خطوة سعودية تثير غضب تركيا.. ماذا قال مستشار أردوغان؟
أنقرة-نيو ترك بوست
انتقد ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زيارة وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف إلى جمهورية قبرص، قائلا إنها تتعارض مع أواصر الصداقة بين الدولتين.
وقال أقطاي الذي يتولى منصب مستشار رئيس حزب "العدالة والتنمية" الحاكم (والذي يترأسه أردوغان)، في حديث باللغة العربية لقناة TRT التركية، إن زيارة العساف الأولى من نوعها إلى الجزيرة المنقسمة منذ عام 1974 "لا يوجد أي عقلانية لها وليست في مجال الصداقة والعلاقات بين تركيا والسعودية".
وتساءل أقطاي بشأن ماهية مصالح السعودية في هذه الزيارة وإقامة علاقات مع قبرص اليونانية التي لا تعترف بها أنقرة، مشيرا إلى عدم اعتراف الرياض من جانبها بالشطر التركي من الجزيرة (الذي لا يحظى باعتراف أي دولة باستثناء تركيا).
واتهم أقطاي السعودية بـ"التقارب مع إسرائيل والتباعد عن المسلمين"، مطالبا المملكة التي يوجد في أراضيها الحرمان الشريفان أن تكون "أكثر حرصا على مصالح الأمة".
وشدد مستشار أردوغان على أن تركيا لم تتخذ أي خطوة تعادي السعودية وكانت ولا تزال تحترم سيادة المملكة، مشيرا إلى أن الموقف الذي تتخذه أنقرة في قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية الرياض بإسطنبول "ليس ضد المملكة العربية السعودية بل بحثا عن العدل".
وأشار إلى الدور الذي تضطلع به السعودية في المنطقة، وتابع: "هذه الزيارة هي تحد لتركيا لا تليق بالمملكة التي ننتظر منها مواقف أكثر عقلانية، لأن تركيا ليست عدوا للسعودية".
وأبدى العساف أثناء زيارته إلى قبرص الأربعاء الماضي اعتراف السعودية بسيادة قبرص ومشروعيتها، ما رأى فيه كثير من المحللين تحديا لتركيا التي لا تزال العلاقات بينها وقبرص الرومانية متوترة للغاية في ظل التنافس بين الطرفين من أجل احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي تم اكتشافها قبالة سواحل الجزيرة في شرق المتوسط.
وجاءت هذه الزيارة في ذروة الخلافات التركية القبرصية، إذ تتهم أنقرة نيقوسيا بمحاولة السيطرة على موارد الجزيرة وحرمان القبارصة الأتراك من حقوقهم، كما تصاعدت الخلافات بين الجانبين عقب بدء أنقرة بالتنقيب عن النفط والغاز في شرقي البحر المتوسط وفي محيط الجزيرة.
وعلى مدار اليومين الماضيين، احتفت وسائل الإعلام السعودية بشكل غير مسبوق بهذه الزيارة، وركزت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) على نشر تصريحات الوزير السعودي الذي أكد على دعم قبرص وتطوير العلاقات معها، وهو ما ركزت عليه أيضاً جميع القنوات والصحف المدعومة من المملكة. ونشرت (واس) أيضاً تقريرا بعنوان: “المملكة وقبرص.. علاقات تتطور وتعاون طموح”.
لكن الرسائل التي أطلقتها عشرات الشخصيات السعودية المعروفة بقربها من ولي العهد محمد بن سلمان عبر وسائل التواصل الاجتماعي كانت مباشرة وواضحة باتجاه اعتبار الزيارة خطوة سعودية مباشرة ضد تركيا، في إطار تصعيدها المتزايد ضد أنقرة بسبب الخلافات المتصاعدة منذ قتل الصحافي جمال خاشقجي.