صحيفة إسرائيلية: "أس 400" ستكون رافعة لسياسات تركيا
واشنطن-نيو ترك بوست
قالت صحيفة إسرائيلية إن استحواذ تركيا على منظومة أس 400 الدفاعية الروسية، ستكون رافعة لسياسة أنقرة التي تمزج بين إيجاد دور عسكري في شمال سوريا، وبناء علاقات وثيقة في مجال الطاقة مع موسكو، ورغبة في خداع أميركا عن معاقبتها على صفقة أس 400.
وتساءلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن سبب استغراق تركيب منظومة الصواريخ الروسية أس 400 التي حصلت عليها تركيا وقتا طويلا، لتجيب بأن السبب ليس عسكريا بقدر ما هو ورقة ضغط لتنفيذ سياساتها التي تمزج بين الدور العسكري والسياسي.
واستعرضت الصحيفة ما قاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -في خطاب رمزي بمناسبة الذكرى الثالثة لمحاولة الانقلاب التي جرت عام 2016- من أن الأجزاء التي وصلت سيتم تركيبها في مواقعها بحلول أبريل/نيسان 2020، وتساءلت لماذا يستغرق الأمر وقتا طويلا لفك هذا النظام ونشره؟
وقالت الصحيفة إن هناك بالفعل منصتين ورافعة ومركبات أخرى مع الشحنات في الطائرات التي نقلت تلك الأجزاء، مشيرة إلى أن النظام يشمل أيضا رادارات ورؤوسا حربية ويتطلب تدريبا من أجل استخدامه، وإن كان من المفترض أن يكون المتدربون الأتراك قد وصلوا منذ مايو/أيار الماضي إلى روسيا من أجل تعلم استخدام هذا النظام.
ورأت الصحيفة أن تفاصيل الأسباب التي جعلت تركيب هذا النظام يستغرق وقتا طويلا ليست كونه معقدا، وقالت إن تركيا لم تحصل على هذا النظام لأنها تخشى التعرض لهجوم جوي، خاصة أنها من حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتعمل عن كثب مع روسيا، وبالتالي فإن جميع القوى الجوية التي يمكن تصورها والتي قد تهدد تركيا هي حليف لها ظاهريا، ولن تشتري هذه المنظومة لحماية شمال سوريا من النظام السوري.
وأضافت الصحيفة أن الواقع أكثر تعقيدا، موضحة أن التباطؤ في عملية الاستحواذ الطويلة على هذا النظام منذ عام 2017 يستخدم أداة ضغط على الولايات المتحدة، لأن تركيا تدرك أن واشنطن تريد معاقبتها بسبب امتلاكها النظام الروسي.
ومع ذلك لا تريد تركيا -حسب الصحيفة- أن تُفرَض عليها العقوبات كما أنها لا تريد أن تُطرَد من برنامج طائرات أف 35، خاصة أن واشنطن بدأت تخفض من دور تركيا في البرنامج عبر خفض عدد الموظفين الأتراك الذين كان من المفترض أن يكونوا في الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة إن هذا ما تسميه الولايات المتحدة "فك تركيا من البرنامج"، مؤكدة أن عشرة أشهر تعطي فترة تفاوض جديدة لتفادي ذلك، بعد أن انتهت الفترة الأولى الممتدة من 2017 إلى يوليو/تموز 2019 عندما وصلت أول قطعة من النظام، لتأتي الآن مرحلة ما قبل نشره، وربما بعد ذلك مرحلة ما قبل تشغيله.
وربما تستطيع تركيا بذلك -وفق الصحيفة- أن تبطئ بنجاح من وصول لعبة الرهانات العالية إلى حافة الهاوية حتى الانتخابات الأميركية المقبلة، التي تأمل أنقرة أن تحصل بعدها على مزيد من النفوذ.
وأشارت الصحيفة إلى أن أنقرة من جهة أخرى تضع سوريا تحت ناظريها، وهي تطمح إلى ملء الفراغ الذي قد يخلفه انسحاب الولايات المتحدة، وتسعى لإنشاء "منطقة آمنة" وتأمل أن تقبل الولايات المتحدة بمغامرة عسكرية تركية قد تستهدف حتى شركاء الولايات المتحدة من قوات سوريا الديمقراطية.
واستنتجت الصحيفة الإسرائيلية أن الوقت يتسارع الآن في تركيا، وأبريل/نيسان 2020 هو موعد انطلاق المنبه الجديد.