كاتب: داوو أوغلو فشل في إقناع مؤيدي العدالة والتنمية بمبررات انتقاداته
إسطنبول-نيو ترك بوست
حوّلت اللجنة المركزية العليا لحزب العدالة والتنمية، الاثنين الماضي، رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو إلى لجنة التأديب، مطالبة بفصله من الحزب. كانت هذه خطوة متوقعة، بعد أن بدأ منذ فترة طويلة في إجراء مباحثات للانشقاق عن حزب العدالة والتنمية، وتأسيس حزب جديد.
وفي هذا السياق قال الكاتب التركي إسماعيل باشا: "كان الأفضل أن يقدم داود أوغلو استقالته من حزب العدالة والتنمية، ثم يقدم خطوات من أجل تأسيس حزب جديد، على غرار ما فعله علي باباجان، دون أن يدفع الحزب إلى فصله، ولكنه لم يفعل، بل اختار هذا الطريق لإنهاء صلته بحزب العدالة والتنمية، إلا أنه من غير المتوقع أن ينظر إليه أنصار الحزب كـ «زعيم مظلوم» تم فصله دون وجه حق".
وأضاف باشا في مقال له نشرته مواقع إلكترونية: "أما النسبة التي يمكن أن يشقّها داود أوغلو من شعبية حزب العدالة والتنمية؟ ليس هناك استطلاع للرأي في الوقت الراهن، كما أن موعد الانتخابات بعيد للغاية، وقد تتغير الخارطة السياسية في السنوات المقبلة، وهذا يحسب لديمقراطية البلاد، ولكن المؤشرات تشير إلى أن الغالبية من مؤيّدي حزب العدالة والتنمية ليست مع رئيس الوزراء السابق".
وأشار إلى أن داود أوغلو من مواليد محافظة قونيا التركية، ودخل البرلمان التركي كنائب عنها، وكان رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان في مدينة قونيا قبل أسبوع، في الأول من الشهر الحالي، وألقى كلمة في ميدان «مولانا» الشهير، أمام مؤيّدي حزب العدالة والتنمية، وكانت الجماهير الغفيرة التي ملأت الميدان تشير إلى أن داود أوغلو لن يجد الدعم الشعبي الذي يحلم به من سكان مسقط رأسه، كما أن من يتجول في شوارع المدينة، ويجسّ نبض الناخبين من مؤيّدي حزب العدالة والتنمية، كما فعلت، يلاحظ أن معظمهم غاضبون من تصريحات داود أوغلو الأخيرة.
ويرى الكاتب أن "قونيا ليست كأي مدينة، بل هي إحدى أهم قلاع الإسلاميين والأحزاب المحافظة، وتتنافس الأحزاب اليمينية لكسب ثقة سكانها، وحصل حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية الأخيرة التي أجريت في 31 مارس الماضي، على 63.19 % من أصوات الناخبين في عموم محافظة قونيا، وكان رئيس الوزراء الأسبق نجم الدين أربكان، يخوض الانتخابات البرلمانية دائماً على رأس المرشحين في قائمة المحافظة".
ونوه إلى أن لجنة التأديب طلبت من داود أوغلو أن يقدم مرافعته ضد توصية اللجنة المركزية العليا، وبعد أن تصل المرافعة، ستعقد اللجنة اجتماعاً لتتخذ قرارها النهائي، ومن المعلوم أن لجنة التأديب في حزب العدالة والتنمية قامت حتى اليوم بفصل كل من طلبت اللجنة المركزية العليا فصله من الحزب.
ويعتقد أن "داود أوغلو لم ينجح حتى الآن في إقناع مؤيدي حزب العدالة والتنمية بأن انتقاداته في محلها، بل يرى كثير منهم أن تلك الانتقادات في مجملها نابعة من حسابات شخصية ضيقة، ولكن تركيا بلد ديمقراطي يمكن أن يقوم أي مواطن بتأسيس حزب سياسي ليجرب حظه في الانتخابات، وبعد أيام، ستبدأ في حياة داود أوغلو مرحلة جديدة يخرج فيها أمام الرأي العام بحلة مختلفة، وفي نهاية الأمر، الشعب التركي هو الذي سيقوم بتقييم مواقف الرجل وأدائه ومدى تطبيقه للقيم والمبادئ التي يشدّد عليها في خطاباته".