اردوغان قوله في أحد الاجتماعات مع كبار قادة حزب العدالة والتنمية: " علينا التركيز في الحملة الانتخابية على فئة الشباب، لدينا أكثر من مليون شاب سوف يصوتون لأول مرة، هذا أمر مهم للغاية، بشكل خاص على الأذرع الشبابية للحزب أن تتحرك بقوة في هذا الاتجاه، يجب أن نعمل معهم عن قرب ونضمن أصواتهم".
وفي محاولة لاستمالة الشباب، أجرى اردوغان ضمن الاستفتاء الأخير على التعديلات الدستورية، تعديلاً قانونياً ينص على خفض سن الترشح للانتخابات البرلمانية من 25 إلى 18 عاماً، كما دفع الحزب بـ57 مرشحاً تقل أعمارهم عن 25 عاماً في قائمته للانتخابات البرلمانية، العام الماضي من أصل 600 مرشح يمثلون
ويرى مراقبون أن 17 عاماً من حكم العدالة والتنمية كانت كفيلة بظهور جيل جديد وشريحة واسعة من الناخبين الشباب الذين لم يعيشوا أي حقبة أخرى في تاريخ تركيا، وبالتالي فإن الحزب ولو تمكن من حسم هذه الجولة في الانتخابات، فإنه سيبقى يواجه تراجعاً في شعبيته مع تزايد حجم شريحة الناخبين الجديدة الذين تتزايد عندهم رغبة التغيير والاطلاع على تجارب الأحزاب الأخرى في الحكم.